إن فهم الاختلافات الثقافية بين الناس الذين يعمل المرء معهم ليس كافيا، وإنما لا بد أيضا من استخدام هذه الاختلافات لتحقيق أهداف العمل. والقدرة على الانتقال من عملية الوعي إلى عملية الأداء، وهو ما يتطلب اليقظة الواعية.

هذه اليقظة الواعية تسمح لنا بأن نتعرّف على المعارف والمهارات والمواقف التي تستخدم في مواقف التعامل مع الثقافات الأخرى واستخدامها بوعي. يفتح هذا الوعي الذاتي الأبواب لفهم كيف يتصرف الآخرون ويتواصلون. يتميز المدير العالمي الواعي بالسمات التالية:

1. يعترف بأن السياق والعملية يمكن أن يكونا مهمين مثلهما مثل النتائج.

2. يساعد على ازدهار التعاملات بين الموظفين المتنوعين ثقافيا عن طريق الاستماع إلى الحوار وتبسيطه، وإعادة صياغته والتأكد من أن كل ما يُقال مفهوم.

3. يدرك جيداً ما لديه من افتراضات ثقافية وفردية وقيم وأعراف.

4. يدرك أن الثقافات المختلفة تقدم طرقاً مختلفة للعمل والتصرف.

5. يلاحظ الجوانب المتنوعة من الناس الذين يتعامل معهم.

6. يتفهم وجهات نظر الآخرين ومشاعرهم.

7. يسمح بوجهات نظر متباينة عندما يقيّم استجابة ما.إن العمل مع أفراد فريق عمل متنوعين ثقافيا أو عرقيا يضيف طبقة جديدة لهذه المهمة المعقدة الخاصة بإدارة البشر. إن الافتراضات التي نفترضها عادة عند التعامل مع أشخاص ينتمون إلى الثقافة ذاتها التي ننتمي إليها قد تحتاج إلى المزيد من التوضيح عند التعامل مع أناس من بيئة أو خلفية أخرى. عند التعامل مع ثقافات مختلفة لا بد من التأكد من وضوح التواصل وصراحته لتجنب حالات سوء الفهم.

يشبّه المتخصصون الثقافات بجبال الجليد: حيث يحتاج المرء إلى أن يغامر بالنزول تحت سطح الماء ليكتشف الحقائق الثقافية. عندما يدخل المرء مبنى شركة لأول مرة، فسيكون أول ما يلاحظه هو "القمة الطافية لجبل الجليد"، مثل تقسيم أماكن العمل وما إذا كانت أماكن مفتوحة أم مكاتب مغلقة؛ ما يرتديه العاملون من زي سواء رسمي أو غير ذلك؛ طبيعة العمل في المكان وإذا ما كان كل موظف يعمل بمفرده أم أن العمل في فرق عمل هو السائد. أما تحت هذا السطح: فهناك المعايير المقبولة للسلوك في الشركة وفلسفة الشركة ومنها يمكن التعرُّف على: ما التركيز في احتياجات العملاء؟ هل تسود روح الفريق في المكان؟ ما أسلوب الإدارة المتبع في المكان؟ تحت السطح يمكننا اكتشاف الكثير من الحقائق والتي تحتاج إلى قضاء الكثير من الوقت في الشركة لاكتشافها. فقد تكون الشركة تتسم بأسلوب إدارة فردي ومرن أو قد تكون معتمدة على الهرمية البيروقراطية. يحتاج المدير العالمي إلى أن يفهم نفسه أولا وأن يمعن النظر في خلفيته الثقافية التي لا يحددها مسقط رأسه فقط وإنما أيضا المهنة التي يمارسها والأسرة التي نشأ فيها والشركات التي سبق له العمل فيها. كل هذه العوامل تشكل نظام توجيه السلوك للفرد.

TITLE: THE MINDFUL INTERNATIONAL MANAGER: HOW TO WORK EFFECTIVELY ACROSS CULTURES

AUTHOR: JEREMY COMFORT, PETER FRANKLIN

PUBLISHER: KOGAN PAGE

ISBN-10: 0749461977

JANUARY 2011

176 PAGES