دعا مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، إلى أهمية التحاور مع الكتاب الذين يطرحون بعض الآراء التي تخالف المنهج الصحيح، وقال: ''إن الحوار أمر مهم، ودعا إليه ديننا العظيم، وليكن النقاش هادئا دون ضجيج؛ لأن هذا من شأنه التأثير على صاحب الرأي الخاطئ فيعود إلى الصواب''، جاء ذلك في لقاء لسماحته استضافته مجلة البيان الإسلامية بمناسبة تدشين موقعها الإلكتروني الجديد يوم أمس الأول في الرياض. وقد بدأ اللقاء بكلمة للدكتور احمد الصويان، رئيس تحرير مجلة البيان، قال فيها: ''نحن في سعادة بالغة ونحن نلتقي بالوالد عبد العزيز آل الشيخ المفتي العام للمملكة ورئيس كبار العلماء وهذه السعادة ليست خاصة بمجلة البيان، لكن لجميع إخواننا الإعلاميين، وهذا اللقاء تثبيت ودعم كبير لمجلة البيان وإخواننا الإعلاميين وهم أحوج ما يكونون للقرب من شيوخهم وأئمتهم ليستنيروا بآراء علمائهم إذا اضطرب الإفهام''، ثم قدم بعد ذلك سردا عن مجلة البيان مذن بداية نشأتها في عام 1406هـ مع مجموعة من الطلاب السعوديين المبتعثين للدراسات العليا في بريطانيا، وكان في تلك الفترة الحاجة ماسة إلى بناء مسجد نصلي فيه الجمعة والجماعات، وفي هذا المسجد بدأنا نلتقي بإخواننا المسلمين من دول عربية مختلفة ودول إسلامية منوعة، ولاحظنا عليهم أخطاء ومشكلات عقدية ومنهجية عند كثير من أبناء المسلمين، وهناك انحرافات فكرية تحتاج إلى معالجة وأخطاء سلوكية تنتشر في العرب والعجم، وكان من ضمن من شجعنا فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين - يرحمه الله، وقد عملت مجلة البيان على مسارات عديدة، نذكر منها: إنشاء مركز للدراسات والأبحاث لنشر لعلم في أوساط المسلمين ونشر الكتب، مسار تصحيح العقيدة الإسلامية، كما أن ومن أبرز الكتب التي نشرتها: دمعة على التوحيد تعالج مشكلة القبورية وانتشار الأضرحة والتعلق بالمقامات وحقوق النبي بين الإجلال والإخلال، يعالج الكتاب الخلل في اتباع النبي صلى الله علية وسلم من خلال تعظيمه بصور خاطئة كالمولد النبوي وغيره والعقيدة الميسّرة وعقيدة أهل السنة وعقيدة أهل الأشاعرة عرض ونقد والتعليق على فتح المجيد، ثم بعد ذلك افتتح الموقع المجلة ويتكون الموقع من ستة أقسام، هي: الأخبار على مدار الساعة عن أخبار المسلمين وصياغة الأخبار بما يتوافق مع رسالة الإسلام، مركز الدراسات والبحوث وأهداف المركز والهيئة الاستشارية وأهم الاصدرات التي تجاوزت الـ 100.
#2#
ويتعاون المركز مع الباحثين للكتابة في محاور يحتاج إليها المسلم، وهناك محور العلم لرفع الجهل، كما عملت المجلة ''نافذة البيان''، وفيها تحقيقات وتقارير ومقالات وحوارات تناقش قضايا عدة، ويوجد في الموقع العدد الحالي مع أرشيف للأعداد السابقة، إضافة إلى مختارات مركز البحوث، وفيه قراءة إصدار كامل وتستطيع أن تحمل نسخة مجانية، وعملت أيضا المرئيات مخصصا لتعليقات القراء على مقالات كتاب المجلة، ويوجد التفاعل الاجتماعي اليوتيوب والتويتر. وقال مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ وسط جمع من الإعلاميين في المؤسسات الصحفية: ''إن رسالة الإعلام عظيمة ولها وزنها قديما وحديثا في الزمن الأول كانت محدودة بين الأفراد، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ: ''إنك تأتي قوما من أهل الكتاب، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم فليس بينها وبين الله حجاب''، متفق عليه.
ومضى يقول: ''إن الإعلام كما معلوم هو إبلاغ الحق، وقد أصبح في هذا الزمان ذا شأن كبير ويؤثر على مسارات الناس؛ لذا فإن الواجب على الإعلاميين المنتمين للإسلام أن يكونوا أهل دعوة صالحة فيما يطرحونه، وفي الرد على ما يواجهون من مشكلات ضد عقيدتهم وضد أفكار الإسلام وضد قيمنا ويواجهوا ما يكتب ضد اقتصادها ووحدتها وأي عمل يكون ضد خير الأمة، سواء كان إعلاما فضائيا أو إلكترونيا أو غيره.
وطالب المفتي رجل الإعلام الإسلامي أن يكون قادرا على مواجهة التحديات التي تعترضه ليس بمجرد القول فقط، لكن يعالجها معالجة الحكمة ويصور الباطل تصويرا حقيقيا بدراسة معمقة لما وراء السطور، ثم ينقض عليه بالعلاج بالحكمة وإعلاء كلمة الحق بالكلمة والنقاش الهادف لإيضاح الحق قال تعالى (وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا).
كما أن على الإعلامي أن يأمر بالمعروف يخط بقلمه أسطرا مضيئة فيملأها بالخير والصدق والدفاع عن القضايا الإسلامية، يأمر بالمعروف في كتاباته ومناقشته وأطروحاته تنضح بالخير وتصلح الأمة، ويعالج قضايا الأمة علاجا صحيحا من خلال المجلات والصحف والقنوات والمنتديات، ويكون رحيما واسع الصدر يسمع ويقرأ ويعالج ويكتب مقالات في إيقاظ الأمة ودفع الباطل.
وانتقد المفتي العام للمملكة بعض المنتديات على الإنترنت، وقال: ''للأسف إنها مليئة بالشرور ويفترض أن تكون ناشرة للخير''، ووجه نصحه للقائمين عليها بأن تكون بوابة هداية لا بوابة هدم؛ فنحن في زمن بأمس الحاجة إلى استغلال أي وسيلة دعوية لمصلحة الدين.
وفي رده عن سؤال عن جواز دعم المؤسسات الإعلامية الإسلامية، قال: ''إن دعم المشاريع الإعلامية المفيدة بالمال مطلوب حتى تسير على خطى ثابتة، وأدعوا الموسرين أن يجودوا بأموالهم ويدعموها بما يستطيعون''، وردا عن سؤال عن حث الدعاة والعلماء على التجاوب مع الإعلام اليومي، أجاب: ''إن هذا الأمر لا بد منه، لكن تحكمه أحيانا المشاغل ونحن في الإفتاء مستعدون للرد على أي تساؤلات تردنا''، كما حث الدعاة والعلماء على الاستفادة من التقنيات الحديثة والتواصل الاجتماعي في الفيس بوك وغيرها من الوسائل التي تظهر الحق للناس وينبغي الولوج فيها وعرض القضايا الإسلامية بأسلوب جذاب ويكون خطابهم لجميع طبقات المجتمع وأن يدعو بعلم وبصيرة.
وعن آخر تطورات مشروع تنظيم الفتوى، قال: ''إن هناك جهات مشاركة، من ضمنها الإفتاء، وقد رفعنا تصوراتنا ولعل في الأمر خيرا''.
وختم الأسئلة بمطالبة القائمين على الصحف بالالتزام بالسياسة الإعلامية، وأن يتعاون الدعاة معهم ومن يشعر بالخطأ يناقشهم لو تحركنا تحركا هادفا نقابلهم وتنصحهم من دون ضجيج؛ لأن هدفنا الإصلاح، لكن المشكلة أننا نتلاوم ولا نتحرك ومن دون اتصال نقع في مشاكل ليس لها داعٍ.


