سعادتك تبدأ من داخلك!

السعادة شيء نسبي لا يتحدد بمعايير ثابتة، فما يسعد إنسانا قد يصيب آخر بالحزن.. ورغم الاختلاف بين كل إنسان وآخر إلا أن هناك شيئا ثابتا لا بد من وجوده حتى يشعر الإنسان بالسعادة، هذا الشيء هو الشعور بالرضا والقناعة الداخلية بحياته وشخصيته ومستواه الاجتماعي والمادي.
هذا الشعور بالرضى مرتبط بالثقة بالنفس، وعندما يفقد الإنسان ثقته بنفسه فإنه يتحاشى الاختلاط بالناس باحثا عن العزلة التي تصيبه بالاكتئاب وعدم الرغبة في الاندماج مع الآخرين، وعلى العكس من ذلك تعطي الثقة بالنفس الإنسان الرغبة في التعامل مع الآخرين وتمنحه كذلك الشعور بالرضا عمن حوله, لكن ذلك لا يعني أبدا أن حالة الإنسان المادية لا أهمية لها، فهي بالطبع تمثل عاملا مساعدا لتحقيق حالة الرضا التي تمنحه الشعور بالسعادة.
وإذا كان هناك من يرى السعادة في الرفاهية أو في الإنفاق والبذخ أو في الترحال إلى بلاد الدنيا الواسعة، فإن أوجه تحقيق السعادة كثيرة، لكن يظل الرضا والشعور به هو القاسم المشترك الأعظم بينها جميعا.
في إحدى الدراسات التي أجريت حول السعادة في 65 دولة, تبين أن أكثر الناس سعادة في العالم هم سكان نيجيريا على الرغم من حالة التوتر والنزاعات والفقر في تلك الدولة.
وقد أدهشت هذه النتيجة الباحثين وطرحت في الوقت نفسه الكثير من التساؤلات: كيف يمكن أن تمثل دولة مثل نيجيريا المركز الأول في هذه الدراسة في حين أن دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية, التي هي أغنى دول العالم, تحتل المركز السادس عشر في القائمة؟
يرى علماء الاجتماع أن السعادة لها صلة وثيقة بالصحة الشخصية والنفسية ومستوى الدخل .. من ناحية أخرى, يؤكد علماء الاجتماع أن ذلك لا يعني أن الذين يفتقدون هذه المقومات ليسوا سعداء، موضحين أن السعادة الحقيقية تكمن في الشعور بالرضا الداخلي، وأنه ليس من المهم أن يكون الشخص غنيا حتى يشعر بالسعادة، وإنما المهم ألا يحتاج المرء إلى الآخرين وأن يستطيع تلبية حاجاته في الحدود المعقولة، وأنه من الممكن أن يكون الغنى والثراء مصدرا من مصادر فقدان السعادة.
السعادة الحقيقية تكمن إذن في الرضا الداخلي الذي يمنح الإنسان السكينة كي يمارس الحياة برغبة حقيقية وبفرح.

* * *

رسالة من قارئ!
رسالة من الأستاذ عبد اللطيف النقلي تعليقا على قرارات الخير التي أهداها خادم الحرمين الشريفين إلى الشعب السعودي، ويأمل في رسالته أن تشمل القرارات منسوبي التأمينات الاجتماعية أسوة بموظفي القطاع العام, خاصة أن 15 في المائة نسبة غلاء المعيشة شملت الجميع دون استثناء، كذلك يطالب في رسالته بالمساواة بين الرجل والمرأة في تطبيق أنظمة صندوق التنمية العقارية, حيث هناك قيود وشروط تفرق بين الرجل والمرأة, مثل اشتراط أن تكون المرأة عانسا أو أرملة.. ومن الأمور التي يعانيها بعض المواطنين, عدم إعطائه قرضا آخر في حالة حصوله على قرض سابق رغم أنه قد سدد كامل القرض الأول، وهذا يساعد الذين لديهم أكثر من زوجة وبالتالي أكثر من سكن, وأحيانا كثيرة في أكثر من مدينة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي