الفوزان: تخطيط المساجد لا يناسب المرحلة الحالية

الفوزان: تخطيط المساجد لا يناسب المرحلة الحالية

يرى فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء أن هناك عديدا من المساجد بحاجة ماسة إلى تخطيطها، وذلك لأن الوضع الذي عليه غالب المساجد غير مناسب لمتطلبات الوقت الحاضر، فتوزيع المساجد على الحارات غير مناسب؛ لأن بعض الحارات تقل فيها المساجد جدا، والبعض الآخر تكثر فيه المساجد جدا من غير حاجة، والواجب أن تنشأ المساجد على قدر الحاجة؛ لأن كثرة المساجد في موضع واحد مما يسبب تفرق المسلمين وتقليل عدد المصلين فيها، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ''صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وما كان أكثر فهو أحب إلى الله تعالى''. فدل هذا الحديث على أن كثرة العدد مطلوبة وكثرة المساجد مع تقاربها فيه تشتيت للمصلين وهو أيضا يسبب العجز عن توفير الأئمة الأكفاء لها، إضافة إلى أن المساجد المتقاربة يشوش بعضها على بعض، فإن بعض الأئمة هداهم الله يخرج صوت المايكرفون خارج المسجد فيمتد صوته إلى ما حوله من المساجد. وهذا لا مبرر له.
وحث الفوزان القائمين على المساجد، وهم الأئمة والمؤذنون والملاحظون على أهمية متابعة العمل بالمساجد والحرص على ذلك، وأضاف: معلوم أن الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن كما في الحديث، وعليهما مسؤولية عظيمة فيجب اختيار الإمام من أفضل الموجودين علما ودينا لأنه قدوة ، فيجب أن يكون الإمام سليم العقيدة حسن السلوك والخلق، محافظا على إقامة الصلاة في أوقاتها، متمما لأحكامها وأركانها وواجباتها وسننها من غير أن يشق على المأمومين، ولا يجوز أن يتولى الإمامة من لا تُعرف عقيدته. خصوصا في هذا الزمان الذي كثر فيه الوافدون إلينا من بلاد أخرى بعقائد غير سليمة كالأشاعرة والمعتزلة والجهمية، أو أصحاب النحل الضالة والأفكار المسمومة كالصوفية والمبتدعة والقبورية، إنه يجب أن يتولى اختيار الإمام جهة علمية موثوقة تتعرف أين درس ومن أين تخرج وتختبره في عقيدته اختبارا دقيقا، ولا يكتفي باختيار جماعة المسجد أو بعضهم؛ لأن أغلبهم يجهلون هذه الأمور.
وأما المؤذن فيجب عليه مراقبة الوقت بدقة فلا يؤذن إلا عند دخول الوقت، وإذا غاب وجب عليه أن يخلف من ينوب عنه، وبعض المؤذنين يتساهل في أمر الوقت. فربما أذن قبل دخوله فيصلي من يسمعه من النساء وبعض أئمة المساجد قبل دخول وقت الصلاة، وبعضهم يتأخر في الأذان فيسمعه الكسالى فيتأخرون حتى تفوتهم صلاة الجماعة وهذا خلل عظيم يجب التنبه له وتجنبه.

الأكثر قراءة