Author

أهم الأسس في تنمية العناصر البدنية لناشئي كرة القدم

|
الناشئون هم عماد المستقبل وأمل الأمة في بناء تاريخ رياضي مشرف تتحقق فيه الإنجازات، ولذلك يجب أن يجدوا الاهتمام الذي يهيئهم لتحقيق الآمال والطموحات. وبلا شك فإن البنية الجسمانية لها أثر كبير في إعداد ناشئ كرة القدم الإعداد الصحيح الذي يصنع منهم نجوماً، حيث إن اهتمام كل الجهات على جميع مستوياتها بالعناية بالنشء في كرة القدم واجب لبناء أجيال مستقبلية ذات مستوى متكامل ومتوازن لعناصر اللعبة. ويعتبر الأعداد البدني من أهم عناصر إعداد لاعبي كرة القدم بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة، كونه أساساً لتطوير الأداء المهاري والفني والخططي والنفسي. إن مستوى اللياقة البدنية يعتمد على الحالة الصحية للفرد والتكوين الجسماني، وعلى الأنشطة البدنية التي يمارسها حالياً أو فيما مضى، وهو مؤشر على ما حصل عليه اللاعب من تدريبات، ولذلك يجب أن تشتمل تمرينات الإعداد البدني على العناصر البدنية الخاصة بكرة القدم والمكونات التي تتوافق مع خصائص مرحلة النمو للناشئين وفقاً لتأثيرها في درجة نمو الأجهزة: العصبي والعضلي والهيكلي والجهاز الدوري التنفسي، وبذلك يتم تجنب الأضرار التي تلحق بتلك الأجهزة أو تعرض الناشئ لإصابات الملاعب أو تؤدي إلى حالات التشوه الجسمي أو المرض، وفي ذلك يجب على المدرب مراعاة أن يتضمن البرنامج التدريبي تدريبات للإحماء تعطى في بداية كل جرعة تدريبية، والاهتمام بعملية الإحماء التي تسبق الوحدة التدريبية يفيد في تهيئة أعضاء وأجهزة الجسم لاستقبال العمل البدني العنيف داخل الوحدة التدريبية، حيث يحسن من عمل الإنزيمات وزيادة معدلات التمثيل الغذائي، وينبغي أن يتضمن الإحماء تمرينات الإطالة، تمرينات الجمباز، أنشطة الرياضة التخصصية مع زيادة الشدة تدريجياً، كذلك يجب أن تأخذ أشكال التدريبات مختلف العناصر البدنية كطبيعة الأداء الحركي للمرحلة السنية أي الحركات الأساسية (الانتقالية وغير الانتقالية والتعامل مع الأداء)، بما يرتبط بمتطلبات العناصر البدنية الخاصة بكرة القدم، من أجل إعداد اللاعب للمجهود العنيف من خلال رفع درجة حرارة الجسم وزيادة معدل التنفس وزيادة معدل ضربات القلب، والوقاية من تمزق العضلات بتمرينات الإطالة، إضافة إلى تدريبات للتهدئة التي تعطى في نهاية كل جرعة تدريبية لأن عمليات التهدئة في نهاية الوحدة التدريبية تساعد على تقليل معدلات وظائف أجهزة الجسم وتخليص الجسم من نفايات التمثيل الغذائي بصورة أفضل وأسرع مثل التخلص من حامض اللاكتيك في العضلات والدم، فالمجهود الواقع على عضلات اللاعب عند القيام بالجهد البدني يتطلب استخدام كميات إضافية كبيرة من الأوكسجين، وذلك من خلال تنظيم عملية التنفس وزيادة سرعته وأيضا زيادة سرعة الدورة الدموية، يجب تعليم الناشئين أهمية الإحماء وتمرينات التهدئة حتى يمكنهم القيام بها بمفردهم حتى لا يتعرضوا للإصابة أثناء الوحدة التدريبية الفردية أو عند ممارستهم كرة القدم في المنزل أو مع الأصدقاء أو في تجمعات الأهل، ولذلك تقع على المدرب مسؤوليات تعليم الناشئين أصول الإحماء والتهدئة، كما أنه من مسؤولياته عدم الإهمال في أجزاء من أي منهما لأن الغرض الرئيس من إعداد الناشئ من ناحية اللياقة البدنية وتنمية العناصر البدنية لديه هو إعداده لتحمل الحمل البدني والفني على حد سواء لارتباطهما ارتباطاً وثيقاً، وذلك برفع مستواه بدنياً وفنياً بجانب النواحي النفسية والذهنية الأخرى، ووظيفياً لتأمينه من الإصابات الجسمانية والوظيفية عند اشتراكه في المباريات، والإعداد البدني العام هو رفع معدل اللياقة البدنية وإعداد لبذل وتحمل المجهود البدني في كرة القدم بصفة خاصة وبقية الرياضات بصفة عامة، ونسعى إلى أن يؤدي هذا النوع من التدريب لإكساب الناشئ بنية رياضية قوية وقواما ولياقة جسمانية تسهل عليه مهم الأداء الرياضي الذي يحقق الانتصارات والإنجازات في كرة القدم، وهنالك الإعداد البدني الخاص فإنه يؤهل الناشئ لأداء كل فنون وحركات كرة القدم بسهولة وعلى الوجه الأكمل. والإعداد البدني العام والخاص للناشئ لا ينفصلان، بل يكمل كل منهما الآخر وفي أغلبية الأحايين يبدأ بالإعداد البدني العام وبعد أن يتم يليه الإعداد الخاص، وقديماً كانت مدارس التدريب في كثير من الدول تعتمد على عنصر اللياقة البدنية كعنصر رئيس لنجاح فرقها، بل إن دولا كثيرة تفوقت على مستوى كأس العالم بسبب ارتفاع معدلات اللياقة البدنية عند لاعبيها، ومعظم الفرق والمنتخبات الإفريقية مثل نيجيريا وغانا والكاميرون تعتمد على ذلك، وهناك المجموعة الأوروبية إنجلترا وألمانيا والاتحاد السوفياتي سابقاً وهولندا وبلجيكا. بينما كان البعض الآخر يعتمد على المهارات وذلك في وسط أوروبا والبرازيل والأرجنتين. أما في الكرة الحديثة فإن كل الدول تتفق على التركيز على المهارات الفنية الخططية والفردية بجانب اللياقة البدنية كعوامل رئيسة يكمل كل منها الآخر في إعداد اللاعبين، ومهما كانت مهارة الناشئ الفنية وإجادته خطط اللعب الفردية والجماعية، فإنه لن يتمكن من تنفيذ واجباته في اللعب إذا لم يؤهل ويعد إعداداً بدنياً كاملا. والدول المتقدمة في كرة القدم مثل أمريكا اللاتينية وإنجلترا وألمانيا والمجر وإسبانيا، بلغت القمة في الإعداد البدني والفني والتكتيكي. ويجب استخدام أسس ومبادئ علم التدريب الرياضي التي تمثل القدرات البدنية الأساسية (القوة العضلية والسرعة والتحمل والمرونة والرشاقة)، وهي القاعدة العريضة للوصول إلى الأداء المهاري الجيد، حيث تتوقف مستويات المهارات الفنية بصفة عامة على ما يتمتع به اللاعب من تلك القدرات ذات العلاقة بالمهارة، ولذلك تعمل طرق التدريب المختلفة على الارتقاء بمستوى تلك القدرات من خلال ديناميكية العمل مع مكونات التدريب فيما يخص تدريب الناشئين بدنياً، ويجب عند تحديد جرعات الأحمال الرئيسة لجميع مراحل الإعداد البدني أن تتناسب مع القدرات البدنية للأعضاء الداخلية لأجسام الناشئين، مع مراعاة اختلاف القدرات والمستويات بما يضمن حدوث ردود أفعال إيجابية، وهذا الأمر يعتبر ضرورياً بصفة خاصة بالنسبة للمراحل السنية التي تظهر فيها اختلافات ملحوظة في مستويات الناشئين نتيجة للنمو المبكر أو النمو المتأخر لدى البعض وكذلك اتباع أسس جديدة مستمدة من طبيعة الأداء الحركي ومن خصائص مرحلة النمو وظيفياً وفسيولوجياً. إن برمجة تدريب الناشئين تعتمد على تدريبهم من خلال برامج علمية منظمة تنطلق من خطط طويلة ومتوسطة وقصيرة المدى، كما يقسم الموسم التدريبي إلى فترات وتقسم الفترات إلى مراحل والمراحل إلى أسابيع والأسابيع إلى وحدات تدريبية، لأن العمل بالأسلوب المنظم العلمي يضمن الارتقاء بمستوى الناشئين والوصول بهم إلى أفضل مستوى ممكن، ويجب أن تشمل البرامج التدريبية للناشئين كل المقومات الأساسية لتدريبات الكبار ولكنها تختلف عنها في درجة التقويم وذلك من خلال: ـــ الاهتمام بنظم الطاقة والتركيز عليها في مجال تدريبات كرة القدم. ـــ المسار الحركي للأداء؛ ويقصد به اختيار التمرينات التي يتشابه فيها المسار الزمني للقوة خلال الأداء مع المسار الزمني للقوة خلال التمرين، وكذلك المجموعات العضلية العاملة أثناء الأداء، وأما طرق التدريب الأساسية الخاصة بتنمية والتقدم بمستوى كل من القوة العضلية والسرعة والتحمل تتمثل فيما يلي: ـــ التدريب بالحمل المستمر. ـــ التدريب الفتري. ـــ التدريب التكراري. وإضافة إلى تلك القدرات الرئيسة توجد وسائل ونظم تدريب خاصة متعلقة بها كالتدريب الدائري بنظمه المختلفة، والتدريب البليومتري، والفارتلك، والهرمي وغيرها من تلك الوسائل والنظم الخاصة والمعينة لطرق التدريب الأساسية، وعلى ذلك يمثل حمل التدريب بمكوناته وجرعاته علاقة بين الطرق والأساليب والنظم التدريبية المختلفة، وتلعب مكونات حمل التدريب من شدة قصوى، أقل من القصوى، فوق المتوسط، متوسطة وقليلة، وذلك هو حجم التدريب الذي يعبر عنه بتكرار التمرين أو عدد كيلومترات الجري أو التمرينات الأخرى، وكذلك مجموع الكيلومترات التي استخدمها الناشئ عند تنمية القوة العضلية، إضافة إلى فترات الراحة بين التدريبات، كمحددات رئيسة لطرق التدريب الأساسية. ولتنمية العناصر البدنية للناشئين فيجب استخدام الآتي: التحمل: ويتم ذلك بالتدرج في سرعة الجري ثم تنوعه بالكرة ودونها (الطريقة المتغيرة) لتحسين القدرة الهوائية، وكذلك استخدام فترات الراحة البينية الإيجابية بين التدريبات التي يحددها المدرب حسب احتياج الناشئ، على أن تكون وفي شكل ألعاب بسيطة. القوة: ويتم التركيز على تحسين مكون (القدرة) أي القوة المميزة بالسرعة وأن تتميز التدريبات بسرعة الانقباضات العضلية وأن تكون من خلال مقومات بسيطة تتفاوت في نسبها من أقصى ما يستطيع الناشئ تحمله وتكرار التدريب وترتيب فترات الراحة في حدود يقدرها المدرب حسب الحالة العامة للناشئين وحالة الطقس، وكل المؤثرات الأخرى، ويراعى التركيز على تنمية عضلات الجذع الأمامية والخلفية، حيث إنها تشكل الحزام العضلي الذي يحمي العمود الفقري المتعرض لخطر الإصابة في تلك المرحلة السنية. السرعة: وتقتصر على تدريب السرعة الحركية وسرعة العدو لمسافات قصيرة تحدد حسب مواصفات الناشئ واستعداده البدني، وأن يكون التدريب دون كرة وأن تتخلله فترات راحة بين تدريب وآخر تتفاوت أيضاً حسب الحاجة حتى يعود الناشئ لحالته الطبيعية. الرشاقة: ويتم التركيز على تنميتها من خلال تغيير الاتجاهات بسرعة ومسارات الجري ولف الجسم حول محاور مختلفة والارتقاء والتوازن والتحكم في أوضاع الجسم ودقة الحركة والتوقف، ويراعى مبدأ التدرج من البسيط إلى المركب والأداء العكسي للتمرين وتغيير الحدود المكانية. المرونة: يراعى التنسيق بين تمرينات المرونة والقوة، حيث إن التنمية المتزايدة لصفة المرونة تؤثر تأثيراً ضاراً في درجات الصفات البدنية الأخرى، وخاصة القوة كما يراعى أن تكون اتجاهات التمرينات في اتجاهات الأداء نفسه. ولذا يجب أن تحظى عملية التخطيط لوضع البرامج التدريبية بالعناية الكاملة من قبل القائمين على عملية تدريب الناشئين، وأهمها إدراج برامج الإعداد البدني ضمن خطة تدريب الناشئين لأهمية ذلك في الإسهام في تطوير وتحسين القدرات البدنية والحركية وتجنب عدم أو قلة تطويرها على المدى البعيد، لأن عصر الاحتراف يتطلب إعداد لاعب كرة القدم من مرحلة الناشئين، بل هناك اتجاه للعناية منذ مرحلة البراعم، وقد افتتحت اليابان مدرسة لرعاية البراعم من عمر ثلاث سنوات، ووضع برامج على أسس علمية تمكن من تلافي الأضرار بأجهزة الجسم المختلفة وظيفياً وعصبياً وهيكلياً، وتؤكد الاستفادة من تلك البرامج البدنية في تحسين العناصر البدنية في لعبة كرة القدم، ويمكن اكتساب العناصر البدنية للناشئين من خلال أدائهم البرامج المهارية بطريقة غير مباشرة ويمكن تحديد العناصر البدنية ومكوناتها، فعنصر التحمل تتحدد مكوناته في (تحمل السرعة، تحمل الأداء، التحمل الدوري التنفسي، تحمل القوة)، ولعدم اكتمال نمو الجهاز العصبي المركزي والجهاز الدوري التنفسي لدى الناشئين، فإن تحمل كل من السرعة والقوة يصبح أمراً مستبعداً، ولارتباط تحمل الأداء بالجانب المهاري والحركي المتعدد فإنه يقتصر على التحمل الدوري التنفسي وفق أسس معينة، أما عن مكونات عنصر السرعة فهي (السرعة الانتقالية، سرعة الأداء، سرعة الاستجابة) ولعدم اكتمال نمو الجهاز العصبي والعضلي فإنه يقتصر الاهتمام على تحسين سرعة الانتقال والأداء. وبخصوص مكونات القوة فهي (القوة العضلية والقدرة) ولعدم اكتمال الجهاز الهيكلي وخاصة غضاريف النمو فإن مكون القدرة هو الأنسب لطبيعة أداء الحركات الأساسية التي يؤديها الناشئون في تلك المرحلة العمرية، وفيما يخص عنصر المرونة فالناشئون بطبيعتهم أكثر مرونة من الكبار إلا أن استخدام الناشئين تدريبات القوة وحدها يؤدي إلى حدوث تأثيرات سلبية على مرونة المفاصل، ولذا فالحاجة إلى تحسين هذا العنصر لدى الناشئين أمر لا بد من التركيز عليه في برامج الإعداد البدني. أما عنصر الرشاقة فهو الأكثر ارتباطاً بالعناصر البدنية الأخرى في نواحي متعددة وخاصة التوازن ودقة الأداء والتوافق الحركي، كما أنها ترتبط بالمهارات الأساسية ارتباطاً طبيعياً، أي أنها قدرة توافقية مركبة. من هنا يمكن تحديد مكونات العناصر البدنية التي يمكن إدراجها في برامج الأعداد البدني للناشئين هي (التحمل الدوري التنفسي، القدرة، السرعة الانتقال والأداء الحركي، المرونة، الرشاقة)، ولذلك عند إعداد ناشئي كرة القدم يجب أن تحتوي وحدة التدريب اليومية على جزء من الإعداد البدني بزمن يحدد حسب تقديرات المدرب لبرمجة الوحدات التدريبية الأسبوعية ولمدة حسب البرنامج العام للتدريبات والمنافسات، كذلك يجب أن تشمل تمرينات الإعداد البدني العناصر البدنية الخاصة بكرة القدم والمكونات التي تتوافق مع خصائص مرحلة النمو للناشئين وفقاً لتأثيرها في درجة نمو كل من الجهاز العصبي والعضلي والهيكلي والجهاز الدوري التنفسي، ويتجنب الإضرار بتلك الأجهزة أو تعرض الناشئ للإصابات البسيطة أو المزمنة أو حالات التشوه الجسمية أو المرض، كذلك يجب أن يأخذ شكل التدريبات مختلف العناصر البدنية وطبيعة الأداء الحركي للمرحلة السنية أي الحركات الأساسية (الانتقالية وغير الانتقالية والتعامل مع الأداء) بما يرتبط بمتطلبات العناصر البدنية الخاصة بكرة القدم. لذلك وعلى الرغم من أن الناشئ تظهر لديه نقاط التعظم لعظام الفخذ والقدم التي تتصل بالعضلات العاملة وتسطح القفص الصدري مما يحدد عمل القلب والرئتين، وأن نمو الجهاز الدوري التنفسي ضعيف ويصل معدل النبض إلى 90 نبضة في الدقيقة، كذلك إن المفاصل لينة والعضلات ضعيفة، إضافة إلى قدرة الناشئ على سرعة استعادة الشفاء بدرجة تفوق البالغين، ولكن رغم كل ذلك أمكن التوصل إلى أسس ومبادئ لتنمية وتحسين العناصر البدنية الخاصة بكرة القدم للناشئين بما يتلافى الإضرار بخصائص هذه المرحلة السنية، بل الاستفادة من بعضها إذا ما روعي الآتي: 1 ـــ نظراً لأن الناشئين لا يخضعون لأنشطة تهدف إلى تنمية التحمل، ونظراً لضعف نمو الجهاز الدوري التنفسي، إلا أنه يمكن تحسين عنصر التحمل وفق الأسس الآتية: إعداد التدريبات بطريقة مقننة تراعي التوازن بين الحمل والراحة، أي من خلال الجهد أو الأداء المتقطع الذي يسمح باستثمار خاصية سرعة استعادة الشفاء عقب المجهود، الذي يعد من خصائص مرحلة النمو للناشئين. 2 ـــ يقتصر على مكون القدرة من مكونات القوة لهذه المرحلة ويتم تحسينها وفق الأسس التالية: ـــ مقدار المقاومة: تكون بوزن الجسم نفسه أو أحد أجزائه أو أداة ذات ثقل بسيط من خلال التعامل معها. ـــ دوام المقاومة: يراعي عدم استمرار الحمل أو الثقل أو المقاومة أثناء الأداء ولكن يتم بصورة متقطعة. ـــ اتجاه العمل العضلي: إلا يكون ضد مقاومة رأسية لتجنب الضغط على المفاصل ومراعاة تأثير الجاذبية الأرضية في زيادة المقاومة وتأثير ذلك على الجهاز العضلي والهيكلي. ـــ المجموعة العضلية العاملة: إلا تكون المقاومة عبئاً على مجموعات عضلية واحدة ولكن بإشراك أكثر من مجموعة عضلية في الأداء لتلافي زيادة قوة العضلة بمعدل أسرع من النمو في قوة الهيكل العظمي مما يعرض الناشئ للإصابات، لذلك لا بد أن تأخذ التمرينات شكل الأداء المتحرك. 3 ـــ رغم أن المرونة طبيعية لتلك المرحلة السنية إلا أنه لا بد من المحافظة عليها وتحسينها من خلال أداء تمرينات الانثناء لمفاصل الجسم من خلال العمل الديناميكي وللمدى المناسب لنوعية المفاصل، وإلا سيتعرض مستقبلاً لفقد تلك المرونة وقصر الألياف للعضلات المحيطة بالمفاصل، أي فقد مطاطية وإطالة العضلات. 4 ـــ عند تنمية السرعة يكون التركيز في هذه المرحلة السنية على تدريبات السرعة الحركية المتمثلة في (سرعة البدء، الوقوف من الجلوس والرقود والانبطاح، سرعة الجلوس طولاً فتحاً والعودة للوقوف... إلخ)، وأن يتم التدريب على زيادة معدلات السرعة بصفة تدريجية وفي مسافات قصيرة. 5 ـــ يمكن تحسين الرشاقة من خلال التركيز على تمرينات تغيير الاتجاه والمسار والتدرج والتنوع لها، والتركيز على تحسين عنصر التوافق والتوازن ودقة الأداء الحركي لارتباط تلك بتحسن الرشاقة. يعد الإعداد العام لتنمية عناصر اللياقة البدنية كالقوة والسرعة والتحمل والمرونة والرشاقة والقدرة والتوافق، أمرا له أهميته الخاصة، ولا سيما بالنسبة للناشئين والشباب، وقد أثبتت التجارب أن مستوى اللاعبين البراعم والناشئين في كرة القدم يرتفع بشكل ملحوظ برفع وتحسن القدرات البدنية لهم، إضافة إلى أثر ذلك في إتمام تعلم المهارات الحركية بسرعة ملحوظة، لذا فمن الضروري واللازم تخصيص فترات زمنية كافية من زمن التدريب في إطار برنامج تدريب الناشئين والشباب في فترة الإعداد العام للتدريب على تنمية القدرات البدنية، على أن يقسم ذلك الوقت بالتساوي على المرونة والقوة والسرعة والتحمل والرشاقة والتوافق، على أن تخصص باقي الفترات الأخرى من زمن التدريب لتكون للتدريب الخاص على تعلم المهارات الأساسية، مع أهمية التركيز على دمج الأداء المهاري مع البدني. ومن الطبيعي أن تتغير النسبة في فترة المنافسات، حيث يقتصر الوقت المخصص للياقة البدنية على فترات أقل خاصة في وقت المنافسات الرسمية، حيث يتم التركيز على التدريب على خطط وأنظمة اللعب وخلق روح الانسجام وإدخال اللاعبين في جو المباريات. والمدرب المتميز هو الذي يجعل برنامجه يتضمن كثيرا من التمرينات البدنية المركزة والمتعددة الجوانب التي يمكن للاعب عن طريقها أن يصل في فترة وجيزة إلى تحقيق تحسن ملحوظ لمستوى القدرة على الأداء المميز، مع ضرورة مراعاة المدرب الأسس التالية ويسير عليها بوجه عام: أولاً: ضرورة البدء أولاً بتطوير وتنمية الخصائص الحركية للمبتدئين الذين لم يكن قد تم تدريبهم على هذه الخصائص بالقدر الكافي. ثانياً: يجب ألا يهمل المدرب تطوير وتنمية الخصائص الحركية للاعبين ذوي المستوى العالي، إلى جانب التدريب على فن الأداء والخطط، كما على المدرب اتباع مبدأ التبادل والتوافق المناسب بين كل من كمية التحمل وفترات الراحة، أي يجب أن تعوض الطاقة الحرارية المستهلكة للناشئ أثناء التدريب بإجراء فترات من الراحة بما يطابق الغرض منها، ويتوقف كل من زمن الراحة وطريقة أدائها على قدر الفاعلية والجهد المبذول عند التحمل وحالة اللاعبين العضوية والوظيفية، إضافة إلى ذلك كله الاعتماد على الظروف الخارجية والغرض الخاص الذي نهدف للوصول إليه. والراحة تنقسم إلى قسمين: الراحة الكاملة وغير الكاملة، والراحة الكاملة تؤدى لتعويض الطاقة المستنفدة، طالما أن درجة الإنهاك الكلي لا تعرقل ذلك، وتحتاجها التدريبات التي تصاحبها درجة عالية من التركيز والتوافق والتي تتطلب درجة قصوى أو قريبة من القصوى من ناحية بذل القوة والسرعة خلال المراحل الأولى للتعليم، ولزاما على المدرب عند إجراء تدريبات سرعة التلبية والسرعة الانتقالية، أما الراحة غير الكاملة فتؤدى عقب جرعات التحمل المناسبة بهدف تنمية وتحسين مستوى تحمل السرعة وتحمل القوة والتحمل العام، ويمكن التحكم في درجة الحمل المقدمة للناشئين من خلال التغيير في المكونات الثلاثة لرئيسية للحمل كما يلي: أ ـــ التحكم في درجة حمل التدريب المقدم للناشئين من خلال التحكم في شدته كما يلي: ـــ التغيير في سرعة الأداء. ـــ التغيير في صعوبة الأداء البدني. ـــ التغيير في مقدار المقاومة التي تواجه عضلات الناشئين. ـــ التغيير في عدد مسارات الجري والعوائق. ب ـــ التحكم في درجة حمل التدريب المقدم للناشئين من خلال التحكم في حجمه: يمكن التحكم في درجة حمل التدريب المقدم للناشئين من خلال التحكم في حجمه كما يلي: ـــ التغيير في فترة دوام التمرين الواحد أو عدد مرات أداء الحركات فيه. ـــ التغيير في مجموع فترات دوام التمرين الواحد أو عدد مرات تكرار التمرين الواحد. ج ـــ التحكم في درجات حمل التدريب من خلال فترات الراحة البينية: يمكن التحكم في درجات حمل التدريب من خلال التحكم في فترات الراحة البينية كما يلي: ـــ التحكم في الفترة الزمنية التي تقضى في راحة سلبية أو إيجابية بين كل تمرين والتمرين التالي له. لا بد أن ننبه زملاءنا المدربين لأمور مهمة جدا عند تنمية العناصر البدنية للاعبين، حيث إن قبول واستجابة الناشئ لمفردات اللياقة تتفاوت في قابليتها لديه، وتتحكم في ذلك عوامل أخرى مثل النضج فكلما زاد النضج كانت هناك فرص أفضل للمشاركة في التدريب والاستفادة منه، فالجسم يحتاج إلى طاقة ومتطلبات أكثر للنضج والتطور وتكون استجابته وتفاعله مع التدريب أقل، كما يجب على المدرب أن يراعي إعطاء اللاعب الصغير السن حملاً يختلف من حيث الشدة والحجم عن اللاعب الأكبر منه سناً، ولا ننسى عامل الوراثة، فكافة أعضاء وأجهزة جسم الإنسان تتحدد خصائصها من خلال الوراثة، فحجم الرئة والقلب والألياف العضلية وغيرها من العناصر الأخرى التي تتأثر بالتدريب الرياضي مشكلة طبقا للصفات الوراثية وتأثير البيئة، فالمؤثرات البيئية والنفسية والبدنية المحيطة بالناشئين تؤثر بصورة مباشرة في تدريبهم، إلى جانب أنه يجب مراعاة الضغوط النفسية الواقعة على كاهل الناشئ والاهتمام بها وتضمينها عند تخطيط برامج التدريب، مع الاهتمام بالتغذية لأن التدريب الرياضي يحدث تغيرات في أنسجة الجسم وأعضاء أجسام لناشئين، وهو ما يتطلب التزود بالبروتين وباقي عناصر الغذاء الأخرى للتعويض، وهناك آفة أخرى تتسبب في إنهاء معظم نجوم العرب ـــ إن كانوا في مرحلة الناشئين وحتى الكبار، بل تعدى ذلك للمحترفين ـــ وهو السهر وعدم أخذ القسط الكافي من النوم والراحة، ولكن بالنسبة للناشئين يتطلب الأمر مزيداً من الراحة والنوم، وعلى المدرب مراقبة الناشئين، وعند ملاحظة أي ظواهر أو علامات للتعب أو الإرهاق تقديم الإرشادات الخاصة بساعات إضافية من النوم أو الراحة وإرشاد الناشئين من حيث إنه فرد يختلف عن غيره من اللاعبين في سمات شخصيته، كما يجب تعويد الناشئ على إصدار مثل هذا القرار، بمعنى أن الناشئ حينما يجد نفسه مرهقاً أو بدأت علامات التعب تظهر عليه أن يأخذ القسط الكافي من الراحة حتى تزول عنه تلك الحالة. والمدرب الواعي يقوم بتدريب الناشئين حسب مستوى اللياقة البدنية للاعبيه، وأن يدرب كل لاعب حسب تكوينه الجسماني وطريقة أدائه وتميزه في القدرات الحركية، ومن هنا الواجب على المدرب تطوير القدرات الضعيفة لكل ناشئ وأن يزيل الفوارق بينهم عن طريق التدريبات الفردية، مع العلم بأن هناك أمورا كثيرة في هذا المجال تخضع لتقييم المدرب حسب الفحوص الطبية واختبارات اللياقة البدنية وقياسات الجسم وباقي القياسات الأخرى. وقد أتعرض لهذا الموضوع بالتفصيل، لأنه حسب دراساتي ومتابعتي المستمرة بصفتي خبيرا في هذا المجال، أجد أن الشيء المهم الذي يحدث الفارق بين اللاعب العربي وغيره هو التكوين الجسماني ومعدل توافر اللياقة البدنية، أما في المهارة فلا فارق كبير بين اللاعب العربي أو الأوروبي أو غيره، بل في كثير من المواصفات الفنية يقارب اللاعب البرازيل أو الأرجنتيني، مع الأمنيات الطيبة بالتوفيق لمدربينا العرب.
إنشرها