الأناني وصديقي.. أين الحقيقة؟

قد يذهب ظن بعض الرياضيين عندما يقرأ العنوان إلى أن الأنانية المقصودة هنا هي: الاستحواذ على الكرة وعدم التعاون أثناء اللعب مع زملائه اللاعبين.. لكن ما أقصده هنا يختلف تماماً، أعني الأناني الحقيقي في الحياة، وهو ذلك الشخص الذي لا يفكر إلا في نفسه وتحقيق غاياته حتى لو كانت على حساب الآخرين، وقد تناقشت مع صديق تبرَّم من أنانية صاحبه، قلت له: إن ميدان الحياة العملية يحدث فيه كثير من الاختلاف، ولكن الأناني تكون سيطرته كبيرة ويحرص على نفسه دون الآخرين حتى في أتفه الأمور، ولذلك تجد من يعانون التعامل مع مثل هذه النوعية من الناس يعيشون مرارة العيش الدنيوي؛ لأن أمور الحياة والعمل تجعلهم يصبرون على مثل هؤلاء على مضض. وإذا كان هذا الأناني يحمل المسؤولية وصاحب قرار تحدث الكارثة، التي قد تحدث بسببها مشكلات عدة، والجميع سيتضرر من ذلك، خصوصا الذين يتعاملون معه، ولا بد من وقوع صدامات معه من الآخرين من جراء هذا الواقع الذي يعيشونه.
والأناني الذي لا يعرف إلا نفسه، من وجهة نظري، لا يحظى باحترام الآخرين ولا يجد منهم محبة وصدقاً في العلاقة وهو الذي أوجدها لنفسه، فهو حرمهم ما يرغبون فيه سواء في الحوافز إذا كان مسؤولا أو في التعامل، وجعل همَّه أن يزيد من رصيده المالي وتكبر وجاهته في المجتمع وهو لا يعلم أنه يظلم نفسه بهذا الأسلوب ويجعل الثقة مفقودة بينه وبين من يتعاملون معه، فهو في نظرهم شخص ينقلب إلى وحش بمجرد أن تكون في يده صلاحيات في أمر معين من أمور الحياة.. ومثل هذا، سيحرق نفسه عاجلاً أو أجلاً وسيأتي يوم يتمنى أن يرى شخصاً يزوره أو يعوده إذا ترك ما هو فيه من وجاهة فلا يجد من يسأل عنه لأنه وقف في وجوههم فبادلوه الإساءة بمثلها، فما أصعب وقع الأمر على الأناني عندما يكتشف حقيقة نفسه وعدم محبة الآخرين!
وخلال نقاشي مع صديقي كان يقول: متى يحدث؟ ساعتها تنقشع الغمامة، ويبدأ المشوار من جديد.. إنها ساعة منتظرة، تلك كلمات باح بها لي صديق عزيز أحببت نقلها لعلها تؤثر فيمن يتسم بتلك الصفات من الأنانية وهو يقول: إن حدوث ذلك للأناني يسعد كل صاحب رسالة يريد أن يقوم بدوره على أكمل وجه ولا ينظر لمصلحة ذاته بل ينظر للمصلحة العامة، وشخصيا لا أرى صفة هذا التشاؤم لدى صديقي؛ لأن المجتمع بخير وفي الوقت نفسه لا أستطيع أن أحكم على الشخص المختلف معه، لكنه نقاش عام عن الأناني، والحقيقة يعلمها المولى ـــ عز وجل ـــ ولهذا أقول أيضا: إذا كان هناك أنانيون فهناك مضحون بأنفسهم من أجل غيرهم ومساعدتهم والأمثلة كثيرة لا تتسع المساحة لها، لكن هناك كثيرا من الناس يثني عليهم آخرون من حيث يعلمون أولا يعلمون، فقد وهبهم الله ذلك وكسبوا هذا الثناء في الدنيا، وإذا كان محتسباً لذلك في الآخرة، فهو قد كسب ذلك في الدارين وسعادته حينذاك عظيمة فلله دره وكثّر الله من أمثاله فعلى صديقي أن يكون واقعيا ويستعين بالله ويقوي إيمانه وسيجد السعادة ماثلة بين يديه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي