خلل في ثلاثة مواقف

ابتليت فئة من الناس بداء الأحادية في التفكير والتمسك بالآراء حتى وإن كانت خاطئة، لا يرى إلا رأيه ولا يسمع من أحد ألبتة تصويبا لرؤيته الخاطئة، فهو معتز بما يقول، ويراه الأصوب والأجدر بالتنفيذ دون غيره، وهذا يسير على نهجه وأسلوبه وإن اختلف حجم العمل ونوعيته من كفر وأمور متعلقة بحياة الفرد نفسه وتأمله مع الآخرين، وللأسف الشديد أن قضية الإباء والاستكبار مشتركة بين صاحب الخلل في التفكير وإبليس مع تنوعه واختلافه كما أشرت في النوعية وحجم الخطأ، هناك من بني البشر من يعصي والديه ولا يأبه لكلامهما ولا يشعر بمعاناتهما، ولا يفكر أن يحظى برضاهما، فهو يعيش لنفسه، فقد يصدم أحدنا عندما يسمع ما يندى له الجبين في مجتمعنا من قمة الكبرياء والاستهتار في تنفيذ الأفكار ولا يهمنا أن يكون ينظر لها بأنها في نظره ونظر الآخرين حرية شخصية أو تدخل في حياة الغير بل نظرتنا لها أنها خلل في التفكير وقد تكون في بعض الأحيان معصية كبيرة:
الموقف الأول: رجل كبير بالسن يعيش في مدينة بعيدة عن والديه يرفض السفر إليهما ولايفكر ألبتة في الذهاب إليهما، رغم اشتياق والديه له لكنه لا يعير ذلك اهتماما يخشى عليه من الموت على العقوق.
الموقف الثاني: شاب بدأ يشق حياته فاشلا في دراسته، لا يستمع للنصيحة والنتيجة ضياع سنوات من عمره بدعوى أنه حر في تصرفاته ولا يسمع لأحد رأيا.
الموقف الثالث والأخير: شاب يحب الرياضة تخرج من المرحلة الثانوية لا يحافظ على واجباته الدينية يعيش لنزواته وكل وقته لنفسه ولا يتقبل أي رأي من الناصحين.
والمصيبة أن مثل هؤلاء دائما يرون أنهم على صواب وغيرهم على خطأ ولا يستيقظون إلا على وقوعهم في أخطاء هم في غنى عنها لو كانوا يستنيرون بآراء أهل التجربة ومن ينيرون لهم الطريق بأفكار تعشق الحوار معهم لكن للأسف الشديد أنهم يسيرون في طريق لا يرى إلا الرأي الواحد ولا يمكن أن يستفيد من تجارب الآخرين تجارب الناصحين من مختلف الشرائح لم تؤثر في هؤلاء، وعقولهم مغلقة، أهم وسيلة للتأثير فيهم هو الدعاء لهم من المحيطين بهم، فبذلت الأسباب وبقي الإلحاح بالدعاء لعل الله يعدل حالهم إلى الأفضل في ظل أحادية الفكر التي يتمسكون بها مع استمرار مناصحتهم بعدة وسائل ومن أشخاص مختلفين، لعل أن يكون في ذلك سبيل لتغيير قناعاتهم.

المظاهرات وموقف أمة

فرحت كغيري من أبناء الوطن عندما أجهض المواطنون كل محاولات التخريب القادمة من الخارج، وكان موقف الشعب أجمع يقف ضد محاولات هؤلاء الذين لا يعرفون تركيبة الشعب السعودي ووقوفه يدا بيد مع ولاة الأمر، ونحن نعيش ـــ ولله الحمد ـــ في أمن وأمان وقيادة حريصة على مواطنيها صغارا وكبارا نساء ورجالا، وكم كانت الفرحة بادية على وجوه الجميع وهم يجتازون أزمة التخريب التي حاول بعض المخربين القيام بها لكنها فشلت أمام اتحاد الشعب السعودي وقيادته التي لا يريدون بديلا عنا ـــ فالحمد لله أولا وأخيرا ـــ على هذه الوقفة المتحدة بين الشعب وحكومته وآمل أن يزداد ذلك للوقوف ضد المخربين وكل من تسول له نفسه زعزعة وحدة هذا الوطن الغالي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي