Author

أهمية الإعداد البدني للاعبي كرة القدم

|
لقد استعرضنا في مقالات سابقة أنواعا من الإعدادات الضرورية للاعب كرة القدم، وسنواصل الحديث حول الطرق المثالية لإعداد لاعبي كرة القدم من جميع النواحي البدنية والفنية وغيرها، وفي هذا المقال نتعرف على اللياقة البدنية، ولنبدأ بتعريف اللياقة البدنية، فعلى الرغم من أن الآراء اختلفت في تعريف اللياقة البدنية، وتفنن عدد من الخبراء والإخصائيين في تعريفها فإنني أورد بعضا منها، فقد عرفها (دوترى) بأنها (جزء من اللياقة العامة للفرد، وأنها حالة نسبية تختلف من فرد لآخر، وتعتمد على مقدرة الفرد على التكييف مع الواجبات المطلوبة منه بأقل قدر ممكن من الجهد دون حدوث تعب مفرط)، لكن من أبرز التعريفات ما تناوله الباحثان الأمريكيان (جالاجر وبروها)، حيث عرّفا اللياقة البدنية بأنها (تتكون من اللياقة الثابتة أو الطبية، وتعني سلامة وصحة أعضاء الجسم مثل القلب والرئتين واللياقة المتحركة أو اللياقة الوظيفية) أو بمعنى آخر درجة كفاية الجسم للقيام بوظيفته تحت ضغط العمل المجهد واللياقة المهارية الحركية، وهي تشير إلى التوافق والقوة في أداء أوجه النشاط المختلفة، ومن خلال التعريفات نجد أن الباحثين ركزا على تعريف اللياقة البدنية من الناحية العضوية أي سلامة الأعضاء، وكذلك من الناحية الوظيفية أي مدى كفاية أجهزة الجسم المختلفة للقيام بوظائفها، لكن هنالك بالطبع نواحي أخرى من اللياقات كاللياقة النفسية والاجتماعية والذهنية، وهنالك تعريف آخر يقول إن اللياقة البدنية هي أحد مكونات اللياقة العامة أو الشاملة للفرد، حيث اللياقة العامة يقصد بها لياقة الفرد اجتماعيا، ثقافيا، نفسيا وتنمية هذه العوامل مجتمعة هي عملية متداخلة يؤثر كل منها في الآخر، ويتأثر بها ما دام يجمعها دائما الإطار التربوي العام. إن إعداد اللاعبين في كرة القدم يشتمل على نواحٍ عدة كالإعداد البدني والإعداد المهاري، والإعداد الخططي والإعداد الذهني والإعداد النفسي، وأن القدرات البدنية والتوافقية والتكتيك والتكنيك والصفات الإرادية والأخلاقية جمعاء هي عبارة عن العوامل المحددة لمستوى لاعب كرة القدم، وهي متلازمة بعضها مع البعض؛ إذ إن وجود شروط بدنية جيدة يساعد على ثبات مستوى الأداء التكنيكي، ومن جهة أخرى، يستطيع اللاعب ذو المستوي التكتيكي الجيد والثابت أن يستفيد من القدرات البدنية، كما لا يستطيع اللاعب تنفيذ نواياه التكتيكية إلا وهو يملك الشروط البدنية اللازمة؛ لأن الأمور التكتيكية لها مقومات حركية تتطلب أن يقوم الجسم ببعض الحركات المهارية المركبة أو المنفردة مثل ألعاب الهواء والمراوغة وغيرها؛ مما يحتم التمتع بالمواصفات البدنية اللازمة لتأدية هذه المهارات. ولذلك أصبح الإعداد البدني إحدى الدعائم الجوهرية في خطة التدريب السنوية من خلال فتراتها ومراحلها المختلفة؛ لأن التطور الذي لحق بكرة القدم حديثا، وخاصة منذ عام 1970 ناتج من الاهتمام باللياقة البدنية للاعبين، وهي وإن لم تكن عنصرا جديدا، بل في مرحلة من مراحل كرة القدم كانت تعتمد كرة القدم على اللياقة البدنية أكثر من المهارية أو الخططية، حيث لم يظهر التكتيك إلا في حقبة من حقب تاريخ كرة القدم، إلا أنها الآن أصبحت أكثر وجوبا بعد الكرة الجماعية الشاملة الحديثة ويعتبر الإعداد البدني للاعب في كرة القدم إحدى الركائز الأساسية، التي تتطلبها لعبة كرة القدم خلال الموسم التدريبي بمراحله المختلفة وهو العملية التطبيقية لرفع حالة التدريبية للاعب بإكسابه اللياقة البدنية والحركية، وهو يشتمل على كل الإجراءات التي يقوم بها المدرب خلال الموسم التدريبي من تخطيط هادف لمحتوى التدريبات المدروسة بأسلوب علمي للوصول باللاعب إلى أعلى مستوى من اللياقة البدنية الخاصة بكرة القدم؛ لأن طبيعة الأداء في كرة القدم تتميز باحتوائها على مهارات كثيرة ومتنوعة يتعين على اللاعب إتقانها سواء بالكرة أو من دونها؛ لتحقيق التفوق على منافسه، ومن هنا فإن التدريب على تلك المهارات يشغل حيزا زمنيا في برامج إعداد وتدريب لاعبي كرة القدم؛ ولذلك يؤهل الإعداد البدني الصحيح اللاعبين للتكيف مع متطلبات الأداء المهاري والخططي والذهني والنفسي، ويهدف الإعداد البدني في كرة القدم إلى إعداد اللاعب بدنيا ووظيفيا بما يتمشى مع مواقف الأداء المتشابه في كرة القدم وأداء الحركات المركبة التي تتطلب مواصفات بدنية محددة لأداء هذه المهارة والوصول به للحالة التدريبية المثلى عن طريق تنمية القدرات الضرورية للأداء التنافسي والعمل على تطوريها لأقصى مدى ممكن؛ حتى يتمكن اللاعب من التحرك في مساحات كبيرة من الملعب ينفذ خلالها الواجبات الدفاعية والهجومية وحسب مقتضيات وظروف المباراة، وقد يستغرب البعض لماذا - مثلا - يقوم المدرب بعمل بعض التدريبات الأكروباتية في القفز والحركات الدائرية، وربما الشقلبة في اتجاهات مختلفة؟.. وكل ذلك لأن اللاعب يحتاج إلى ذلك في داخل التدريب أو المباراة، ومنذ سنوات مضت استفادت الجهات الرياضية من الدراسات حول رفع كفاءة أداء اللاعب، وذلك بالاستفادة من الدراسات المتعددة كدراسة العوامل البيوميكانيكية، والفسيولوجية والتشريحية والبيولوجية، إضافة إلى النواحي البدنية والنفسية، وكذا العوامل الطبيعية والظروف الخارجية التي تشكل عائقا بين نتائج التدريب ومستوى الأداء التنافسي، وهناك العديد من الوسائل التي تطبق للوصول إلى أعلى مستوى للأداء في النشاط الرياضي التخصصي، إلا أن التمرينات البدنية هي، وقبل كل شيء، الوسيلة ذات الأهمية القصوى للارتفاع بالأداء الرياضي؛ لذا يجب أن تتمشى تلك التمرينات مع أهداف عملية التدريب، ويجب ألا تختار أو تطبق عشوائيا. إن اللياقة البدنية تلعب دورا مهما في إعداد اللاعب من الناحية المهارية، حيث إن الأسلوب المميز لأداء المهارة يشمل مجموعة من الحركات التي غالبا ما يصاحبها ارتفاع في اللياقة البدنية، لأن اللياقة البدنية تنمي وتطور وترفع من مستوى الأداء المهاري، لكنها ليست وسيلة وأسلوبا للإعداد المهاري، واللياقة البدنية تؤدي إلى زيادة المقدرة الفنية والقدرة الحركية لدى اللاعبين، وأن المهارات الحركية يجب أن تؤسس على تنمية تلك الصفات البدنية التي تتفق وهذه المهارات، التي غالبا ما تظهر في صورة مركبة عند أداء المهارة، وهذا هو الخطأ الكبير الذي يقع فيه معظم المدربين العرب للأسف فيدربون اللاعبين على صفات بدنية غير التي تحتاج إليها مهاراتهم وتكوينهم الجسماني فيحدث التباين وينعكس في أداء اللاعبين داخل الملعب، وكثيرا ما نسمع أحد المدربين يقول إنه قام بالإعداد البدني والفني، ويحدث انهيار للناحية البدنية والفنية أثناء المباراة والسبب الرئيس أن المدرب لم يقم بتنمية الصفات البدنية حسب مهارات لاعبيه، بل وفي أكثر الأحايين يصاب اللاعبين بإصابات مختلفة، وخاصة في الفخذ وعضلة الساق الخلفية نتيجة لهذا الخلل الذي نعتبره فنيا، ولقد تأكد علميا وعمليا أهمية توفير اللياقة البدنية للاعب بجانب لياقته الفنية فلم يعد هناك مجال للاعب الكرة الذي يتمتع بمستوى عال من المهارة دون أن يكون على مستوى مماثل من الناحية البدنية، كما أن الناحية البدنية وحدها لا تكفي لأن تصل إلى نتائج مرجوة في اللعبة من دون مستوى مماثل من الناحية الفنية، وهكذا أصبحت اللياقة البدنية والفنية لا يمكن فصلهما في أي مرحلة من مراحل الإعداد، وكذلك أثناء فترة المنافسات وتتباين المتطلبات البدنية من حيث نوعها وكميتها وتوقيت إخراجها تبعا لنوعيه وخصوصية كل مهارة، وأن القصور في امتلاك اللاعبين إن كانوا ناشئين أو شبابا أو كبارا وحتى النساء لتلك العناصر البدنية أو افتقارهم لها يعكس بوضوح ضعف المستوى المهاري لهم، ومن هنا تعتبر التنمية المتزنة لجميع الصفات البدنية الخاصة أحد الاتجاهات الأساسية لعملية التدريب، وعلى المدربين العرب تقع مسؤولية الاهتمام بتنميتها، وتأسيس مقدرة اللاعب للأداء المهاري المتقن في كل المهارات الأساسية التي يحتاج إليها اللاعب من أجل أداء سليم؛ لأن هذه المهارات تتطلب درجة عالية من القوة المميزة بالسرعة، خلال فترات التدريب لضمان مستوى جيد للاعبيه في هذا الأداء المهاري، وأن يتم تطبيق التمازج بين المهارة واللياقة البدنية في التدريبات وعبر المباريات الحبية التي تسبق المباريات التنافسية ومراجعة الأخطاء وموازنة المهارتين البدنية والمهارية على أن يتم ذلك في كل تدريب وليس عقب كل مباراة. والإعداد البدني ينقسم إلى نوعين، إعداد بدني عام ويقصد به التنمية المتكاملة لمختلف عناصر القدرات البدنية وتكيف الأجهزة الحيوية لمواجهة المجهود البدني الواقع على اللاعب والوصول به إلى مرحلة التكيف على حمل التدريب، وهو تنمية الصفات البدنية (القوة، السرعة، المطاولة، الرشاقة، المرونة)، التي تساعد في الوصول إلى الإعداد البدني الكامل وفي سرعة تعلم وتدريب مهارات اللعبة، وهو الذي يقوم فيه اللاعب بإعداد الجسم إعدادا عاما بمساعدة المدرب دون الاقتصار على جزء معين في التمرين، وهدفه تنشيط الجسم وعضلاته بوجه عام لما سيقوم به الجسم في المرحلة التالية، ويكون هذا الإعداد تابعا لفترة راحة كبيرة أو انقطاعا عن التدريب لفترة، وغالبا ما تكون هذه الفترة هي فترة الراحة بعد الموسم الرياضي، حيث يخلد فيها اللاعب للراحة والابتعاد عن لعب الكرة أو ممارسة النشاط الرياضي بصفة عامة، حيث يرتبط أداء المهارات لأي لعبة بالإعداد البدني العام والخاص، حيث يهدف إلى المحافظة على اللياقة البدنية والتطور السريع في المستوى من خلال تمرينات وألعاب مختلفة خلال الوحدة التدريبية، فضلا عن تقليل خطر الإصابة.. وهناك عناصر رئيسة، وهي، القوة العضلية وهي إحدى المكونات الأساسية للياقة البدنية، وتعريفها بأنها قوة العضلة أو المجموعة العضلية على إنتاج أقصى قوة ممكنة ضد مقاومة بمعنى أقصى جهد يمكن إنتاجه لأداء انقباض عضلي إرادي واحد، وحتى يمكن الاستفادة من تدريب القوة وحتى يمكن تجنب السلبيات والإصابات التي قد تحدث، يجب ضرورة الالتزام بأسس معينة حتى تتم الاستفادة الكاملة - وهنالك الجلد العضلي أو التحمل العضلي، وهو قدرة العضلة أو المجموعة العضلية على أداء انقباضات عدة ضد مقاومة لفترة زمنية محددة أو المحافظة على الانقباض الأيزومتري لأطول فترة ممكنة، وبالطبع لا يختلف تدريب التحمل العضلي عن تدريب القوة العضلية، حيث مبادئ التدريب الأساسية وطرق التدريب تبعا لأنواع الانقباض العضلي ونظم التدريب وغيرها، والفارق الوحيد أنه كلما زاد تكرار التمرين وقلت الشدة اتجهنا إلى التحمل العضلي، والعكس أنه كلما قلت التكرارات وزادت الشدة اتجه إلى تنمية القوة العضلية، ومن الأشياء المهمة الجلد الدوري التنفسي، ويعني قدرة الجسم على استهلاك أكبر قدر من الأكسجين خلال وحدة زمنية معينة، وبالتالي إنتاج طاقة حركية تمكّن الفرد من الاستمرار في الأداء البدني لفترة طويلة مع تأخر ظهور التعب وبمعنى أوضح أن يستطيع اللاعب أن يؤدي التدريب أو المباراة إن كانت مدتها 90 دقيقة أو 120 دقيقة من دون أن يشعر بالإعياء أو يقل عطاؤه البدني أو الفني، وهذا سر نجاح عدد كبير من الفرق أو المنتخبات التي تحافظ على مردودها البدني والفني طيلة زمن المباراة بل جزء من تكتيك المدربين هو استغلال عامل نزول معدل اللياقة عند بعض الفرق أو المنتخبات، ومن ثم تغيير النتيجة أو زيادة عدد الأهداف في هذه الفترة. ومن العناصر المهمة جدا، المرونة، وتعرف بأنها المدى الحركي المتاح للمفصل أو مفاصل عدة، أو كما تعرف بقدرة مفاصل الجسم على العمل على مدى حركي واسع، أو كفاءة الفرد على أداء الحركات لأوسع مدى، وهي قدرة الإنسان على أداء الحركات في المفاصل بمدى كبير، دون حدوث أي ضرر بها كالتمزق بالعضلات والأربطة المحيطة بالمفصل، وتتركز أهميتها في القدرة على أداء الحركات بإتقان واقتصاد في المجهود والتقليل من التعرض للتقلصات والتمزق بالنسبة للأربطة والعضلات، كما تعمل على إكساب الفرد الثقة بالنفس وتنمية وتطوير بعض السمات النفسية كالشجاعة والجرأة بجانب العمل على إكساب الجسم القوام والشكل الصحيح الخالي من العيوب والتشوهات، كما ويؤدي نقص المرونة في مفاصل الجسم إلى سهولة التعرض للإصابات وبطء في الحركة والأداء وصعوبة في تنمية وتطوير الصفات البدنية الأخرى كالقوة والرشاقة والسرعة. ومن العوامل الضرورية والمهمة، الرشاقة، وتعرف بأنها قدرة تغيير أوضاع الجسم أو سرعته أو اتجاهاته على الأرض أو في الهواء بدقة وبانسيابية ووقت ملائم، كما تعرف بأنها سرعة التحكم في أداء حركة جديدة والتعديل السريع الصحيح للعمل الحركي وضبطه والرشاقة من عناصر اللياقة البدنية المهمة جدا، ويجب التبكير في تعلمها وتنميتها في المراحل الأولى من بدء ممارسة كرة القدم ويستحسن أن تبرمج للبراعم والناشئين بحيث تسمح للأجهزة الوظيفية بالتكيف معها لأنها تعني القدرة علي التوافق الجيد للحركات التي يقوم بها الفرد سواء بكل أجزاء جسمه أو جزء معين منه، وهنالك الرشاقة العامة وهي مقدرة الفرد على أداء واجب حركي في عدة أنشطة رياضية مختلفة بتصرف منطقي سليم. الرشاقة الخاصة وهي القدرة المتنوعة في المتطلبات المهارية للنشاط الذي يمارسه الفرد، وتكتسب الرشاقة أهمية خاصة؛ لأنها مكون مهم في الأنشطة الرياضية عامة، وفي كرة القدم بصفة خاصة وهي تسهم بقدر كبير في اكتساب المهارات الحركية وإتقانها، وكلما زادت الرشاقة استطاع اللاعب تحسين مستوى أدائه بسرعة. ولا بد لنا من ذكر الكفاءة البدنية وهي كفاءة الجسم في إنتاج الطاقة الهوائية واللاهوائية خلال النشاط البدني وإمكانية الجسم في توفير مواد الطاقة الهوائية واللاهوائية اللازمة لأداء أقصى عمل عضلي ميكانيكي والاستمرار فيه لأطول فترة زمنية ممكنة، وفي كرة القدم الحديثة أصبحت السرعة عاملا من العوامل المؤثرة في تحقيق النتائج ورفع معدل الإنتاج الفني في المباريات التنافسية، وتعرف السرعة بأنها القدرة على أداء مجموعة حركات مختلفة في أقل زمن ممكن، وتتأثر بكفاءة الجهاز العصبي والعضلات، وهنالك تعريف آخر وهو سرعة عمل الحركات من نوع واحد بصورة متتابعة، أو بمعنى آخر هي قدرة الفرد على أداء حركات متتابعة من نوع واحد في أقصر مدة أو هي قدرة الفرد على أداء حركات متكررة من نوع واحد في أقل زمن ممكن، وهي ما يسمى بالسرعة الانتقالية أو السرعة الحركية، أي سرعة الاستجابة؛ ولذلك اكتسبت أهمية قصوى؛ لأنها مكون مهم في كرة القدم وهي إحدى المكونات الرئيسة للياقة البدنية، وترتبط بالرشاقة والتوافق والتحمل ومكونات اللياقة البدنية الأخرى في كرة القدم. وهنالك عوامل أخرى، نذكر منها الدقة - التوافق العضلي العصبي - الاتزان - زمن رد الفعل - تركيب الجسم. وتعتبر هذه المكونات محتوى لكل صفات اللياقة البدنية، وهي الأساس في كل الأنشطة المختلفة وحجر الزاوية التي تبنى عليها جميع الرياضات والألعاب المختلفة في مجال التربية البدنية عامة، وفي كرة القدم بصفة خاصة. إن التطبيق المنظم لعملية الإعداد العام والخاص منها، الذي يعد من وظائف التدريب الرياضي يمكّن اللاعب من التقدم السريع في النواحي المهارية والخططية، فضلا عن أن مرحلة الإعداد العام تكون مستمرة ومكملة لمرحلة الإعداد الخاص والإعداد للمنافسات طيلة فترة التدريب، لكن بنسب مختلفة في كل مرحلة ويختلف أيضا في تدريب اللاعبين في كرة القدم. والإعداد البدني الخاص وهو يهدف إلى إعداد اللاعب بدنيا ووظيفيا عن طريق تنمية وتطوير القدرات البدنية والحركية الضرورية للأداء التنافسي، التي تمكّن اللاعب من تنفيذ المهام الفنية والتكنيكية والتكتيكية خلال المباراة، وتعد التمرينات البنائية الخاصة بالتمرينات الوظيفية للمنافسة هي الوسيلة للإعداد البدني الخاص للاعب الكرة القدم كذلك يعمل الإعداد البدني الخاص في كرة القدم على تحسين الصفات والقدرات الحركية للاعب لتعويد جسمه على التكيف على الجهد البدني العالي في ظروف المباراة، وأن هذا الهدف يتحقق من خلال تخطيط التدريب للموسم التدريبي في فترة الإعداد الخاص للفترة الإعدادية، وفي بداية مرحلة فترة المنافسات، التي يجب المحافظة على مستوى الإعداد البدني الخاص إلى نهاية فترة المنافسات، وبصورة عامة يجب عدم الفصل بين كل من الإعداد البدني العام والخاص؛ لأن كل منهما يكمل الآخر من خلال تخطيط الموسم التدريبي الذي يبدأ بمرحلة الإعداد البدني العام كركيزة أساسية تدعم وتبني وتستكمل بمرحلة الإعداد البدني الخاص للارتقاء بالقدرات البدنية والحركية الخاصة بلاعبي كرة القدم، كذلك لا يمكن الفصل بين الإعداد البدني بشقية العام والخاص والإعداد المهاري. وبجانب هذا، هنالك تقسيمات فبيولوجية لمكونات اللياقة البدنية مثل وظائف أجهزة الدورة الدموية وتركيب الجسم وترتبط الحالة الصحية بتركيب الجسم، فمثلا زيادة السمنة أو زيادة النحافة تعني المزيد من المشكلات الصحية للفرد والانخفاض الواضح في مستوى لياقة البدنية والسمنة وحدها تعتبر مصدرا أساسيا للكثير من الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب والسكري، أمراض الكلى، كما أنها تسبب حملا على مفاصل الجسم، والنحافة الزائدة أيضا لها أضرارها الصحية، البدنية، والنفسية فهي دائما تصاحب ضعف الجسم من ناحية عامة وضعف العضلات بما لا يسمح للفرد بإمكانية أداء الأعمال والواجبات اليومية، ومن الناحية النفسية فزيادة السمنة أو زيادة النحافة تمثل عبئا نفسيا يتحمله الفرد ويجعله غير راضٍ عن ذاته؛ ولذلك يرتبط الأداء الرياضي بتركيب الجسم وتتطلب طبيعة الأداء في بعض الأنشطة الرياضية زيادة كتلة الجسم بما في ذلك النسيج العضلي والذهني وتركيب الجسم له دورا أساسيا في الوقاية من الإصابات، وعليه فإن زيادة السمنة تعني صعوبة في الحركة وفقدانا لصفة الرشاقة والمرونة لصعوبة تحريك أطراف الجسم على المدى الكامل للمفصل، وكل هذه العوامل تساعد على حدوث الإصابات ويتعرض الأشخاص المصابون بالنحافة أيضا للإصابات؛ نظرا للنقص الكبير في نسبة الدهون بأجسامهم، حيث تعمل الدهون على حماية الجسم وتخفيف الصدمات الخارجية ونذكر أيضا التحمل الهوائي وهو قدرة الجسم على استهلاك أكبر قدر من الأوكسجين خلال وحدة زمنية معينة وبالتالي إنتاج طاقة حركية تمكن الفرد من الاستمرار في الأداء البدني لفترة طويلة مع تأخير ظهور التعب والكفاءة الهوائية وهي قدرة الفرد على تكرار انقباضات عضلية قوية تعتمد على إنتاج الطاقة بطريقة الهوائية وبمعدل مدة لا تزيد على دقيقة إلى دقيقتين واللياقة الدورية التنفسية وهي قدرة الجهازين الدوري والتنفسي على توجيه الأوكسجين إلى العضلات العاملة لاستهلاكه أثناء العمل البدني الذي يؤديه لمدة طويلة، ولا ننسى اللياقة الغذائية واللياقة الذهنية والانفعالية واللياقة الحركية. ولا بد لنا من التعرف على اللياقة الفسيولوجية ومفهومها العام، فقد عرف عدد كبير من العلماء، وأولهم (جلد هيل) مفهوم اللياقة الفسيولوجية باعتبارها لياقة كل وظائف الجسم المختلفة وكفاءة عمل جميع أجهزته، وعلى ذلك فإن هذا المصطلح يضم إلى جانب المكونات السابقة للياقة البدنية، وأهمها (المرونة، القوة العضلية، التحمل، القدرات اللاهوائية، القدرات الهوائية، تركيب الجسم)، ويضم أيضا بعض المؤشرات البيولوجية المرتبطة بالحالة الصحية للفرد، التي تتأثر بمستوى النشاط البدني وهنالك مكونات اللياقة الفسيولوجية مثل: ضغط الدم - دهنيات الدم والليبوبروتينات - تحمل الجلوكوز. عرفت اللياقة الفسيولوجية عند علماء آخرين على أنها العافية بمعنى أن الشخص يتمتع بصحة جيدة، وهذا المصطلح أيضا من المصطلحات التي انتشرت في الفترة الأخيرة ارتباطا بممارسة كرة القدم من أجل الصحة، وهي حالة موجبة من صحة الفرد تنعكس على حالته البيولوجية والنفسية الجيدة، وكلما ارتفع مستوى اللياقة البدنية للفرد ارتبط ذلك بتحسين حالة العافية انطلاقا من اكتساب اللياقة البدنية من أجل الصحة والحياة النشطة. وعرفت أيضا عند البعض الآخر بأنها الصحة ومصطلح اللياقة البدنية تستخدم في بعض الأحيان بمعنى واحد؛ نظرا للارتباط بين المصطلحين نرى أنهم يعتبروا جزأين مكملين لبعضهما البعض فنجد أن منظمة الصحة العالمية تعتبر الصحة على أنها حالة من السلامة البدنية والعقلية والنفسية والاجتماعية، وليست مجرد الخلو من المرض أو العجز؛ لذلك نجد أن الشخص السليم صحيا لا يكون بالضرورة لائقا بدنيا. لقد بلغت رياضة كرة القدم من الشهرة حدا لم تبلغه لعبة أخرى، واكتسبت شعبية كبيرة في المجتمع، كما حظيت باهتمام جميع الهيئات العاملة في المجالات الرياضية، خاصة الأندية الرياضية من جهة ووسائل الإعلام، من جهة أخرى، لهذا التفت إليها عديد من الباحثين في مجال التربية الرياضية وتناولوها بالدراسة والتحليل، والجدير بالذكر أن العديد من مدارس التدريب لكرة القدم في كثير من دول العالم اعتمدت على اللياقة البدنية بكونها عنصرا رئيسا لنجاح فرقها وتتقدم هذه المدارس إنجلترا، ألمانيا، هولندا، روسيا، والدنمرك، وتتفق دول العالم المتقدمة في التركيز على اللياقة البدنية والمهارات الأساسية كعاملين يكمل كل منها الآخر في إعداد اللاعبين، وعلى رأس هذه الدول فرنسا، البرازيل البرتغال، نيجيريا، إسبانيا، إيطاليا، الأرجنتين، المكسيك وغيرها من الدول. إن أداء مباراة كرة القدم يؤدي إلى وقوع عبئ فسيولوجي كبير على عاتق اللاعب خلال 90 دقيقة، وقد تصل إلى 120 دقيقة في حالة احتساب وقت إضافي في بعض المباريات، والتي قد يحتاج فيها اللاعب الى الجري لمسافات غير منتظمة، بعضها يصل إلى أكثر من 40 ياردة، ويتكرر ذلك مررا وتكرارا، ويؤدي الجري لهذه المسافات من خلال سرعات مختلفة في الشدة، فبعضها سريع جدا وبعضها متوسطة والبعض الأخر بطيء، والجدير بالذكر أن هناك أربعة عناصر أساسية تؤدي إلى شعور اللاعبين بالإرهاق خلال المباراة، ومنها: الجري طوال زمن المباراة - التغلب على المقاومات - الاحتكاك البدني - زيادة التركيز الذهني والتوتر العصبي، فإذا لم يكن اللاعب معدا إعدادا بدنيا جيدا فسيشعر بالتعب سريعا، وهذا بلا شك سيؤدي إلى الهبوط في كفاءة أداء المهارات الأساسية التي هي أساس التنافس في كرة القدم. إن لكل من اللياقة البدنية والمهارات الأساسية دورا مهما في التأثير في أداء اللاعب والفريق؛ إذ إن أهم مظاهر هذا التأثير هو ارتفاع المستوى المهارى للاعبين وزيادة قدرة لاعبي الهجوم والدفاع على الأداء المهاري بدقه أثناء تحركاتهم داخل الملعب. من كل ذلك، تتضح لنا أهمية الاهتمام والعناية والتركيز على تنمية الإعداد البدني، وعلى مدربينا العرب تفهم مضمون هذا الحديث من أجل إعداد لاعبينا بطريقة تؤهلهم لمجاراة الفرق والمنتخبات التي يقابلونها دون الشعور بالنقص أو الفارق الذي تحدثه عوامل اللياقة البدنية نتيجة لعدم الإعداد الجيد لهذه المهارة المهمة، وأن يراعوا في ذلك عوامل الطقس والتكوين الجسماني واللياقة الغذائية. مع أمنياتي بالصحة والعافية للجميع.
إنشرها