أرجع الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز الفضل للهيئة العامة للسياحة والآثار في نشر التراث العمراني عبر الاهتمام بطرق البناء القديمة وإعادة الاهتمام لمواقع تاريخية، وهو ما يحقق عوائد اقتصادية وكذلك فرصا وظيفية لدى افتتاحه قلعة بنيت من الطين بالكامل في مدينة بريدة مساء أمس الأول.
وامتدح أمير منطقة القصيم العمل الذي قام به علي بن سليمان الراضي من إقامة هذا المعلم وعلى الطراز العمراني القديم والذي يشكل هوية واضحة للمملكة.
وأشاد الأمير فيصل بن بندر بإشراف الهيئة وترميمها للبلدات والقرى التراثية في المملكة مؤكدا أن متابعتهم وإشرافهم على البلدات والقرى التراثية التي ظهرت بشكل جيد على الوطن أعطاها دوراً رئيسياً وفاعلاً لنقل الحضارة والثقافة التراثية من المملكة إلى باقي دول العالم.
وأرجع أمير القصيم هذا التقدم الذي تعيشه الهيئة حاليا للدور الكبير والفاعل الذي يضطلع به الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وزملاؤه في فرع جهاز السياحة في منطقة القصيم ودورهم الكبير في هذا المجال متطلعا إلى الكثير في هذا المجال.
وكان الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة القصيم قد أطلق العمل في قلعة الراضي الطينية في مدينة بريدة مساء أمس الأول وأعلن إطلاق شركة متخصصة في الطين للبناء على أحدث الطرز العمراني واطلع أمير القصيم وبحضور عدد من المسؤولين في المنطقة على رأسهم الدكتور جاسر الحربش المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة القصيم والمهندس أحمد السلطان أمين منطقة القصيم
حيث شاهد الأمير فيصل بن بندر أجزاء من القلعة الطينية وبعض القطع التراثية التي تم تزيين القلعة بها.
#2#
على الجانب الآخر أقيمت قلعة الراضي بالكامل من الطين يجملها سور عملاق أيضا من الطين تمت زخرفته على طريقة البناء النجدي. كما أقيم مجلس كبير على أطراف القلعة تم تجميله بالنقوش القديمة والجلسات التي عرفت في المباني الطينية قبل نحو 60 عاما. ويعد المجلس الذي سقف بالكامل بأخشاب الأثل وسعف النخيل أحد المميزات الكبيرة في القلعة ويتسع المجلس لأكثر من 150 شخصا، وتم تجميل القلعة بالنخيل وممرات الماء كما هي المزارع في السابق وتتحرك المياه في ممرات تم تجهيزها بتقنية حديثة حيث تمر من جميع جنبات القلعة العملاقة التي أقيمت على مساحة خمسة آلاف متر.
وفي أحد أطراف القلعة أقيم بيت شعر حوله بعض الشجيرات البرية التي تم استزراعها في الموقع. وتحتوي القلعة على جلسات مائية على شكل سفن يمر الماء من أسفلها، إذ تعد مزارا لزوار منطقة القصيم حيث زار الموقع سفراء ووزراء ووفود سياحية ويصف السفراء الذين زاروا الموقع أن القلعة تختصر التاريخ النجدي في مواقع متعددة خصوصا أن المكان جمع البناء التقليدي بالتنفيذ المميز. ويشير علي بن سليمان الراضي مؤسس القلعة إلى أنه قبل أن يطلق مؤسسة خاصة لبناء الطين قرر إقامة قلعة عملاقة تتم بفنون البناء القديمة
وتم جلب مهندسين وبنائين لطين من السعودية ومن خارج السعودية حيث تم إنشاء القلعة بمواصفات البناء النجدي القديمة والتي تحاكي ما كان عليه أباؤنا وأجدادنا. وقال الراضي إن جميع القطع التي استخدمت في البناء هي من القطع المحلية سواء الأخشاب التي تزين الأبواب والنوافذ أو الأسقف والجدران.
وأضاف الراضي أن الهدف من إقامة القلعة أنه بالإمكان الجمع بين التاريخ وكذلك الجمال في البناء والتصميم. وقال الراضي إنه أطلق شركة متخصصة في البناء بالطين ستكون لديها إقامة مواقع طينية وكذلك منازل من الطين بالكاملوأضاف الراضي أنهم استعملوا بعض التقنيات في الطين بحيث يحافظ على قوته وتماسكه حين نزول الأمطار وكذلك العوامل الجوية الأخرى.
وهناك تجارب كبيرة في هذا المجال لدول متقدمة كإسبانيا التي تشتهر بالقلاع والحصون الطينية والحجرية.وقد نقلنا بعض التجارب هناك ونجحت بالفعل في المحافظة على الطين.


