مركز الملك فهد الثقافي منارة لاستقطاب المبدعين في مختلف النشطات الثقافية
أصبح مركز الملك فهد الثقافي أحد أبرز معالم العاصمة الرياض الثقافية والحضارية فأبوابه مشرعة وإمكانياته متاحة لكل الفعاليات والنشاطات التي تستقطب المبدعين في مختلف مجالات الفكر والأدب والفنون التي بدورها تدفع بالشأن الثقافي إلى فضاءات أوسع وعطاءات أفضل تتواكب مع تطلعات مثقفينا ومبدعينا.
#2#
بهذه المفردات المعبرة قدم وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجه للتقرير السنوي لمركز الملك فهد الثقافي بالرياض وأضاف قائلا " المركز منذ أن ضم لقطاعات وزارة الثقافة والإعلام مطلع عام 1424 / 2003م وهو يشهد حركة دائبة وفعّالة من الفعاليات التي استضافها والزيارات التي استقبلها سواء المحلية منها أو العربية أو العالمية.
وأشار في كلمته المتصدرة للتقرير إلى توجه الوزارة في جعل المركز بوابة للحراك الثقافي المحلي ونافذة عالمية للتفاعل مع نشاطات الشعوب الشقيقة والأمم الصديقة وذلك من خلال فعاليات الأسابيع والأيام الثقافية التي ستستضيفها المملكة وسيكون لهذا الصرح دور في احتضانها وإبرازها للمتلقي والمثقف السعودي الذي يؤمل منه الإسهام الفعلي في إثراء المشهد الثقافي المحلي بكل جيد ومفيد يتواكب مع روح العصر في ظل ثورة المعلومات والاتصالات المتوجة بالعولمة وحوار الحضارات ذلك الحراك المنشود يعضد حركة التنمية الشاملة التي تشهدها مملكة الإنسانية في مختلف موافق الحياة في ظل قيادتنا الحكيمة.
#3#
من جانبه أكد الأمير تركي بن سلطان مساعد وزير الثقافة والإعلام أن مركز الملك فهد الثقافي أسهم منذ افتتاحه في نشر الثقافة والمعرفة من خلال العديد من الزيارات والبرامج والأنشطة التي استقبلها واستقطبت بدورها مختلف شرائح المجتمع. وقال " لقد أصبح المركز مفخرة للحركة الثقافية والأدبية في المملكة وستكثف الوزارة جهودها لخدمة ورعاية هذا الصرح الثقافي الشامخ من حيث تطويره وتوفير الوسائل والإمكانات التي تكفل له القيام بدوره وتحقيق أهدافه وظهوره على أكمل وجه ووضع آلية لتفعيل دوره الريادي في تنظيم البرامج الثقافية المتنوعة التي تستقطب المبدعين والمفكرين في مختلف المجالات".
#4#
ويقع مركز الملك فهد الثقافي في قلب العاصمة الرياض وعلى الحافة الشرقية لوادي حنيفة الذي شهد عصوراً من تاريخ هذه الجزيرة الأصيل حيث تبلغ المساحة الكلية للمركز مائة ألف متر مربع وتبلغ مساحة الدور الأرضي حوالي عشرة آلاف متر مربع في حين بلغت مساحة الأدوار الثلاثة الأخرى ثلاثة وعشرين ألف متر مربع وارتفاع المبنى ثمانية وعشرين متراً إذ يعد تحفه معمارية لفن العمارة الإسلامية وأحد أهم المعالم الثقافية والحضارية في المملكة. وأنشئ المركز بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز "رحمه الله" لدعم الأدباء والمثقفين والمفكرين والمبدعين ليكون منارة إشعاع للثقافة السعودية المعاصرة وعنواناً مطوراً لتلك الثقافة ودشنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود "حفظه الله" عندما كان ولي العهد يوم الثلاثاء 25/8/1421ه الموافق 21/11/2001م معلنا انطلاق فعاليات هذا الصرح الحضاري الثقافي الذي يعد من أحدث المراكز الثقافية العالمية.
#5#
ويحيط بالمركز مدرجات صممت من الصخور الطبيعية والنباتات البيئية والنوافير الجميلة لتحقق الانسجام مع محيطه الجغرافي كما رصفت المنطقة الخارجية على مساحة 6000 متر مربع لتكون ساحة جاهزة لإقامة الاحتفالات والمهرجانات والمعارض المفتوحة. ويشتمل المركز على المبنى الرئيسي الذي شيد على مساحة عشرة آلاف متر على مدخلين منفصلين يؤديان إلى البهو الرئيسي ومن ثم إلى كافة أقسام المركز ومنها صالات الاستقبال الرئيسية «الصالة الملكية» التي تقع في الدور الأول وصالة «كبار الزوار» وقاعة للاجتماعات. ويتسع المسرح الرئيسي بالمركز الذي صمم على أحدث الأساليب الفنية والتقنية في هذا المجال على حوالي 3000 «متفرج» ويعد ثالث أكبر مسرح على المستوى العالمي وقد زود بأحدث التقنيات الفنية والصوتية والضوئية والتصوير التلفزيوني وتشتمل أرضية المسرح على «6» منصات عمودية متحركة «هيدروليكيا» إضافة إلى المسرح الكبير يوجد مسرح صغير يتسع «435» متفرج الأمر الذي يعطي هذا المركز إمكانية القيام بأكثر من عرض في وقت واحد ويحمل نفس المواصفات التقنية للمسرح الكبير .
#6#
ومن أهم ما يميز مركز الملك فهد الثقافي هو وجود القبة الفلكية التي يبلغ قطرها 18 مترا وتستوعب « 208 » مقعد صممت خصيصا للقباب السماوية بحيث يمكن استدارتها في كل اتجاه بحيث توفر القبة للمهتمين بعلم الفلك معلومات وصورا حية عن الكواكب الشمسية والنجوم وخسوف القمر وكسوف الشمس ومنازل القمر كما توفر لهم دراسة تحديد دخول الشهور القمرية وخروجها ورصد للمذنبات والرصد الكامل لأهم الأحداث والمتغيرات الفلكية الدورية. ويوجد بمركز الملك فهد الثقافي مكتبة تم تجهيزها على أحدث الطرز العالمية لكي تستوعب جميع تخصصات العلوم والفنون لأوعية المعلومات المختلفة مثل الفنون الجميلة والفنون التطبيقية والفنون المسرحية وكتب الأطفال والرسومات وأوعية المعلومات الإلكترونية ويمكنها استيعاب أكثر من 15000 مجلد ومطبوعة وتستوعب أكثر من 80 باحثا وقارئا في وقت واحد. ويشتمل المتحف الذي أعد ليكون حاضنا لتراث آثار المملكة والعالم العربي كما يحتوي على ثلاثة معامل هي معمل لترميم الفخار والخزفيات والزجاج والأخشاب والمنسوجات ومعمل لترميم الأحجار والمعادن ومعمل لترميم الجلود والأوراق والعظام والخوص والحصير والبردي والعاج.
#7#
وتقع في الطابق الأرضي من المركز صالة خصصت لإقامة معارض الفنون بمختلف فروعها وقد صممت بتجهيزات حديثة تمكن الفنانين من إبراز مواهبهم من خلال عرض أعمالهم الفنية بشكل بديع وانسيابي تتيح للزائر المشاهدة الجيدة لكافة محتويات المعرض كما يمكن استخدام هذه الصالة أيضا لعرض الصور الفلكية عند تقديم برامج في القبة الفلكية. ويضم المركز قاعة لاحتضان العديد من المحاضرات وعقد الندوات الثقافية والأدبية وغيرها بطاقة استيعابية ل «336» شخص مزودة بأحدث التقنيات الحديثة للنظام الصوتي والضوئي ويوجد بها شاشة عرض متعددة الأغراض بمساحة «5 في 11» متر مربع إلى جانب خدمات الترجمة الفورية بواسطة أجهزة لاسلكية لثلاث لغات، ويتبع المركز عدد من المرافق المساندة منها المواقف التي تتسع لحوالي 900 سيارة ومكاتب إدارية إضافة إلى عدد من الحدائق الجانبية.
#8#
وقد بلغ عدد الزوار الذين استقبلهم مركز الملك فهد الثقافي بالرياض منذ افتتاحه إلى نهاية عام 1430ه حوالي 550.000 زائرا من داخل المملكة وخارجها كما احتضن المركز ما يقارب « 700 » نشاطا علمياً وثقافياً. ويستقبل المركز سنوياً مئات الزيارات من داخل المملكة وخارجها لمسئولي الثقافة والإعلام بالوطن العربي والدول الإسلامية والصديقة وضيوف المملكة من الوزراء وكبار الشخصيات من الرجال والنساء وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى المملكة بالإضافة إلى زيارات الوفود المدرسية بمختلف مراحل التعليم في المملكة. وقد أشاد الكثير من زوار مركز الملك فهد الثقافي بهذا الصرح الحضاري وبالدور الذي يقوم به لخدمة الثقافة والمثقفين بالمملكة.