إن انتشار التكنولوجيا يغير من عقل الإنسان بطرق لا حصر لها، ويؤثر فيه تأثيرات كبيرة. إن ثقافة الإنترنت تغير الطريقة التي يركز بها الناس وتقاطع أفكارهم العميقة وتوسع تركيزهم لمصلحة الروابط السريعة السطحية. ترجع أهمية هذه التغييرات إلى أن التفكير المكثف المركز هو فقط ما ينتج أفكارا مبتكرة جديدة.

إن أجهزة الكمبيوتر تغير الطريقة التي نقرأ بها. ففي حين أن النص المطبوع يدفع القراء إلى القراءة المنهجية والتفكير بحثا عن الأفكار ذات المغزى، نجد أن المحتوى على شاشة الكمبيوتر يفسح المجال لقراءة مجزأة تبحث عن الأجزاء السطحية من المعلومات. كما أن قراءة النصوص على الكمبيوتر تنتزع الحقائق من سياقها.

بالمثل فإن الاتصال بالناس عن طريق الإنترنت يسمح بازدهار الاختيار والتحكم الشخصي، لكنه يضعف قوة التفاعل بين الناس. إن مقارنة الاختلافات بين الأجيال محفوفة بالصعاب، لكنها لا تزال واحدة من أفضل طرق التنبؤ بالمستقبل القريب. في العقود القليلة الماضية، انتشر استخدام الكمبيوتر بين جميع الشرائح العمرية والاجتماعية، ولا سيما في صفوف الشباب.

أظهرت دراسة أجريت عام 2010، أن الشباب الأمريكيين الذين تراوح أعمارهم بين 8 و18 يقضون في المتوسط 11 ساعة يوميا أمام الشاشة سواء أكانت شاشة التلفاز أو الكمبيوتر أو الهاتف الجوال. يقضي هؤلاء الشباب الكثير من الوقت على الإنترنت كما لو كانوا يعملون بدوام كامل عليها.

إن الجيل الحالي من الشباب يتفاعل مع العالم عن طريق واجهات الكمبيوتر. فهم يتوقعون أن يكونوا قادرين على التحكم في كل مناحي حياتهم وأن الأحداث ستتكشف أمامهم بضغطة زر، لذلك فهم لا يتمتعون بالصبر إلا قليلا.

إن فكرة أن وظائف الدماغ البشري مثل الجهاز (مثل جهاز الكمبيوتر على وجه التحديد) ليست بالفكرة الجديدة، إلا أنها اكتسبت شعبية في السنوات الأخيرة. ومع ذلك فإن هذا التشبيه الذي يؤكد قدرة الذاكرة أو سرعة معالجة المعلومات قد يضلل الناس ويجعلهم يتجاهلون تعقيد العقل البشري، وذكاءه العام، وكيفية استجابة هذا الذكاء وتشابكه مع المشاعر.

TITLE: FUTURE MINDS: HOW THE DIGITAL AGE IS CHANGING OUR MINDS, WHY THIS MATTERS AND WHAT WE CAN DO ABOUT IT

AUTHOR: RICHARD WATSON

PUBLISHER: NICHOLAS BREALEY PUBLISHING

ISBN-10: 185788549X

NOVEMBER 2010

336 PAGES