النظام يسمح للجامعات بالاستفادة من كامل العائدات التي تحققها.. وكل براءة اختراع ترفع راتب صاحبها %40
أكد الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي، أن النقلة الكبيرة التي شهدها قطاع التعليم العالي في المملكة تجسد رؤية الملك عبد الله بن عبد العزيز أل سعود، لمستقبل أمته من منظور استراتيجي فحواه أن التقدم الاقتصادي للأمم لا يمكن أن يدوم إن لم تسنده قاعدة متينة من أدوات البحث العلمي والابتكار في نظام اجتماعي ينعم بالأمن والاستقرار.
#2#
#3#
توسع رأسي
وتحدث الدكتور العنقري عن الجودة في التعليم العالي التي بدأت في ترسيخ مفهوم التوسع الرأسي في ممارسة التعليم العالي ومخرجاته بعد أن توسع التعليم العالي أفقيا ليشمل كل مناطق المملكة بدون استثناء من خلال استيعابه لأكثر من 90 في المائة من خريجي الثانوية العامة، كما قدم معلومات مفصلة عن اختبارات القياس التي يطبقها المركز الوطني للقياس والتقويم وأثرها في اختيار الطلبة للتخصصات وفقا لقدراتهم وتحصيلهم.
حس وطني ودعم معنوي ومادي
وقال: "إن نقطة تميز دول العالم المتقدم عن المجتمعات الأخرى تتركز حول مجتمعهم المبني على المعرفة، وهذا المجتمع المعرفي نشأ تحديدا من الجامعات المتميزة في تلك الدول المتقدمة، فاعتماد تلك الجامعات على توليد المعارف الجديدة ومشاركتها مع المجتمع كان سببا رئيسا لتطور وازدهار مجتمعهم وتحويله إلى مجتمع المعرفة، والذي يدفع الجامعات لهذه الرؤية هو الحس الوطني والدعم المعنوي والمادي سواء من المسؤولين أو رجال الأعمال أو حتى المجتمع بشكل عام".
#4#
عوائد مادية ومعنوية
وأضاف قائلا: "إن المجتمع المعرفي هو مجتمع لديه القدرة على توليد المعرفة واستخدامها في بناء ثروة المجتمع لزيادة دخله والمساهمة في نموه وتقدمه، حيث يتم استخدام هذه المعارف لتوظيفها على النحو الأمثل كي تظهر على شكل منتج محسوس يستفيد منه المجتمع ويكون لهذا المنتج عوائد مادية ومعنوية لصالح هذه الدول التي كانت بالأمس من دول العالم الثالث".
بناء الحضارات
واعتبر الدكتور العنقري أن المعرفة هي مصدر بناء الحضارات الإنسانية على مر العصور، والعلوم المعرفية ميّزت عدة دول على غيرها، فبفضل المعرفة استطاعت دول أن تتفوق على الدول الأخرى واستطاعت أن تكسب لقب الدول المتقدمة بعد أن تميزت عن المجتمعات الأخرى بمقدار تميز نشاطاتها المعرفية التي تكمن في تحويل العلوم والمعارف من نظريات إلى تطبيقات يستفيد منها كافة المجتمع.
التعليم والتدريب
ويرى العنقري أن تميز المجتمع المعرفي في دولة ما عن غيرها يعتمد على مدى تفعيل وتطوير النشاطات المعرفية، وأساس هذه النشاطات توليد المعرفة من خلال الأبحاث العلمية، ثم نشرها بالتعليم والتدريب، وبعد ذلك توظيفها والاستفادة منها في رفع مستوى المعيشة وفي الارتقاء بالمجتمع نحو مجتمع المعرفة.
مجتمع معرفي
وذكر العنقري أن وزارة التعليم العالي ممثلة في الجامعات السعودية تعي تماما أنه يقع على عاتقها تحمل مسؤولية وطنية كبيرة في المساهمة ببناء هذا المجتمع المعرفي، لأن مصدر المعرفة هي مؤسسات التعليم العالي وعلى رأسها الجامعات المميزة والرائدة في مجالها، مشيرا في ذات الوقت إلى أن بناء مجتمع المعرفة يحتاج إلى تعليم عالٍ متطور ويحتاج إلى فتح جميع نوافذ العلوم والمعارف، ويحتاج إلى شراكة مجتمعية تساهم في الإبداع والابتكار.
#5#
الخطة الاستراتيجية
وتحدث العنقري عن الخطة الاستراتيجية التي وضعت للتعليم الجامعي في السعودية ومدتها 25 سنة، والتي تم الإعداد لها منذ العام 1424هـ، مشيرا إلى أنه بعد أن تم الانتهاء من وضع الاستراتيجية بعد ثلاث سنوات أي في العام 1427 هـ وجدت الوزارة أن تشهد مرحلة متقدمة لم تعد تتواكب من الخطة، مما دفعها إلى إعادة بناء الخطة والعمل على تطويرها، وقد مرت الخمس سنوات من هذه الاستراتيجية محملة بالكثير من الإنجازات.
توسيع قاعدة التعليم العالي
وأشار العنقري إلى اهتمام حكومة بلاده، بتوسيع قاعدة التعليم العالي، ومواجهة ازدياد الطلب على مؤسساته، بإنشاء جامعات جديدة والتوسع في أنماط أخرى مثل التعليم الموازي وكليات المجتمع وكليات الدراسات التطبيقية، مشددا على ضرورة استشراف احتياجات المستقبل والحاجة المستمرة إلى التطوير النوعي للبرامج الأكاديمية لمواكبة التطورات العلمية المتسارعة.
#6#
الابتعاث الخارجي
واعتبر العنقري أن تطوير مؤسسات التعليم العالي، ضرورة وطنية ملحة، وهناك خطط استشرافية تتم بهذا الصدد، مشيرا إلى أن برنامج الملك عبد الله بن عبد العزيز للابتعاث الخارجي الذي يضم حالياً أكثر من 110 آلاف مبتعث في بلدان عدة لدراسة تخصصات علمية، سيسهم بشكل كبير في تعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد السعودي من خلال تلبيته لمتطلبات سوق العمل.
أغنى جامعة في العالم
وتوقع الدكتور العنقري أن تكون جامعة أم القرى في مكة المكرمة بعد عشر سنوات أغنى جامعة في العالم، وذلك لأنها تملك مواقع وقفية جيدة تستطيع أن تستثمرها وتحقق من ورائها عوائد كبيرة جدا، إذ من المتوقع أن تحقق الجامعة في حالة استكمال برنامجها المقرر للاستفادة من الأوقاف عوائد مالية تتجاوز ما يخصص لها سنويا في الميزانية العامة للدولة.
#7#
فرص متاحة أمام الجامعات
ومن الفرص المتاحة أمام الجامعات الاستفادة من عائدات الأعمال البحثية التي تقوم بها الجامعات، حيث يوجد لدينا مشاريع بمئات الملايين تقوم بها الجامعات السعودية وعلى رأسها جامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبد العزيز، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، بل أن الجامعات السعودية الحديثة بدأت بالفعل في القيام بتقديم خدمات محلية لتحقيق عوائد مالية لها.
النظام المالي لدينا يسمح للجامعات أن تستفيد بكامل العائدات وتخصصها كما تشاء من خلال مجلس الجامعة، وهو ما شجع الجامعات للسير في هذا الاتجاه، ويتوقع أن يكون هناك تغيير كبير في المعادلة فيما يتعلق بمخصصات الجامعات في ميزانية الدولة نظير ما تحصل عليه الجامعات من عوائد من خلال تلك المصادر.
.. هنا البحث العلمي
وأفاد الدكتور العنقري أن هناك ارتفاعا في نسبة ما ينفق على البحث العلمي في السعودية عما كانت عليه قبل خمس سنوات ماضية حيث ارتفع من 0.009 إلى 1 في المائة من الناتج الوطني، وهو ما اعتبره وزير التعليم العالي إنجازا كبيرا في هذه المرحلة وإن كان دون المستوى التي نطمح إليه، على اعتبار أن هناك دولا متقدمة تنفق على البحث العلمي بين 2.5 ـ 4.5 في المائة.
وتابع قائلا: "إن وصولنا لهذا الرقم جعلنا نتربع على المركز الأول في الوطن العربي، من حيث الإنفاق على البحث العلمي وكذلك عدد براءة الاختراع، حيث أصبحت الأخيرة تسجل لدينا بأعداد كبيرة, خاصة بعدما أصبح لها تأثير في دخل الأستاذ الجامعي، إذ إن من لديه براءة اختراع لها فوائد علمية يستطيع من خلالها الحصول على علاوة بنسبة 40 في المائة في الراتب.
الحدائق العلمية
ولفت وزير التعليم العالي إلى أن توجه الجامعات السعودية إلى تأسيس ما يسمى الحدائق العلمية كما قامت به كل من: جامعة الملك سعود، جامعة الملك عبد العزيز، جامعة الملك فهد للبترول والمعادن يمثل منعطفا مهما وتاريخيا في مسيرة مؤسسات التعليم العالي في المملكة. وتابع قائلا: "لقد صدر قرار من المجلس الاقتصادي الأعلى وموافقة مجلس الوزراء على إنشاء هذه الحدائق العلمية بالتعاون مع القطاع الخاص والتي ستمكن الجامعات من أن تستثمر براءات الاختراع التي لديها وتطبيقها على أرض الواقع لتكون منتجات ملموسة يمكن أن يستفاد من مردوها المالي كعائد إضافي للجامعة.