لحل البطالة .. أين (أرامكو) من محطات الوقود؟
كثير من المتابعين لم يفاجئهم خبر الاستعانة بشركة أرامكو العملاقة للإشراف على مشاريع تصريف السيول في جدة، عطفا على وجود تجارب ناجحة في هذا الإطار للشركة لعل آخرها إشرافها المباشر على مشروع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية "كاوست" الذي أنجز في وقت قياسي، وتوليها ملف إنشاء المدينة الرياضية الذي سينطلق قريبا.
قبل ذلك يحفظ المجتمع السعودي لـ (أرامكو) مهنيتها العالية، وصرامة قوانينها وأنظمتها داخل الشركة وخارجها، وثقافة العمل السائدة فيها، وتأثيرها الكبير في العاملين فيها في جميع مجالات حياتهم، وهي التي غيرت وجه المنطقة الشرقية وحولتها إلى واحدة من أهم مناطق العالم.
اليوم، مادام هناك مجال للاستفادة من (أرامكو) في تنفيذ المشاريع التنموية المهمة والضرورية، فمن باب أولى الاستفادة من تجربتها في مقاومة البطالة التي باتت تهدد أمننا واستقرارنا الاجتماعي، وهل هناك مشروع أهم من مقاومة البطالة؟
لا نقصد هنا أن تعمل (أرامكو) على توظيف العاطلين بشكل مباشر، فذاك يتنافى مع أسلوبها وطريقة عملها، بل مع ثقافتها (العملية). إن ما نقصده أن تتوسع في قطاع التسويق الذي لديها خبرة دولية كبيرة فيه. مثلا محطات الوقود في جميع أنحاء البلاد لها ارتباط وثيق بـ (أرامكو) فهي التي توفر لها الوقود وتحتاج إلى إنقاذ عاجل يحولها من فرص مهدرة إلى فرص عمل ثمينة.
لن يتحقق ذلك في ظل الوضعية الحالية، ولكن دخول الشركة في هذا المجال سيضفي على المحطات التي تملكها أهمية خاصة، وتنشط السوق بدخول منافس قوي مثل (أرامكو)، ويجعل فرص عملها المباشرة أو غير المباشرة تلقى القبول قياسا على سمعة الشركة.
تستطيع الشركة بكل جدارة تأسيس ذراع استثمارية تتولى هذه المهمة وفق خطة معلنة لتملك عدد معين من المحطات في أماكن متفرقة، ويمكنها بكل بساطة رفع مستوى الخدمة في هذه المحطات خاصة على الطرق السريعة بين المدن السعودية. وحتى أقل من ذلك يمكن للشركة إدخال محطات لاتملكها تحت جناحها بشرط الالتزام بشروط معينة فيما يتعلق بالخدمة والنظافة والشكل العام.
أتمنى ألا يكون الرد بأن "ذلك لا يدخل في اختصاصات الشركة" فعلى الأقل هو أقرب من تنفيذ مشاريع سدود أو بناء مدينة رياضية .. وعندما نقول ذلك، وعندما يرتفع سقف طموحاتنا تجاه (أرامكو) فإن هدفنا أن توسع نشاطها الذي يخدم احتياجاتنا الملحة.. نريدها شركة تدخل بقوة للتسويق والمساهمة في فتح فرص العمل للسعوديين كما فعلت في السابق .. إننا ننتظر هذا الدور التحدي.