متى نتعلم؟

للأسف ما زلنا نواصل الأخطاء تلو الأخطاء، بل إننا أحيانا نخترع أخطاء لكي نغطي فشلنا وقلة حيلتنا وضعفنا في قراءة الأحداث قبل قراءة اللوائح.
صدمت وأنا أتابع أحداث قضية الروماني ميريال رادوي لاعب الهلال وما تلاها من أحاديث وحوارات وفوضى وتبريرات وسقوط لأعضاء اللجان واستقالات، ولكن كل هذا لا يعنيني ولا يهمني أساسا، ولكن ما توقفت عنده كثيرا واتصلت بالـ ''فيفا'' للاستفسار عنه واستغربت حدوثه هو الإفصاح علانية عن أن هناك اتفاقا ضمنيا بين اللجنة الفنية ولجنة الانضباط حول القرارات التي تتخذ حيال حادثة ما أو حالة معينة!!.
بداية لا بد أن أوضح أن الذي يجري عندنا وفي اتحادنا الموقر ليس مطابقا للاتحادات المتقدمة في مجال اللعبة بمعنى أن اللجنة الفنية لها اختصاصات ومهام وكذلك لجنة المسابقات التي من أهم أعمالها تنظيم المسابقات، ووضع اللوائح الضابطة لإقامتها وإنزال العقوبات، ولكن هذا الخلط العجيب أيضا لا يهمني لأنني تعبت، وأنا أتحدث عن نقلة نوعية في لجان وإدارات الاتحاد، ولكن يبدو أن الوضع سيبقى كما هو حتى يحدث الله أمرا كان مفعولا.
الكارثة أن يكون هناك اتفاق ضمني أو غير ضمني أو مكتوب أو غير مكتوب أو حتى تفاهم بين لجنتين مختلفتين في المهام والمسؤوليات، فمهام اللجنة الفنية هو إنزال العقوبات حسبما يحدث في قانون اللعبة وما يرد من أحداث جانبية تم رصدها في تقارير الحكم والمقيم وإداري المباراة، أما لجنة الانضباط فهي جزء من اللجان القضائية في أي اتحاد ''الانضباط ، الاستئناف، الأخلاق) ولذلك فهذه اللجان لها آليات عمل ولوائح تختلف في اتخاذ القرارات وحسب أنظمة ''فيفا'' فإن رئيس أو نائب رئيس هذه اللجان يجب أن يكون قد حصل على تأهيل معين في القانون، ولكي أوضح الصورة فإن قرارات لجنة الانضباط تتعلق بالسلوك العام والانضباط في اللعبة في الاتحاد المعني وليس لها علاقة بقرارات المباراة وأحداثها أو قانون اللعبة، هذا لا يعنيها وهذا تتم محاسبته عبر الحكم وهو صاحب صلاحية واسعة من قبل ''فيفا'' في إدارة المباراة وأحداثها داخل المستطيل الأخضر وأيضا قد توقع أو تضاف بعض العقوبات من قبل اللجنة المختصة وهي الفنية كما هو الحال لدينا.
إن الحديث عن اتفاق اللجان يؤكد أن هناك قصورا في فهم واستيعاب كل لجنة لمهامها وعملها والحقيقة أنه يجب ألا يكون هناك أي تفاهم بين أي لجنتين وبالذات بين أي لجنة واللجان القضائية إذا ما كانت الأنظمة واللوائح واضحة والمهام والمسؤوليات لكل لجنة محددة.
إنني أعيد وأكرر وأقول إنه لا عيب إطلاقا أن استفدنا من خبرات أوروبية في لجان المسابقات والفنية والاحتراف والانضباط، فكرة القدم أصبحت صناعة وتجلب الأموال ولكنها تحتاج إلى من يستطيع أن يديرها بعلم وخبرة ودراية.

أطروحات
• كثيرا ما تطرح كلمة قانون في الحديث عن كرة القدم وكأننا في محكمة ولسنا في ملعب كرة قدم، إن '' قوننة'' كرة القدم ليس صحيحا فهي لعبة تعتمد على نشر البهجة والسرور والمحبة والسلام وهي تدار بخبراء في التنظيم والإدارة وليس في القانون وأخشى أن يصل بنا الحال للمطالبة بأن يكون حكم المباراة يحمل درجة البكالوريوس في القانون فنحن نخترع دائما وهذا جزء من ثقافتنا للأسف.
• أنت تحمل السادسة الابتدائية وتتحدث عن أشياء أكبر منك، فأنا عندما أقول إن قراءة اللوائح باللغة الإنجليزية أسهل فهما واستيعابا من قراءاتها باللغة العربية، فأنا أعرف ما أقول وقد أتناقش مع من يحمل شهادة علمية أو يتحدث الإنجليزية بطلاقة أما من يعيش في غياهب التعليم المتدني فليس لي به علاقة.
• نعم أنا خبير دولي وأفتخر بذلك وأفهم الأنظمة واللوائح الدولية والعربية والمحلية و''اللي مو عاجبه يشرب من البحر الأزرق''.
• الاتحاد الدولي لكرة القدم ''فيفا'' لا يعترف إطلاقا بالاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء ولا يقع هذا الاتحاد تحت مظلته وليس منبثقا عنه ومن يستطيع أن يثبت عكس كلامي فأنا أعده بأن أترك المجال الرياضي كلية.
•حضور مسؤولين من ''فيفا'' لأي احتفالات لأي هيئة أو مرجعية أو مؤسسة إعلامية هو فقط للمساهمة في دعم انتشار كرة القدم وهو بالضبط كحضور رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم لبعض مباريات دورة الخليج العربي رغم عدم اعتراف الـ ''فيفا'' بالدورة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي