مصر: مظاهرات في الحسين والأزهر احتجاجًا على المظاهرات!
تظاهر أمس بضعة آلاف من المواطنين أمام ساحة الحسين وجامع الأزهر الشريف احتجاجا على مظاهرات "جمعة الغضب الثانية" التي بدأت صباح اليوم في ميدان التحرير. وأكد المتظاهرون أن تلك المظاهرات تؤدي إلى توقف عجلة العمل والإنتاج في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة من مستقبل البلاد، وتعمل على إشاعة الفوضى في الوقت الذي تحتاج الثورة إلى الاستقرار، مطالبين بإتاحة الفرصة لحكومة الدكتور عصام شرف والمجلس العسكري لتنفيذ مطالب الثورة، ودفع مصر إلى طريق الديمقراطية ووضعها على خريطة الدول المتقدمة. ورفض المتظاهرون التشكيك في قدرة المجلس العسكري على قيادة المرحلة الانتقالية، مشيرين إلى أن الجيش الذي حمى الثورة منذ مهدها، وقام بتأمين نجاحها هو الوحيد القادر على إدارة دفة الحكم في البلاد في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها الوطن وسط محاولات فلول النظام السابق إجهاض الثورة. وأكدوا رفضهم التام لتجاوز الاستفتاء على التعديلات الدستورية الذي جرى في 19 مارس الماضي، وأفضى إلى إجراء الانتخابات البرلمانية ثم إنشاء أو انتخاب لجنة تأسيسية لوضع دستور جديد للبلاد، وذلك بعد مطالبة بعض القوى السياسية المؤيدة والداعية إلى مظاهرات "جمعة الغضب الثانية" بوضع دستور جديد للبلاد وإرجاء الانتخابات البرلمانية إلى ما بعد الانتهاء من وضع الدستور الجديد. وكان عشرات الآلاف من المصريين قد تظاهروا أمس في ميدان التحرير في "جمعة غضب" جديدة احتجاجا على بطء التغيير الذي وعد به الجيش المصري الذي يمسك بمقاليد السلطة منذ سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك في شباط (فبراير) الماضي.
ورغم الحر الشديد تجمع هؤلاء بعد صلاة الجمعة في هذا الميدان، بوسط القاهرة، تحت شعار "راجع للتحرير، علشان ما فيش تغيير" وقد رفعوا لافتات تقول: "الشعب يريد محافظين وطنيين ولاؤهم للشعب مش للنظام" و"الشعب يريد تطهير القضاء" و"دستور قبل الانتخابات وعدالة لكل التيارات" و"الشعب يريد إلغاء المحاكم العسكرية".
وقد دعت إلى هذه التظاهرة خاصة الحركات الشبابية الناشطة على الإنترنت التي كانت المساهم الأكبر في الانتفاضة الشعبية ضد الحكم في كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) الماضيين، وذلك من أجل "جمعة غضب ثانية" استكمالا لثورة 25 يناير التي أسقطت نظام مبارك.
وفي شرم الشيخ، على البحر الأحمر، تجمع المئات أمام المستشفى الذي يوجد فيه مبارك منذ منتصف نيسان (أبريل) الماضي للمطالبة بنقله إلى السجن، كما أفاد مصور لفرانس برس.
وكان القضاء المصري قد أعلن الثلاثاء إحالة مبارك ونجليه، علاء وجمال، إلى المحاكمة، إلا أنه لم يتم بعد تحديد موعد لهذه المحاكمة.
ويطالب المتظاهرون بإسناد الحكم إلى مجلس رئاسي مدني الحكم وإقالة مسؤولي النظام السابق الذين ما زالوا يعملون في العديد من قطاعات الإدارة واتخاذ إجراءات قضائية صارمة ضد المتهمين بالفساد وأعمال العنف. كما يطالبون بمحاكمة علنية لمبارك مشككين في صدق إعلان الثلاثاء عن محاكمة الرئيس السابق. وتقول راندا جوهر (33 سنة) "نريد وضع الدستور الجديد قبل الانتخابات. فالتعديلات غير كافية" في إشارة إلى التعديلات المحدودة للدستور السابق التي تمت الموافقة عليها في استفتاء في آذار (مارس) الماضي.
وقال مهند جلال (27 سنة): إن قادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة "كانوا مع مبارك لسنوات. نحن الذين أسقطناه لا هم". وكان المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يتولى عمليا رئاسة البلاد، وزيرا للدفاع لمدة 20 عاما في عهد الرئيس السابق.