الشيخ السدحان يقترح ضوابط لبناء المساجد

الشيخ السدحان يقترح ضوابط لبناء المساجد
الشيخ السدحان يقترح ضوابط لبناء المساجد

أوضح الشيخ الدكتور عبد العزيز السدحان إمام وخطيب مسجد ابن قدامة في السويدي الغربي والداعية المعروف أن المسجد بنايتان حسية ومعنوية، وقد أحببت أن أطرح بعض المرئيات المتعلقة بالبنايتين. وأضاف أن وزارة الشؤون الإسلامية حريصة على القيام بشؤون المساجد الحسية والمعنوية، لذا فإني مستعينا بالله أقول إنه لا بد من وضع ضوابط للبناء منها:
(1) استبعاد ما يتعلق بالزخرفة والبذخ الزائد في بناء المساجد، تمشّياً مع النصوص لتحقيق المصلحة الشرعية.
(2) مراعاة مساحة المسجد، وهذا من جهتين:

#2#

ــــ الجهة الأولى: إن كان موقع المسجد محاطا بمساجد أخرى قريبة ـــ كما هو المعتاد ـــ فينبغي أن يقتصد في سعة المسجد، فمن السلبيات أن بعض المساجد لا يشغل المصلون بها إلا صفين أو ثلاثة وتبقى صفوف كثيرة شاغرة أمام الإمام وخلفه زائدة؛ فإن اعترض معترض بكثرة المصلين في شهر رمضان فجوابه: لا مانع من زيادة عدد من الصفوف بقدر؛ إنما الخلل في المبالغة في كثرة الصفوف كما هو الحال في كثير من المساجد.
ـــ الجهة الثانية: وهي بمثابة نتيجة للمسألة الأولى، إذا روعي في البناء مساحة المسجد، فحبذا أن يُراعى أيضاً موقع البناء في الأرض نفسها، فمثلاً لو بني المسجد في وسط الأرض، حيث يكون محاطا بفضاء من جميع جهاته ــــ باستثناء جهة منزل الإمام والمؤذن ـــ لكان في ذلك مصالح كثيرة منها تميز المسجد ووضوحه، ومنها لو احتاج إلى التوسعة مستقبلا فالأمر ميسر.
منع الزيادة على منارة واحدة في كل مسجد، فمن الملاحظ أنَّ هذه الظاهرة قد بدأت في الظهور بشكل ملحوظ، مع أن منارة واحدة تكفي، هذا مع أن بعض المنارات يبالغ في بنائها وزخرفتها، بل بلغني أن بعض المنائر تكلّف 100 ألف ريال بل قد تزيد، فكيف إذا وضع للمسجد منارتان؟! مع العلم أن 100 ألف ريال تبني ثلاثة مساجد في بعض الدول الفقيرة.
(4) تناسب عدد دورات المياه مع موقع المسجد ــــ إن كان على طريق أو داخل الأحياء، فمما يلاحظ في بعض المساجد عدم التناسب، فترى مثلا عدداً من دورات المياه لا يستعمل منها في الغالب إلا نصف العدد، بينما ترى مجموعة من الناس عند بعض المساجد ينتظرون الدخول في دورات المياه لكثرتهم وقلتها.
(5) تناسب عدد وحدات التكييف مع مساحة المسجد، ولا بد من اشتراط هذا مراعاةً لحال المصلين وتحصيل الراحة في صلاتهم. فبعض المساجد في برودتها تضر بالمصلين، وبعضها على النقيض من ذلك، نعم لشدة الحر في الصيف أثرها لكن إذا روعي عدد الوحدات مع المساحة فإن ذلك يخفف الحر لا محالة.
(6) الاستفادة من فضاء المسجد الداخلي، وذلك ببناء دور معلّق في آخر المسجد، وفي ذلك مصالح كثيرة:
فمثلا لو افترضنا أن مساحة المسجد المقرر بناؤها 30 مترا من الشرق إلى الغرب في 25 مترا عرض من الشمال إلى الجنوب، فلو بني 20 مترا من الشرق إلى الغرب، وعلق دور في آخر المسجد بقدر عشرة أمتار وصمم حيث يسمح بدخول الهواء والنور لتوافر عدد من وحدات التكييف والإضاءة، ناهيكم عن قيمة البناء في المساحة الملغاة، مع تحصيل المكان المراد لزيادة المصلين ــــ إن كان ولا بد من ذلك ــــ وزد على هذا توافر مساحة أرضية خارجية قد تخدم بعض مرافق المسجد.
(7) مراعاة عدد المصاحف في المساجد، فالملاحظ أن بعض المساجد يصلي بها عشرات ومصاحفها بالمئات، مما يعرضها للتلف أو العبث، فحبذا أن يراعى العدد التقريبي للمصلين مع الزيادة النسبية، فإن كان لا بد من كثرة عدد المصاحف فتحفظ في مكان في المسجد لتخرج وقت الحاجة إليها عند تمزق بعض المصاحف أو عند قدوم شهر رمضان لكثرة المصلين المعتادة، والله المستعان.
(8) لو تُراعى بعض المساجد التي يكثر فيها الإخوة الوافدون من غير العرب فتُخصص لهم مصاحف مترجمة المعنى بلغاتهم، وخاصة مساجد الأسواق والمطارات ومواقف النقل الجماعي وغيرها مما تدعو الحاجة إليه.

الأكثر قراءة