في كل مجتمع هناك عدد من الأشخاص القلائل الذين يتمكنون من حل المشكلات التي تؤرق الباقين. هؤلاء هم ''المنحرفون الإيجابيون'' الذين يخالفون القواعد بما يأتي بابتكارات جديدة مفيدة للناس.

إلا أنه في الكثير من المجتمعات من المعتاد تجاهل أولئك المبتكرين الذين يأتون بالجديد، وكذلك تجاهل ابتكاراتهم في معالجة المشكلات التي يواجهها الناس. يأتي هذا التجاهل من رفض الناس للتغيير وخوفهم من عواقبه.

لمواجهة هذه المقاومة يقترح الكتاب عملية الانحراف الإيجابي، التي تنطوي على اكتشاف أولئك الذين يحلون المشكلات بطرق مختلفة، والتعرف على ما يفعلونه، واستخدام هذا في ثني الناس عن مقاومة التغيير. تنجح عملية الانحراف الإيجابي إذا ما توافرت في الموقف ثلاثة شروط:

1. أن يكون هناك شخص قد تمكن بالفعل من حل مشكلة مستعصية.

2. أن يقوم عدد قليل من أفراد المجتمع المتأثر بالمشكلة باكتشاف حل لها.

3. أن يكون حل المشكلة في إطار تقاليد المجتمع وحدوده وقيوده.

إن عملية الانحراف الإيجابي تحل المشكلات التي تندرج تحت النظام الاجتماعي الكامل بإيجاد حلول يستخدمها بالفعل عدد قليل من الناس إلا أنها تتطلب تغييرا اجتماعيا وسلوكيا وربما تأتي بنتائج غير متوقعة. تعتمد هذه العملية على فهم المجتمع وطبيعته.

من الأمثلة التي يذكرها الكتاب مشكلة سوء التغذية للأطفال في فيتنام. ففي أثناء الحرب الفيتنامية كان حلفاء فيتنام يرسلون إليها الأرز. بعد الحرب عانت البلاد من نقص في الأرز الذي يعد المحصول الغذائي الأساسي هناك. في أوائل التسعينيات من القرن الماضي كان نحو 65 في المائة من الأطفال الفيتناميين حتى سن الخامسة. طلبت الحكومة من منظمة (إنقاذ الأطفال) -وهي منظمة غير حكومية - إيجاد حل لهذه المشكلة.

إلا أن برامج المساعدات التقليدية لم تحل هذه المشكلة لأن ما قدمته من مساعدات للقرويين حولهم إلى متلقين سلبيين لا يبذلون جهدا كافيا للحصول على إمداداتهم الغذائية. كانت معظم برامج المساعدات تعمد إلى تقديم الطعام لهم ولم تكن تسعى إلى تحسين سلوكيات رعاية ونظافة وصحة الأطفال. على الرغم من أن القرويين صنفوا وضعهم الاقتصادي على أنه سيئ جدا إلا أنهم فوجئوا عندما أثبت الفحوص والتحاليل أن بعض الأطفال حتى من أفقر الأسر كانوا بصحة جيدة وكان الفضل في هذا يرجع إلى عدم اعتماد أمهاتهم على الأرز فقط كغذاء وإنما كن يطعمن أطفالهن بعض أنواع القشريات التي تشبه الروبيان والتي تنمو في حقول الأرز، إضافة إلى هذا كان الوعي الصحي بأهمية النظافة بين الأمهات لا يعتمد على المستوى الاقتصادي. فقد كانت بعض الأمهات من المستويات الاقتصادية المنخفضة لديهن الوعي الكافي بأهمية النظافة وتدريب أطفالهن على غسل أيديهم قبل الأكل وبعده.

TITLE: THE POWER OF POSITIVE DEVIANCE: HOW UNLIKELY INNOVATORS SOLVE THE WORLD'S TOUGHEST PROBLEMS

AUTHOR: RICHARD PASCALE, JERRY STERNIN, MONIQUE STERNIN

PUBLISHER: HARVARD BUSINESS PRESS

ISBN-10: 1422110664

JUNE 2010

256 PAGES