قوننة الكرة والتخصص
لاحظت خلال السنوات الخمس الأخيرة كثرة الحديث عن القانون والقانونيين وأهمية وجودهم في لجان اتحاد الكرة، بل إن البعض طالب بأن يكون أعضاء بعض اللجان بالكامل من حملة الشهادات العلمية في القانون، وأصبحت أشعر أن كرة القدم لم تعد كرة قدم تعتمد بشكل أساسي على التنظيم، الإدارة، التخطيط، الاستراتيجية، والاحترافية، بل إن هذه المفردات أصبحت لا تتداول بشكل كبير وهناك من المسؤولين للأسف من صدق ''الكذبة''، وأن القانون هو كرة القدم وكرة القدم هي القانون.
المطلوب عزيزي القارئ ويا محب كرة القدم هو متخصصون وعاشقون ومحبون لكرة القدم لا نريد أن تكون ملاعب كرة القدم وكأنها ساحات محاكم، هناك قانون للعبة تم وضعه من قبل متخصصين في اللعبة، وليس قانونيين وهناك أنظمة ولوائح تنظم كرة القدم وبعض أجزائها تحتاج إلى جهة قانونية كعقود اللاعبين والنقل التلفزيوني والإعلانات مثلا.
إننا نحتاج إلى متخصصين حقيقيين في كرة القدم وليس مزيفين أو وصوليين أو ظروفيين بمعنى من استغل الظروف أو رمته المقادير والظروف وأصبح يفتي في كرة القدم وهو لا يفقه فيها ولا يستطيع أن يميز بين شكل الكرة الطائرة واليد والقدم''.
إن ما يحدث في أرض الملعب يحكمه القانون وهو ''قانون اللعبة'' الذي يصدر عن متخصصين في كرة القدم وليس قانونيين ويتم تعديله لغويا فقط وأن هؤلاء المتخصصين يجتمعون سنويا مرتين في آذار (مارس)، وأيلول (سبتمبر)، وهم أربعة ممثلين عن الـ ''فيفا'' وأربعة عن دول بريطانيا العظمى الأربع ''إنجلترا، ويلز، أسكتلندا، وإيرلندا الشمالية''، وقد شارك عبد الله الدبل ـ رحمه الله ـ في هذه الاجتماعات ممثلا عن ''فيفا'' وتم تعديل قانون اللعبة في عهده عدة مرات وهو لا يحمل شهادة في القانون.
إن النظام الأساسي لـ ''فيفا'' وفي مادتيه الـ 58، والـ 60، وعندما يتحدث عن اللجان القضائية الثلاث (الاستئناف، الانضباط، والأخلاق) فهو تحديدا يقول إن رئيس اللجنة ونائبه لا بد أن يكون لديهما تأهيل قانوني ولم يوضح هل المقصود شهادات علمية أو إلمام بالقانون من خلال معاهد خاصة أو دورات في القانون، وترك للاتحادات المحلية التفسير.
ما أريد الوصول إليه هو ملاحظتي أن اتحاد القدم أصبح يتحدث عن القانون بشكل موسع - كما حدث العام الماضي عند الحديث عن ازدواجية الأعضاء وكأنها مخالفة بينما الـ ''فيفا'' يطبقها والمهم إمكانات العضو وليس تعداد مناصبه ومسؤولياته - وأعتقد أنه تم وضع عضو متخصص في القانون في معظم اللجان وهي لجان تنظيمية وإدارية بحتة وليست لجانا قضائية ولا تحتاج إلى قانونيين بل تحتاج إلى متخصصين في مجال اللعبة وقارئين لأنظمة ولوائح ''فيفا'' والاتحادات القارية والمحلية.
واستكمالا لأهمية التخصص أؤكد هنا أن التخصص أصبح مطلوبا في كل شيء وبالذات في الإعلام الرياضي الذي للأسف يعج بالعديد من الأسماء التي ليس لديها أدنى تأهيل علمي في مجال الإعلام سواء المرئي أو المقروء حتى أصبحنا نستمع إلى أسئلة ركيكة وأطروحات هزيلة وبرامج ناتجها لا شيء فلا معلومة صحيحة ولا رؤية إعلامية حقيقية وأصبح الإعلام الرياضي مرتعا لكل من لا يفقه ولن يفقه بالرسالة الإعلامية والمسؤولية الاجتماعية بل إنه لا يستطيع التفريق بين أبسط فنون الإعلام كالخبر والتحقيق والحوار والتقرير والمقال!!
• مهم جدا أن يقوم الاتحاد السعودي لكرة القدم بمخاطبة الاتحاد الدولي لكرة القدم بخصوص مجموعة المدربين الذين هربوا وتركوا أنديتهم في وسط المعمعة حتى وإن تعذروا بظروف عائلية أو ما شابه ذلك ووقعوا عقودا على عقود في مخالفة صريحة، وهذا مهم لتسجيل موقف فقط في هذا الجانب لأن القادم قد يكون أسوأ.
• النصر يتصدر في الناشئين والأولمبي ويدخل ضمن الأوائل في الشباب والأول هذا دليل واضح أن النصر يتغير وهذا تغيير فني حقيقي والمستقبل سيكون أكثر متعة.