تسعى جامعة الملك سعود للتميز البحثي وإشاعة روح الإبداع والتميز، وذلك عبر تنظيمها اللقاء السنوي للتميز البحثي أخيرا، حيث تم تكريم الكليات والأقسام والباحثين والباحثات المتميزين في النشر العلمي، والممنوحين براءات اختراع مسجلة في مكتب الاختراعات الأمريكي والكراسي البحثية المتميزة لعام 1431/1432هـ (2010م)، وهو ما يؤكد توجه الجامعة في تقييم المنجز البحثي وتكريم المتميزين والمبدعين. وخلال اللقاء أعلن الدكتور عبد الله العثمان، مدير الجامعة، إطلاق مبادرة المجموعات البحثية.
وتهدف المبادرة إلى تكثيف الإنتاج البحثي الكمي والنوعي في الجامعة، والنشر في مجلات علمية مصنفة ضمن قواعد المعلومات العالمية وتسجيل عدد من براءات الاختراع ذات قيمة الاقتصادية يستفاد منها في العديد من المجالات، وكذلك دعم العمل البحثي البيني بين التخصصات، وتعزيز العمل البحثي المشترك من خلال خلق مناخ تفاعلي بين الباحثين وتوثيق الروابط بينهم، وتحسين قدرات الباحثين الناشئين وطلبة الدراسات العليا وتوجيه اهتماماتهم البحثية بما يخدم التنمية المستدامة، ودعم الشراكة البحثية مع القطاعين العام والخاص.
وقد خصصت الجامعة ما نسبته 70 في المائة من ميزانية البحث العلمي في الجامعة للصرف على المجموعات البحثية التي يمكنها المساهمة في البحث العلمي بفعالية.
تأتي هذه المبادرة ضمن الخطوات التطويرية التي قامت جامعة الملك سعود بحشد كل قدراتها وإمكاناتها العلمية من أجل مواكبة التحديات المستقبلية في مجال البحث العلمي، من خلال تطوير البنية التحتية للبحث العلمي، وتوفير بيئة جاذبة ومحفزة تدعم التميز والإبداع للباحثين في جميع مجالات المعرفة لتحقيق الريادة العالمية والمساهمة في بناء اقتصاد المعرفة. ومن المتوقع أن تؤدي هذه المبادرة النوعية التي أطلقتها الجامعة في احتفالية تكريم المتميزين والمتميزات إلى تعزيزالعمل البحثي المشترك البيني بين عدد من الباحثين والباحثات من أجل إنجاز أبحاث متميزة كما ونوعا ذات فائدة للجامعة والمجتمع، وبذلك تخطو الجامعة إلى مرحلة مهمة تحاكي فيها الجامعات العالمية التي تهتم وترعى المجموعات البحثية المتميزة، وتوفر لها بيئة بحثية متميزة تمكنها من الإبداع والتميز وزيادة قدرة هذه المجموعات على المنافسة في جلب مصادر إضافية لدعم المشاريع البحثية، إضافة إلى ما تقدمه الجامعة من دعم مالي وتجهيزات فنية وإمكانات بشرية.
ما المجموعة البحثية؟
تعرف المجموعة البحثية بأنها مجموعة من الباحثين ذوي اختصاصات بينية متنوعة ومتكاملة وذات إمكانات وخبرات بحثية تضمن الجودة وكثافة الإنتاج، إلى جانب باحثين ناشئين وطلبة دراسات عليا لاكتساب المهارات والتمرس وضمان الاستمرارية.
يضاف إلى ذلك تحديد اهتمامات بحثية محددة ووجود باحث رئيس لقيادة المجموعة ممن لديه سجل في النشر العلمي في المجلات المدرجة على قوائم قواعد المعلومات العالمية، وألا يقل عدد أفراد المجموعة عن باحثين في كل مجموعة بحثية، كما أن تعدد التخصصات وترابطها ضمن المجموعة، ووجود طلاب وطالبات دراسات عليا، جميعا تعد أساسية لتشكيل مجموعة بحثية.
وتعتبر مبادرة المجموعات البحثية من المشاريع التطويرية المستدامة ويتم تقييم مخرجات المجموعة البحثية سنويا؛ وبناءً على ذلك يتم تحديد استمرارية المجموعة البحثية وإدراج مجموعات إضافية بناءً على مؤشرات آداء يتفق عليها.
#2#
#3#
مرونة ومؤشرات أداء
أدرجت جامعة الملك سعود ضوابط عامة تساعد المجموعات البحثية على أداء أعمالها، من ضمنها إمكانية الحصول على أكثر من دعم خلال العام الواحد بعد تحقيق مؤشرات الأداء المتفق عليها وتفويض الباحث الرئيس بالصرف على أعمال المجموعة البحثية والمشروع البحثي وفق أوجه الصرف المتعارف عليها في المشاريع البحثية وله في ذلك تحديد أوجه الصرف، كما ويشترط قيام الباحث أو الباحثة بذكر عنوان انتسابه الأكاديمي وتحقيق مؤشرات الأداء، مع الإشارة بالشكر والتقدير لمركز البحوث في الكلية مقر المجموعة البحثية في الأوراق البحثية المنشورة.
تحقيقا لرؤية خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين - حفظهما الله - في تطوير التعليم العالي والبحث العلمي، وتعزيزا لتوجهات المملكة نحو التحول إلى مجتمع يقوم على المعرفة؛ وذلك للإسهام في بناء اقتصاد وطني مبني على المعرفة وانطلاقا من المراقبة الدقيقة للمشهد العالمي وأهمية التخطيط الاستراتيجي، فقد بدأت جامعة الملك سعود مشروع الخطة الاستراتيجية التي ترسم من خلالها خارطة طريقها المستقبلي لتحقيق الريادة العالمية والذي يهدف إلى إعداد خطة شاملة ومتكاملة لتحقيق ريادة الجامعة في العملية التعليمية والبحث العلمي وخدمة المجتمع. وقد جاء هذا المشروع ليسهم في نقل الجامعة إلى مصاف الجامعات العالمية التي تتبنى اقتصاديات المعرفة والاستثمار في العقل البشري. وتبني شراكات مجتمعية وعالمية تحقق من خلالها الرؤى والتطلعات التي تقود إلى الإبداع والتميز. كما تأخذ الخطة الاستراتيجية لجامعة الملك سعود في اعتبارها أن تصبح الجامعة مكانا جاذبا للعمل والدراسة، وأن تلعب دورا محوريا خلال الـ 20 سنة المقبلة في تحقيق الريادة العالمية في إنتاج وتوليد المعرفة، ويكون خريجوها قادرين على إيجاد فرص عمل داعمة للاقتصاد الوطني.
تطبيق هذه الخطة أسهم في إحداث نقلة نوعية في الجامعة من خلال إطلاق العديد من البرامج التطويرية وشركة وادي الرياض، ومعهد الملك عبد الله لتقنية النانو، ومعهد الأمير سلطان لأبحاث التقنيات المتقدمة، ومركز الأمير سلمان لريادة الأعمال، وحاضنة الرياض للتقنية. وبرنامج الملكية الفكرية وترخيص التقنية المعني بتسهيل تسجيل براءات الإختراع وترخيص التقنية لمنسوبي الجامعة وحماية حقوق الملكية الفكرية لها وتبني وتطوير ثقافة الإختراعات وزيادة الوعي بأهميتها لدى منسوبي جامعة الملك سعود والمواطنين.
#4#
#5#
هذه النقلة النوعية أثمرت عن نتاج علمي متميز تجاوز 1080 ورقة بحث منشورة ومميزة في ISI العالمي. هذا الرقم يمثل نسبة تتعدى الـ 50 في المائة من نتاج كل الجامعات السعودية المنشور في ISI في عام 2010، وبالتالي تصدر الجامعة كل الجامعات العربية في كثير من التصنيفات العالمية مثل تصنيف شنغهاي وتصنيف التايمز وتصنيف الويبومتركس.
وبالتالي كان لتكريم جامعة الملك سعود منسوبيها الحاصلين على براءات اختراع، أو نشر علمي مدرج على قوائم أبحاث ISI والساينس والنيتشر، عن عام 2010، يوم الإثنين الموافق 27/2/1432هـ تحفيزا لبقية منسوبي الجامعة والعمل على تطوير مخرجات البحث العلمي.
فلسفة التكريم
تنتهج جامعة الملك سعود مبدأ التحفيز أساسا في منهجها التطبيقي في التعامل مع أعضاء هيئة التدريس والباحثين، والتحفيز في هذا النهج يغلب على الضغط Insentive & pressure؛ ذلك أن التحفيز وسيلة مهمة نحو الإبداع، وعليه فإن تكريم الباحثين المتميزين والمخترعين ركيزة نحو تأسيس ثقافة "التكريم والتقدير" المنبثقة في ثقافة "التحفيز"، وعند نشر ثقافة التكريم والتقدير، فإن الوسط البحثي في الجامعة سينطلق نحو الإبداع والتميز، وهنا مفهوم "تصدير المعرفة" لخارج أسوار الجامعة؛ ما يساعد في بناء مجتمع المعرفة.
47 % من إجمالي براءات اختراع جامعة الملك سعود لعام 2010
قام برنامج الملكية الفكرية وترخيص التقنية خلال السنوات الأربع الماضية بإيداع أكثر من 145 براءة اختراع لأعضاء هيئة التدريس في جامعة الملك سعود في مكاتب براءات الاختراع المختلفة، منحت منها 41 براءة اختراع، ونشر 36 طلب براءة، وأودع 68 طلب براءة. حيث يستأثر عام 2010 بنسبة 47 في المائة من إجمالي براءات الاختراع التي تمت حمايتها. كما أن الجامعة لديها حاليا أكثر من 90 طلب براءة اختراع في المراحل النهائية للصياغة؛ تمهيدا لإيداعها في مكاتب براءات الاختراع في دول متعددة. يذكر أن برنامج الملكية الفكرية وترخيص التقنية قد تلقى أكثر من 500 نموذج إفصاح عن اختراعات لمنسوبي الجامعة منذ نشأته وحتى الآن، حيث تم تقييم وإيداع العديد منها ويجري العمل حاليا على تقييم ما تبقى منها؛ تمهيدا لإيداعها في مكاتب براءات الإختراع المختلفة عن طريق مكاتب محاماة متخصصة في الملكية الفكرية في السعودية وأمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وكوريا وسنغافورة.
براءات الاختراع لأعضاء هيئة التدريس في جامعة الملك سعود في المكاتب العالمية و52 % في أمريكا فقط
ويلاحظ تميز أعضاء هيئة التدريس في جامعة الملك سعود بأن براءات الاختراع الخاصة بهم موزعة على مكاتب براءات اختراع مختلفة محليا وعالميا، وهذه المكاتب على سبيل المثال لا الحصر تشمل المكتب السعودي والمكتب الخليجي والمكتب الأمريكي والمكتب الأوروبي والمكتب الكندي والمكتب الكوري والمكتب السنغافوري، والمكتب الإسباني، والمكتب الألماني، والمكتب الصيني، حيث يعتبر تعدد دول الحماية إحدى الاستراتيجيات المتبعة لتسويق هذه البراءات كمرحلة لاحقة على الحماية.
الجدير بالذكر، أن مكتب براءات الاختراع الأمريكي يستحوذ على أكبر عدد من هذه البراءات بإجمالي 75 طلب براءة، سواء أكان مسجلا أو منشورا أو مودعا، بنسبة 52 في المائة من إجمالي الطلبات المودعة في المكاتب المختلفة.
كما تجدر الإشارة إلى أن هذه البراءات لم تقتصر على مجال تقني بعينه، وإنما اهتمت بالعديد من المجالات التقنية التي تخدم الصناعة، وبالتالي المجتمع، حيث اشتملت مجالات هذه البراءات على مجالات الهندسة والنقل والمرور والخرسانة والمجالات الطبية والصيدلانية وطب الأسنان، وكذلك مجالات الطاقة والترشيد في استهلاكها، والطاقة المتجددة، ومجالات إستخدام تقنيات النانو والبوليمرات، إضافة إلى أن جامعة الملك سعود أولت اهتماما خاصا بالابتكارات المتعلقة بتطبيقات الحاسب الآلي، وأمن المعلومات لدرء التحايل على التدابير التقنية الحديثة ومنع التعدي عليها.
براءات الاختراع تمهيد لشركات ناشئة start-ups
تولي الجامعة حاليا اهتماما كبيرا بتسويق هذه الإختراعات، حيث وقعت جامعة الملك سعود مذكرة تأسيس شركة برمجيات جامعة الملك سعود، كما وقعت الجامعة أخيرا مذكرة تفاهم بين شركة وادي الرياض وشركة كريستل العالمية لاستثمار براءة اختراع عمل على تطويرها فريق علمي مشترك من الجامعة ومن شركة كريستل العالمية تسهم في دعم وتطوير صناعة الأسمنت وخفض تكلفة البناء. كذلك قامت الجامعة من خلال برنامج الملكية الفكرية وترخيص التقنية بتأسيس شركة باسم BiomedSilico وإعداد اسم وتصميم علامة تجارية للشركة وتصميم وإنشاء موقع إلكتروني تسويقي لمنتجات الشركة، التي يبلغ عددها حاليا ست برمجيات، هي: Array Solver وScew وCalcNtcp وCalcFisher وCalcDose وArrayVigil. كما أسست الجامعة شركة النداء الآلي التي تعود النسبة العظمى من ملكيتها لأحد خريجي الجامعة. كما يجري العمل حاليا على بناء كثير من النماذج الاختبارية للعديد من هذه الاختراعات، التي تشمل نماذج لبعض الاختراعات في مجال طب وجراحة الأعصاب وطب وجراحة الأسنان والطاقة المتجددة، حيث يعمل على تطويرها في وادي الرياض للتقنية.
لوحة المصمك
للتميز البحثي
يعد حصن المصمك نقطة التحول الأولى لتوحيد المملكة وهو اليوم متحف يروي منهج التوحيد وتأسيس المملكة العربية السعودية عندما استطاع الأمير الشاب عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود مع جماعته الصغيرة النجاح في تحدي اقتحام حصن المصمك عبر "خوخة" في بوابته الضخمة، في فجر الخامس من شوال لعام 1319هـ.
لوحة الجامعة (المصمك) علامة بارزة لتكريم المتميزين والمتميزات من منسوبي جامعة الملك سعود ومن قدموا خدمات جليلة للجامعة.
في وسط اللوحة يتربع مجسم المصمك بشموخه على خلفية مذهبة بلون الرمال الذهبية تعبر عن تراب الوطن الذي نشأ عليه كل المبدعين والمبدعات. كتب على اللوحة عبارات التقدير والامتنان. وللوحة إطار يحتوي الرمز والأرض والوطن.
ما بين جيل المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – يرحمه الله - وجيل اليوم مسافة زمنية، لكن يبقى نجاح المؤسس في تحدي المصمك رمزا للنجاح في تجاوز التحديات في بلادنا لبناء وطن يتمتع أفراده بالخير والرفاهية واقتصاد متين.





