الاحتفائية التي شهدها الوطن بمناسبة عودة خادم الحرمين الشريفين إلى أرض الوطن بعد رحلته الشفائية تدل على حب منقطع النظير لهذا الملك الإنسان، وفي الوقت نفسه تبرهن على نبل هذا الشعب الوفي، ومن خلال كل ذلك تستشف الروابط العميقة التي تربط القيادة بالشعب والشعب بالقيادة.
إن عودة قائد الوطن المبارك سالماً، ولله الحمد، غمرت قلبي كما غمرت كل قلوب أبناء هذا الوطن. إن هذه الفرحة لم تقتصر على الشعب السعودي بل هي فرحة ـ لا أبالغ إذا قلت ـ إنها عالمية لأن خادم الحرمين الشريفين يحظى بحب كبير واحترام ينطلق مما يقدمه لدعم للمسلمين، سياسياً واقتصادياً ومادياً، وتعززه مواقفه الساعية لرتق الفتوق التي تعرقل عملية السلام، فهو قائد جليل وإنسان عظيم.
لقد دأب هذا الملك الإنسان كعادته دائماً على تلمس حاجيات أبناء وطنه اليومية منها وغير ذلك وتخفيف معاناتهم، ولقد أبت نفسه الأبية إلا أن تدخل الفرحة في نفوسهم وتخفف الأعباء التي تثقل كاهلهم، فها هو قد أمر بعددٍ من القرارات الملكية التي كان لها وقع طيب لا مثيل له في نفوس مواطنيه، فقد أصدر حزمة من القرارات التاريخية التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن، وهي ليست إجراءات تعالج حاجة مرحلية قصيرة، أو إصلاحات مؤقتة بل هي تؤسس لغدٍ مأمول مبشر ـ بإذن الله.
هذه القرارات شملت معالجة غلاء المعيشة واهتمت بأوضاع مديوني القروض، ودعمت البرامج الرقابية، وعالجت جانباً من القروض العقارية، ونظرت بتأن إلى مشلكة البطالة وغيرها، وراعت مختلف أطياف المجتمع، وعملت بوعي باهر على محاصرة الفقر، وتوفير أسباب الحياة الحرة الكريمة.
إنني لا أستغرب ذلك من صاحب القلب الطيب الكبير وأثره الطيب في نفوس المواطنين، فهو يثبت يوماً بعد يوم أنه يهتم بشعبه أيما اهتمام، ويحرص كل الحرص على الرقي به.
إن هذه الأوامر السخية ليست الأولى من نوعها، وإنما هي حلقة متصلة من سلسلة طويلة من العطاء، بدأها الملك منذ تسلمه مقاليد الحكم، ضمن مشروعه الوطني الإنساني الكبير الهادف إلى بناء وطن لا يقف عند حدود المحلية.
إن هذه القرارات استهدفت محدودي الدخل ووجهت الدعم لفئة مستحقة، كما أولت فئة الشباب مساحة كبيرة وهي شريحة كبيرة في مجتمعنا من المهم أن تنال عناية خاصة.
إن الإدارة العصرية للدولة التي ينتهجها خادم الحرمين الشريفين، ــ يحفظه الله ــ، جديرة بأن تحقق ما يطمح إليه المواطن من نقلة هادئة واعية.
إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز صاحب إنجازات عظيمة في مختلف المجالات الداعمة لبناء نهضة المملكة العربية السعودية محلياً وعربياً وإقليمياً وعالمياً.
إن إنجازاته بحق عظيمة، إنجازات عززت من مكانة المملكة الاقتصادية وجعلت رؤيتها محل تقدير واهتمام العالم حيث إن الاقتصاد الوطني كان الأكثر ثباتاً في مواجهة أزمة عالمية أطاحت باقتصادات دول كبرى وما زالت تداعياتها مستمرة.. كما أن إنجازات المليك تجسدت في مدن اقتصادية وفي مناطق مختلفة كإبراز الوجه الاقتصادي القوي الذي يميز المملكة, إضافة إلى شركات ومنشآت اقتصادية ساهمت بقوة في تعزيز الاقتصاد الوطني والقضاء على البطالة بين الشباب.
ولما كان التعليم هو الأساس لكل نهضة فقد حظي العلم والتعليم باهتمام خاص تجسد في الجامعات والكليات التقنية، وفي حركة الابتعاث للخارج لزيادة تحصيل الإنجازات وهي جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية.
ولمزيد من الاهتمام بالمواطن وتأهيله جاءت الخدمات الصحية في شكل إنجازات متعددة من مستشفيات ومراكز صحية لتضمن للمواطن أجواء صحية معافاة, يستطيع من خلالها المشاركة بفعالية في مسيرة التنمية.
هذه إنجازات رئيسية وهناك الكثير على صعيد بناء الوطن والمواطن، وعلى الصعيد العالمي استطاع خادم الحرمين الشريفين أن يكسب محبة زعماء العالم وتقديرهم للمصداقية التي يتمتع بها وللحكمة التي يتميز بها في معالجة كثير من الأمور, خاصة تلك القضايا التي تعنى بالاستقرار العالمي حيث كانت مبادرة الحوار إنجازاً فريداً حظي بدعم الأمم المتحدة التي تبنت المبادرة من أجل تحقيق أهدافها، كما أن مبادرة خادم الحرمين حول الطاقة أسهمت هي كذلك في استقرار الأسواق العالمية, وقد استضافت المملكة مؤتمراً بين المنتجين والمستهلكين للوصول إلى هذه الغاية.. وعلى صعيد السلام كانت المبادرة العربية للسلام وهذه مبادرة رفعت من مكانة المملكة في المجال الدولي وأكسبتها المزيد من الاحترام.
وفق الله المليك المفدى للمزيد من الإنجازات والمبادرات البنّاءة. وأسأل الله العلي القدير أن يحفظ خادم الحرمين من كل مكروه وأن يلبسه ثوب الصحة، وأن يحفظ هذا الوطن الشامخ قيادة وشعباً.
فهنيئاً لنا بك وهنيئاً لك بشعبك.
