جائزة خادم الحرمين للترجمة تكرم مصري وصيني أنتجا أكثر من 180عملاً

جائزة خادم الحرمين للترجمة تكرم مصري وصيني أنتجا أكثر من 180عملاً

أعلنت أمانة جائزة خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة البارحة، عن الأعمال الفائزة في الدورة الرابعة للجائزة لعام 1431هـ - 2010م في مركز الرياض الدولي للمعارض، برعاية الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، وعضو مجلس إدارة مكتبة الملك عبد العزيز العامة، ورئيس مجلس أمناء الجائزة. جاء ذلك في حفل أقيم بهذه المناسبة وبدئ بآيات من الذكر الحكيم، ثم عرض مرئي وثائقي عن مسيرة الترجمة في العالم وتأثيرها على المستويين المعرفي والثقافي.
ونقل الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز في كلمته خلال الحفل تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وتقديره ـ أيده الله ـ للدور الرائد الذي تقوم به الجائزة والقائمون عليها في إثراء حركة الترجمة وحوار الثقافات الإنسانية. وقال:"إن خادم الحرمين الشريفين يولي عناية خاصة بهذه الجائزة العالمية وتطويرها، بوصفها أحد عناوين اهتمام المملكة العربية السعودية بالإبداع والمبدعين، لتبادل الآراء بين النتاجات الإنسانية العالمية وتلاقح الأفكار". وهنأ الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز في ختام كلمته الفائزين والفائزات بالجائزة متمنيًا لهم دوام التوفيق.
من جهته، أشار الدكتور عبد الكريم الزيد نائب المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامة، إلى منظومةِ القيمِ النبيلةِ التي يرسِّخُها، خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ من خلال مبادراتِه الإنسانيةِ والحضاريةِ والثقافيةِ المتنوعةِ، وهي القيمُ نَفسُها التي تعملُ هذه الجائزةُ على تكريسِهَا في الفضاءِين الإنسانيِّ والعالميِّ.
وأكد أنه في طليعة تلك القيم التي يسعى إليها خادم الحرمين الشريفين، تعزيزُ قيمِ الحوارِ والاعتدالِ والتسامحِ والتعايشِ الإنساني، استنادا إلى هوية إنسانية، صلبة، مؤطَّرةٍ بتفاعلٍ حضاريٍّ مستنيرٍ مع ثقافاتِ العالم كافة. ولفت الزيد إلى أن الجائزة استطاعتْ أن تحوزَ على رضى النُّخبِ الثقافيةِ والعلميةِ في الجامعاتِ والمؤسساتِ الثقافيةِ.
ثم أعلن الدكتور سعيد السعيد أمين عام الجائزة عن أسماء الفائزين بجائزة خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة في دورتها الرابعة لعام 1431هـ - 2010م، وجاء الإعلان للجائزة على النحو التالي:
أولاً: منح الجائزة في مجال جهود المؤسسات والهيئات: لـ " المنظمة العربية للترجمة " نظير إنتاجها كماً ونوعاً مثمراً عن 125 عملاً، تميزت مجالاتها المعرفية في مجملها بجودة الترجمة ووضوح معانيها وسلامة إجراءاتها.
ثانياً: حجب الجائزة في مجال "العلوم الطبيعة من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى"، وذلك لعدم ورود أي ترشيحات للمنافسة على جائزته.
ثالثاً: منح الجائزة في مجال "العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية" "مناصفةً" بين كل من: الدكتور محمد بن عبد الله الزغيبي عن ترجمته لكتاب "الفيزيولوجيا" من اللغة الإنجليزية، لمؤلفته لندا كوستانزو, ويقدم الكتاب شرحاً وافياً لعلم وظائف الأعضاء، مدعماً بعديد من الصور والرسوم التوضيحية.
وتعد ترجمة الكتاب إضافة م
رابعاً: منح الجائزة في مجال "العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية"، "مناصفة" بين كل من الدكتور جورج زيناتي، عن ترجمته لكتاب "الذاكرة، التاريخ، النسيان" من اللغة الفرنسية؛ للمفكر بول ريكور الذي يتناول فيه الحديث عن ثلاث قضايا فكرية وفلسفية عميقة، فيدرس الذاكرة بوصفها نقطة انطلاق لمسيرة البشرية، ويحاول فهم التاريخ عبر فهم علاقة الإنسان بالماضي، ويدرس الحاضر استناداً على ما ينتجه من حوار أو صراع بين عنف الواقع وأمل المستقبل، ويؤسس العمل لإقامة حوار بين مختلف الحضارات التي أنشأها الإنسان على مر العصور. والجزء الثاني من الجائزة منح للدكتور محمد بدوي، عن ترجمته لكتاب "تأويل الثقافات" من اللغة الإنجليزية، لمؤلفه كليفورد غيرتز الذي يناقش مسألة التراث والثقافة من منظور الأنثروبولوجيا الرمزية أو التأويلية التي تقوم على تأمل الثقافة ودراستها بوصفها كياناً مستقلاً، ويعد العمل مرجعاً أساسياً للمختصين في علم الإناسة، وعليه فترجمة هذا العمل تحتل موقعاً عال من الأهمية تكفّل المترجم بها فجاءت ترجمته دقيقة وأمينة حافظت على مضمون العمل الأصل، وسعت في نقل مصطلحاته وعباراته بوضوح، وأسهمت الترجمة في إضفاء قيمة جديدة إلى المكتبة العربية في ما يتصل بعلم الإناسة مؤكدةً على تفاعل الثقافات وتواصلها وإقامة الحوار بين شعوبها.
خامسا منح الجائزة في مجال "العلوم الإنسانية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى"، "مناصفة" بين كل من: الدكتور فرانس شوب، عن ترجمته لكتاب "ابن رشد: كتاب فصل المقال وتقرير مابين الشريعة والحكمة من الاتصال" إلى اللغة الألمانية, لمؤلفه ابن رشد الذي أكد فيه مشروعية الفلسفة وعلم المنطق والاشتغال بهما، والتوفيق بين الشريعة والفلسفة جامعاً ما بين العقل والإيمان ومفنداً ادعاءات تعارضهما، وقد وفق المترجم في نقل مضامين العمل إلى اللغة الألمانية نقلاً أميناً حافظ فيه على روح نص العمل الأصل رغم ما تعتريه من عقبات لغوية ودلالية. وأحسن المترجم صنعاً بإضافة الشروح والتعليقات التوضيحية، وأجاد في اتباع منهج الترجمة الثنائية مراعياً الفروق اللغوية بين اللغتين العربية والألمانية، ويشكل العمل المترجم وسيلة من وسائل التعريف بالفكر والحضارة العربية والإسلامية وتعزيز الحوار بين الثقافات.
أما الجزء الآخر من الجائزة فمنحت للدكتورة يولانده جواردي، وحسين بن شينة، عن ترجمتهما لكتاب "الأسرار في نتائج الأفكار: آلات مذهلة من ألف عام" إلى اللغة الإيطالية، لمؤلفه أحمد المرادي الذي ألف كتابه في القرن الحادي عشر الميلادي وضمنه اختراعاته وابتكاراته من الأعمال الهندسية والميكانيكية موضحةً برسومات وأشكال هندسية بالغة التعقيد، ويكشف العمل عن أحد جوانب إسهامات علماء العرب والمسلمين وأدوارهم في مد الحياة الإنسانية بالاختراعات والآلات المبتكرة والتي كانت إحدى ركائز الاكتشافات والتطورات العلمية الحديثة. وامتازت الترجمة بأسلوب واضح ودقيق، وقد نجح المترجمان في تقديم عمل محقق ومترجم معاً حيث تجاوزا إشكاليات العمل الأصل وما اعتراه من تصحيف أو تحريف، وأضافا الشروح والتعليقات المهمة.
سادساً: انطلاقاً من رؤية الجائزة إلى الترجمة أداةً فاعلة في التواصل الحضاري والثقافي وعاملاً من عوامل التقدم العلمي والفكري، وتنشيطاً لحركة الترجمة وتقديراً للمبرزين من المترجمين، فقد قرر مجلس أمناء الجائزة تكريم اثنين من المترجمين ممن خدموا الترجمة من وإلى اللغة العربية إثراءً لها وتعزيزاً لنقل الفكر والثقافة ودعماً للحوار بين الحضارات، وهما كل من: الدكتور تشونغ جيكون، صيني الجنسية الذي نال درجة الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها، وعمل رئيساً لجمعية بحوث الأدب العربي في الصين، ومستشاراً لمجلة الآداب الأجنبية، وعُني كثيراً باللغة العربية، فأنتج أكثر من 80 عملاً ما بين التأليف والترجمة والكتابة الأدبية، وقد كان لجهوده الأثر البالغ في مد جسور تواصل الحضارة الصينية بالثقافة العربية وآدابها وحضارتها. وأسهمت أعماله العلمية في تعزيز التواصل الحضاري بين الثقافات الإنسانية.
كما شمل التكريم الدكتور محمد عناني مصري الجنسية، الذي نال درجة الدكتوراه في اللغة الإنجليزية، وعمل أستاذاً في قسم اللغة الإنجليزية في جامعة القاهرة، ورئيساً لتحرير مجلة سطور ومجلة المسرح، وله نتاج قارب 100 عمل ما بين التأليف والترجمة، وكان لجهوده في مجال الترجمة من وإلى اللغة العربية أثرٌ واضحً وجلي في الارتقاء بمستوى الترجمة، ورفد المكتبة العربية والأجنبية بعديد من الأعمال المتميزة خاصة في مجال الإبداع الأدبي العالمي، ما كان له دور في التعريف بالمكونات الثقافية والعلمية للحضارتين العربية والأوروبية.