مساكين وين عايشين؟!

قرأت كغيري خلال الأيام الثلاثة الماضية مقالات لكتاب معروفة ميولهم وتعصبهم لنادي الهلال حول أن النصر سيبتلع الهلال، وأن الهلال يعاني ضعفا فنيا، وأن مباراة نصف نهائي كأس ولي العهد لا جدال ستكون من نصيب النصر، وعبارات وجمل مضحكة مبكية كانت تكتب قبل 40 عاما أي قبل عصر التكنولوجيا والمعلوماتية والانفتاح الإعلامي، وكانت تنجح أحيانا في تخدير فريق ومساعدة آخر على الفوز.
طريقة قديمة وبالية وكنت أعتقد أنها زالت وانتهت، وقد أجد العذر إذا كان من يكتبها فوق سن الـ 50 فقد أقبلها لأنها من أساليبه القديمة ولا يزال يعيش الفكر والعقلية البالية نفسيهما أما أن يكتبها بعض الكتاب الشباب فإن ذلك يعني أن هؤلاء القوم يدارون بطريقة تقليدية عفا عليها الزمن وأنهم لا يعيشون في عصر الإنترنت والإعلام التفاعلي والصورة ثلاثية الأبعاد والنقل المباشر واليوتيوب وغيرها من الوسائل التقنية الحديثة.
فممارسة التخدير بهذه الطريقة انتهى زمانها ومكانها ولكنها للأسف لا تزال تعشش في عقول بعض الكهول وبعض المنقادين الذين يدارون بالريموت كنترول الإعلامي البليد.
حزنت وأنا أشاهد هذه المعلقات والمقالات في عام 2011، وتمنيت لو أنهم كتبوا شيئا يستحق القراءة ويفيد المتابع وقالوا إن الهلال أكثر جاهزية من النصر وأنه أقرب إلى الفوز، وأن تجربته أكبر ولاعبوه الأجانب بشكل عام أجهز وأفضل، كنت أتمنى لو قالوا إننا سوف نستمتع بمباراة جيدة سيكون الهلال فيها أكثر حظوظا في تحقيق الفوز وإن زادوا وقالوا إن لقاءات الفريقين الأخيرة وخبرة اللاعبين تصب في مصلحة الهلال فهذا هو الصحيح، أما الحديث عن فوز مريح وسهل للنصر على شقيقه الهلال فهذه نكته تبكي قبل أن تضحك لأنها مبنية على رغبات وأمنيات بألا تقوم للنصر قائمة.
لا شك أن مباراة الغد بين الفريقين الكبيرين النصر والهلال في نصف نهائي كأس ولي العهد تأتي في وقت صعب جدا على فريق النصر الذي دخل معمعة دوري أبطال آسيا، وأصبحت حظوظه في بطولة الدوري مستحيلة والفوز بهذه المباراة يؤهله للمرة الأولى منذ سنوات عدة للعب نهائي قوي وتحقيق بطولة كبيرة ويقع حمل كبير على لاعبيه لتحقيق إنجاز مهم من قبل الجماهير، بينما الهلال يعيش فترة زاهية من النضج الكروي واللاعبين الأجانب المميزين وهو يتربع على عرش الدوري وقريب جدا من تحقيقه، كل هذه المعطيات تؤكد أن الهلال أقرب للفوز غدا ولكن بإمكان النصر الفوز إن هو لعب بقتالية عالية وروح عاصفة ووضعت الخطة المناسبة من السيد دراغان ونفذها اللاعبون بكل جدارة.

أطروحات
• مشكلة مباراة نصف نهائي كأس ولي العهد أنها تأتي في وقت غير مناسب وتتداخل مع زحمة بطولات أخرى مهمة مثل دوري زين ودوري أبطال آسيا، والشهران القادمان يحددان وضع أربع بطولات للفرق وخسارة مثل هذه المباراة قد تنعكس سلبا على بقية المسابقات.
• هناك من أخطأ في موضوع المنسق المحلي لنادي النصر في دوري أبطال آسيا ولا بد من محاسبته، والسكوت "ودمدمة" الموضوع سيبقينا في إجراء "كل يصلح سيارته" الذي لا يفيد في زمن الإعلام واللوائح والإنترنت والمحاسبة.
• هيئة دوري المحترفين لديها مشكلة في المخاطبات، فأنا ألاحظ أنها تعتمد المكالمات الشفوية في أمور إدارية وإجرائية مهمة، وهذا لا يمكن الأخذ به، وآخر هذه الأشياء هو إبلاغ وسائل الإعلام أن هناك تنظيما جديدا للإعلاميين في الملاعب والمكس زون والتصاريح بعد المباريات، مع العلم أن الأندية وحتى البارحة لم يصلها شيء رسمي مكتوب يعتمد عليه في مثل هذا الأمر، وهذه قد تكون قلة خبرة من أعضاء لجنة الإعلام في الهيئة أو هناك أمرا آخر لا أعلمه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي