الناس كإبل مئة لا تجد فيها راحلة .. !!

الناس كإبل مئة لا تجد فيها راحلة .. !!

جاء في الحديث الذي رواه الشيخان .. قال صلى الله عليه وسلم (( تجدون الناس كإبل مائة لا يجد الرجل فيها راحلة وفي رواية لا تكاد تجد فيها راحلة .. وقد جاء في تفسيره .. أن الراحلة هي الإبل النجيبة القوية على حمل الأثقال وتحمل السفر مع جمال وحسن الهيئة , وهي نادرة بين الإبل , وهذا هو التشبيه بينها وبين الناس المنتجون أهل الغايات العظيمة والتضحية والصدق , و قليل ما هم .. لا تكاد تعثر في المائة من الناس إلا على واحد منهم , يحمل الهدف النبيل والغاية السامية , ويرتفع فوق الأنا القابعة في حدود المصلحة الشخصية ..

وما اصدق قول الشاعر .. إني لأفتح عيني حين أفتحها .. على كثير ولكن لا أرى أحدا .. وما أكثر ما ترخي هذه الحياة مساعينا حين نتجشم بأمر يحيي القيم والمآثر الأصيلة والمثل .. وما ذلك إلا لقلة العزم في تدارك المكاسب الحقيقية .. حين كانت مكاسب الدنيا هي الهدف والغاية التي ليس بعدها غاية ..

نعلم جميعا أنا ما جئنا لهذه الحياة بهدف الشقاء , وأنه لا أحد يريد لذاته الكدر والبقاء في أسر الحاجة والضعف والهوان .. ولكن حصرها في حدود الذات يجعلها أشبه بمن لم يبقى له إلا صورة الحم والدم حتى لو كان بهما حياة يكون رؤيتها مقيتة مشمئزة منفرة ..

جميل هو البقاء في هذه الحياة حين لا نفصل بين الروح والجسد وغاياتهما ولا نبقيهما في حالة تذبذب دائم بين السماء والأرض .. لنرخي الحبل حتى نستطيع اغتراف المنفعة , ولنرفعه حتى ندرك ضوء الشمس بهذا وحده نضمن حق الذات في حياتها الخاصة ومتعتها ومنفعتها , وفي الارتفاع لمنازل أهل الفضل والمروءة والتضحية ..

الأكثر قراءة