على عكس ديدان الأرض، التي نعلم جميعا أنها صديقة الإنسان، عادة ما ينظر الناس إلى النمل، والنمل الأبيض، على أنهما من الحشرات الضارة.
فمتاجر السوبر ماركت الكبرى لا تبيع سموما لقتل ديدان الأرض، لكنها تعرض الكثير من المنتجات المصنعة خصيصا للتخلص من النمل والنمل الأبيض.
على مدار أكثر من قرن ، ونحن نعلم أن ديدان الأرض تزيد من خصوبة التربة، حيث تعمل على تقليبها وتهويتها.
يقول عالم الطبيعة البريطاني تشارلز داروين، الذي كان آخر كتاب له حول ديدان الأرض: ''يمكن التشكك فيما إذا كان هناك العديد من الحيوانات الأخرى التي مثلت جزءا مهما للغاية من تاريخ العالم، كتلك المخلوقات البدائية البسيطة التركيب''. يرى الباحث الأسترالي ثيو ايفانس أن الوقت قد حان لأن يأخذ النمل والنمل الأبيض حقه.
يقول ايفانس ، الذي يعمل لدى منظمة الكومونويلث للأبحاث العلمية والصناعية، التابعة للحكومة: ''يقوم النمل والنمل الأبيض بنفس المهام التي تخدم المنظومة البيئية في زراعة الأراضي الجافة ، والتي تقوم بها ديدان الأرض في المناطق الأكثر برودة وتشهد سقوط المزيد من الأمطار''. وأضاف: ''دراساتنا على النمل والنمل الأبيض في التربة أظهرت زيادة نسبتها 36 في المائة في المتوسط في محصول القمح في ظل انخفاض مستوى الحرث، ولكن باستخدام نظم الزراعة التقليدية''.
في هذه الدراسة ، وهي الأولى من نوعها التي تظهر زيادة في المحصول بسبب وجود حشرات التربة في الأرض الزراعية، وجد الباحثون أن الأنفاق التي تحفرها الحشرات تسمح بتخلل المزيد من مياه الأمطار للتربة. كما اكتشف الباحثون أن هذه الحشرات تزيد من مستويات النيتروجين في التربة من خلال بكتيريا تثبيت النيتروجين الموجودة في أجسامها. يشير إيفانس إلى أن مشروع البحث المقبل سيركز على تحديد أنواع التربة التي يمكن أن تستفيد بالقدر الأكبر من الحشرات. ثم تكمن المهمة في زيادة عدد الحشرات في الأراضي الزراعية لتصل إلى مستوياتها الطبيعية مرة أخرى، إذ إن أعدادها تقلصت على مدار قرون من الحراثة الكثيفة واستخدام المبيدات.

