كلنا للوطن أمن

إن نعم الله سبحانه وتعالى على بلادنا العزيزة كثيرة جدا ولا يحصيها إلا الله الذي أسبغها.. وأجل هذه النعم نعمة الهداية إلى الإسلام ودونها نعم جمة منها نعمة الأمن والأمان التي تستحق الشكر.. فالخير يشكر في الفطرة المستقيمة والشكر دليل على استقامة النفس البشرية.. ولنعلم أن هذا الأمن الذي نتقيأ ظلاله ونعيش في آثاره جاء بفضل من الله تعالى ثم بتحقيق هذه الدولة المباركة لتوحيد الله - جل وعلا - والأخذ بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه و سلم -.. هذه الدولة التي قامت على إعلاء كلمة التوحيد التي رفع لواءها المؤسس الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه.
ويؤكد الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية: (إن الأمن مطلب فطري لا غنى عنه، وإن نهج الإسلام ورؤيته لتوطين الأمن يتسم بالواقعية الكاملة وبالفعالية المطلقة، ذلك أن الشريعة الإسلامية الغراء تحقق الأًصالة والطمأنينة في الأمة وحل مشكلاتها، وعليه فإن الاعتزاز بمستوى الأمن بوطننا العزيز هو الاعتزاز بالتمسك بالعقيدة الإسلامية وتطبيق الشريعة الغراء، ومن حق كل مواطن أن يفتخر بهذا الواقع الأمني الفريد الذي نعيشه).
في المملكة نشعر بالاعتزاز والفخر بما ننعم به جميعاً من استقرار وأمن وأمان لا مثيل له - ولله الحمد - حتى صارت مضرب المثل في ذلك.. فبالأمس القريب وضمن مكافحة شبكات الفساد وتهريب المخدرات التي تسعى لترويج سمومها في المملكة، أعلنت وزارة الداخلية أن تنفيذ المهام الأمنية في مكافحة المخدرات في المملكة أدى - بتوفيق الله تعالى - خلال الربع الثاني من العام الجاري، إلى القبض على 503 أشخاص لتورطهم في جرائم تهريب وترويج مخدرات تقدر قيمتها السوقية بـ 1.650.551.265 مليار ريال، منهم 252 سعودياً و251 من 24 جنسية مختلفة، وأن العمليات الأمنية التي واجه رجال الأمن في بعضها مقاومة مسلحة من المهربين والمروجين نتج عنها إصابة ثلاثة من رجال الأمن، إضافة إلى مقتل خمسة وإصابة 20 من المهربين والمروجين.
إن محاربة المخدرات واجب وطني على الجميع دون استثناء كل ضمن موقعه لوقف انتشارها حماية لمجتمعنا وشبابنا ومستقبلنا، ولنكن عونا لأجهزة مكافحة المخدرات وجهودها الجبارة في حماية المجتمع من شرور هذه الآفة المدمرة. إن جوهر الوظيفة الأمنية خدمة المواطن، كما أن الشعور بالمسؤولية والوعي بأهمية دور المواطن في استقرار المجتمع هما الخطوة المهمة المتصلة بالعمل الأمني لسلامة المجتمع، فكلنا للوطن أمن ويد واحدة لحمايته وخدمة أمنه والتصدي بكل قوة وحزم في وجه كل من يحاول العبث بأمنه واستقراره وطمأنينته وطهارته ونقائه.. فإن الوصول إلى تحقيق أمن الوطن والمواطن وسلامته لم يعد مسؤولية الأجهزة الأمنية فقط، بل إن دور المواطن ضروري وفاعل في هذا المجال.. فعلى المواطن دور كبير في دعم ومساندة جهود الدولة ورجال الأمن للوقوف جنباً إلى جنب مع رجال الأمن الذين ضحوا بأنفسهم وأرواحهم فداء لهذه البلاد الطاهرة. إن ما يقوم به المواطن المخلص الصادق في الكشف عن الجريمة أو الإبلاغ عن أية حالات مشبوهة أو مريبة، هو في حقيقة الأمر خط الدفاع الأول للدفاع عن نفسه والوقاية من الجريمة والتحصن منها، فللمواطن دور مهم في تكملة دور وعمل رجل الأمن.. على اعتبار أنه شخصية متكاملة وأنه عضو فعال في المجتمع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي