مدينة العقير السياحية .. نهضة رائدة وآفاق استثمارية واعدة

يبحث الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار خلال منتدى الأحساء للاستثمار الذي سيقام في الفترة من 19 إلى 20 نيسان (أبريل) الجاري، مستقبل السياحة في الأحساء، وذلك في أثناء الجلسة الأولى من المنتدى التي سيشارك فيها مجموعة من المتحدثين والمهتمين بالشأن السياحي.

باكورة المشاريع
وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن مشروع تطوير وجهة العقير السياحية، يأتي في إطار توجه الدولة لإنجاز عدد من مشاريع تطوير الوجهات السياحية الكبرى، التي يعول عليها كثيرا في زيادة المنتجات السياحية، والارتقاء بالخيارات السياحية لتكون متنفسا لائقا للمواطنين، ومجالا كبيرا لتوفير فرص عمل ملائمة لهم، ودعم التنمية الاقتصادية في المملكة. وأشار إلى أن هذا المشروع سيكون باكورة مشاريع تطوير الوجهات السياحية المتكاملة، حيث تعمل الهيئة على جعل الاستثمار في هذه الوجهات السياحية جاذبا للمستثمرين، وملبيا للطلب العالي المحلي على الوجهات السياحية المتكاملة، إذ يجري العمل حاليا لاستكمال خطوات الإعلان عن تطوير مواقع أخرى خلال المرحلة المقبلة.
وقال الأمير سلطان بن سلمان "مشروع تطوير العقير من المشاريع الوطنية الرائدة، ونأمل أن ينطلق إلى مرحلة أخرى تتمثل في فتح الاستثمار السياحي بشكل مشترك بين القطاعين العام والخاص. وهذا المشروع طال انتظاره لأسباب متعددة، ونعمل بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية التي يتبع لها الموقع، وصندوق الاستثمارات العامة، لتعجيل تنفيذ المشروع".
وأبان الأمير سلطان بن سلمان، أن تركيز الهيئة منصب كليا على تطوير السياحة الداخلية، وتهيئة السوق المحلية لاستيعاب طلب المواطنين المتزايد على منتجات وخدمات السياحة المحلية بمستوى عال من الجودة، إلى جانب توفير الخدمات والبرامج الملائمة. ولفت إلى صدور الأمر السامي الكريم بتاريخ 27 ربيع الأول من العام الهجري 1428 بالموافقة على توصية اللجنة الدائمة في المجلس الاقتصادي الأعلى، بإنشاء شركة تطوير العقير بوصفها شركة مساهمة بين القطاعين العام والخاص. وتسهم وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة في أمانة محافظة الأحساء بالأرض، كما تقوم بعض الصناديق العامة بالمساهمة برأس المال، إضافة إلى مستثمرين ومطورين من القطاع الخاص. ومن المتوقع أن يتم لاحقا طرح ما لا يقل عن 30 في المائة من أسهم شركة تطوير العقير للمواطنين من خلال الاكتتاب العام، وذلك تأكيدا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين بأن يكون الاستثمار متاحا لأكبر شريحة من المواطنين، عن طريق صناديق الدولة، والشركات المساهمة، والاكتتاب العام.

#2#

جذب المستثمرين
وتطرق الأمير سلطان بن سلمان إلى أن الهيئة قامت باستدراج عروض ضمن منافسة مفتوحة ـ وفقا للنظام ـ بين عديد من المؤسسات المالية لتولي مهام المستشار المالي لإدارة تكوين شركة تطوير العقير، وجذب مساهمات المستثمرين والمطورين، خلال مرحلة الطرح الخاص، ومن ثم إدارة الطرح العام، وكان عرض "الأهلي كابيتال" هو الأنسب لهذا المشروع. وأوضح أن قرار مجلس الوزراء الصادر في العام الهجري 1430، الخاص بدعم أنشطة الهيئة، وتوفير الموارد المالية اللازمة لتنمية السياحة في المملكة، كان دافعا مهما لتحفيز الاستثمار السياحي، حيث تعمل الهيئة انطلاقا من هذا القرار على تأسيس شركات تختص بتنمية المشاريع السياحية في المناطق على غرار شركة تطوير العقير، وشركة قابضة لتنمية السياحة الداخلية، وأخرى للفنادق التراثية. وتعمل الهيئة حاليا على تنفيذ مشروع تهيئة المواقع السياحية بهدف توفير مواقع سياحية مهيأة ومجهزة تلبي احتياجات الزوار الحاليين. وقامت الهيئة خلال العام الماضي بتهيئة 66 موقعا في مختلف مناطق المملكة، وتعمل على تهيئة ما لا يقل عن 52 موقعا إضافيا العام الجاري.

العقير السياحي
وعلى الصعيد ذاته تواصل أمانة الأحساء والهيئة العامة للسياحة والآثار، جهودهما للمضي قدما في تنفيذ مشروع العقير السياحي على مساحة 100 مليون متر مربع. وبدأت الأمانة أخيرا في تنفيذ مشروع تطوير منطقة ترفيهية متكاملة الخدمات على مساحة تصل إلى 570 ألف متر مربع، لتكون نواة التطوير المستمر للواجهة البحرية في العقير. ووقعت الهيئة العامة للسياحة والآثار وشركة الأهلي المالية "الأهلي كابيتال" في شباط (فبراير) الماضي، اتفاقية لاختيار شركة الأهلي المالية مستشارا ماليا لإدارة تأسيس شركة تطوير العقير، لتتولى الشركة الجديدة بدورها إطلاق عملية التطوير وفق النموذج الاستثماري المعتمد من المقام السامي.

عقود تطوير
وفيما يتعلق بجهود أمانة الأحساء في هذا الصدد، وقّع المهندس فهد الجبير أمين الأحساء أخيرا، عقودا لتطوير شاطئ العقير في مرحلته الرابعة، بتكلفة إجمالية تُقدر بنحو 82 مليون ريال.
وقال الجبير "إن الأمانة بدأت أخيرا في تنفيذ مشروع تطوير منطقة ترفيهية متكاملة الخدمات على مساحة تصل إلى 570 ألف متر مربع، بينما يصل طول واجهتها البحرية إلى ألف متر، وتصل مساحة مسطحاتها إلى أكثر من 30 ألف متر مربع، إضافة إلى المسطحات الخضراء التي تصل مساحتها إلى 120 ألف متر مربع، سيزرع فيها أكثر من 1350 شجرة كبيرة، و40 ألف شجيرة ذات تشكيلات زهرية متنوعة، وكذلك ملاعب وميادين. وستتم إنارة هذه المنطقة بما يتناسب وطبيعتها الترفيهية، حيث ستزود المنطقة بإنارة غاطسة للبحيرات، كما سيتم بناء ممرات مشاة في المنطقة بمسطحات تصل مساحتها إلى 37 ألف متر مربع، وطرق سيارات بأطوال تقدر بأكثر من أربعة كيلومترات، إلى جانب تخصيص مواقف لأكثر من 300 سيارة. وستشتمل المنطقة الترفيهية على عناصر عدة من بينها بحيرات مائية تحوي جزرا وجسورا وألعابا مائية".
مشاركة القطاع الخاص
وبين المهندس الجبير، أن الأمانة تتطلع إلى أن تكون هذه المنطقة نواة التطوير المستمر للواجهة البحرية في العقير، إذ تستهدف تطوير مواقع مماثلة في الشاطئ، حيث تسعى الأمانة إلى أن يكون شاطئ العقير مركز جذب سياحي للمواطنين وزائري الأحساء. وأعرب عن تطلعه لمشاركة القطاع الخاص في تطوير مثل هذه المرافق كمشاريع استثمارية. وأوضح الجبير أن المدينة السياحية الجديدة المزمع البدء في تنفيذها في شاطئ العقير، ستضم في تجهيزاتها مدنا ترفيهية، مجمعات تجارية، شاليهات سكنية، حدائق ومتنزهات كبيرة، بحيرات صناعية، ومطاعم وفنادق على مستويات عالمية. وأشار إلى أن خطط ودراسات الأمانة تركزت على التوجه بالتطوير فى حاضرة الأحساء العمرانية باتجاه الساحل "شاطئ العقير"، كما أن الأمانة تسعى وبشكل مستمر إلى تطوير الشاطئ بمختلف المشاريع المساندة والاستثمارية، في ظل وجود التعاون والشراكة الاستراتيجية مع الهيئة العامة للسياحة والآثار.
وكانت أمانة الأحساء قد كشفت خلال اجتماع ثلاثي، عُقد الشهر الماضي، وضم مسؤولين في الأمانة، والهيئة العامة للسياحة والآثار، وقسم الاستثمار في البنك الأهلي التجاري، أنها سلمت نحو 27 موقعا في شاطئ العقير إلى جهات حكومية وخاصة، بموجب دراسات المخطط الهيكلي لتطوير الشاطئ.