مع تقدم العمر.. ماذا عليك أن تفعل لتنعم بحياة صحية أفضل؟
يبلغ متوسط عمر الإنسان الآن نحو 75 عاما؛ وذلك وفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، وهذا يعني أنه بوصولك لسن الـ 40، فإن أمامك ما يقارب 40 عاما أخرى لتستمتع فيها بالحياة - بإذن الله - وربما لديك الآن محطة مناسبة لإعادة تنظيم حياتك بصورة أكثر توازنا.
استشاريو مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية يقدمون إرشادات مهمة لحياتك الصحية من خلال عدد من الفحوص والإجراءات الوقائية، التي أوصت بها الهيئات والمنظمات العالمية وأثبتت الدراسات أن لها دورا كبيرا في توفير حياة صحية أفضل.
في البداية، يشير الدكتور داني منذر رباح، استشاري المسالك البولية وأمراض الذكورة والحاصل على الزمالة الأمريكية والبورد الكندي، إلى أهمية التحليل الخاص بالبروستاتا PSA للرجال ابتداء من سن الـ 50 على أكثر تقدير، إلا أن بعض الجهات المختصة توصي به ابتداء من سن الـ 40.
#2#
أكثر الأمراض شيوعا في تلك الفترة
أكد داني رباح استشاري المسالك البولية، أن البروستاتا من الأمراض الأكثر شيوعا في هذه الفترة، وتزيد نسبة الإصابة بها عند الرجال، ويرجع السبب إلى ارتباطها بتقدم العمر؛ ما يؤدى إلى إصابتها بنوع من التضخم، وتزيد نسبة احتمالية الإصابة بالمرض للأشخاص الذين قد تعرضوا للإصابة بأي من الأمراض الجنسية في فترة سابقة من حياتهم، كما أن العامل الوراثي يلعب دورا كبيرا في هذا المرض، حيث تزيد نسبة الإصابة به في وجود حالات وراثية في العائلة، وتبدأ الأعراض بالظهور في صورة رغبة شديدة في التبول وبصورة متكررة، مع عدم القدرة على بدء إخراج البول بسهولة.
اختبار psa
ونصح الدكتور رباح بضرورة إجراء تحليل psa للكشف عن سرطان البروستاتا مرة كل ثلاث سنوات بعد الـ 40، وفي وجود حالات إصابة وراثية للمرض يفضل إجراء التحليل كل عام، وكذلك أصحاب التاريخ العائلي للأورام ومرضى فيروس سي والمصابون بأمراض الكبد المختلفة والمدخنون بعمل الفحوص والتحاليل الخاصة بدلالات الأورام بعد سن الـ 40؛ للوقاية والفوز بفرصة الاكتشاف المبكر للأمراض.
اكتشاف سرطان القولون
فيما ينصح الدكتور رامي شعث، استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد والمناظير والحاصل على البورد الأمريكي، بعمل فحص دوري للكشف عن سرطان القولون ابتداء من سن الـ 50 للذين لا يوجد لديهم عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان (كتاريخ عائلي بالإصابة بسرطان القولون عند أحد أفراد العائلة مثلا)، ويكون قبل ذلك (أي قبل سن الـ 50) لمن لديهم هذا التاريخ العائلي أو من لديهم التهابات مزمنة بالقولون (تقيحات) أو من أثبت منظار سابق وجود بعض الأنواع من اللحميات التي تزيد من احتمالية إصابتهم سرطان القولون، ففي مثل هذه الحالات يتم الفحص المبكر قبل سن الـ 50، ولكن عند عامة الناس يبدأ الفحص عند سن الـ 50 سواء للرجال أو النساء.
أشعة الباريوم الملونة وإجراءات أخرى
يكون الكشف المبكر عن سرطان القولون عن طريق فحص الدم الخفي بالبراز سنويا ابتداء من سن الـ 50 أو عمل أشعة باريوم ملونة Barium enema كل خمس سنوات أو عمل منظار جزئي للقولون flexible signoidoscopy، سواء مع أو دون فحص الدم الخفي بالبراز كل خمس سنوات، وكما يمكن الاستعاضة عن ذلك بعمل منظار قولون كلي total colonoscopy كل عشر سنوات.
قياس ضغط الدم
أما الدكتور جمال عطاونة، استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية والحاصل على الزمالة البريطانية، فنصح بقياس ضغط الدم في كل زيارة للطبيب أو على الأقل كل سنتين، ومرض ضغط الدم لا يؤدي إلى أعراض عند كثير من الناس عكس المفهوم السائد، فليس بالضرورة أن يشعر المريض بصداع أو زغللة في العين.
متابعة نسبة الكوليسترول
وقال: «إن من الأمور المهمة أيضا قياس الكوليسترول في الدم ابتداء من سن 35 للرجل أو 45 للمرأة وإذا كانت نسبة الكوليسترول في الدم طبيعية، فمن الممكن قياسها كل سنوات عدة بعد ذلك، لكن إذا كانت غير طبيعية (أي مرتفعة) فنحتاج إلى متابعة أكثر حسب الحالة أو حسب نسبة ارتفاعها وخطة علاجها. ومن المعروف ارتباط الكوليسترول الوثيق بأمراض القلب والجلطات، خاصة إذا توافرت عوامل خطورة أكثر كالتدخين والبدانة والسكري.
الخضوع لفحص السكري ضروري
فيما أوضح الدكتور أمجد كف الغزال، استشاري الغدد الصماء والسكري والحاصل على البورد الأمريكي، أن مواطني الخليج يعانون بنسبة 25 في المائة داء السكري؛ لذا فإنه من الضرورة الخضوع للفحص بحثا عن ارتفاع مستوى السكر في الدم وتشخيص أي مرض محتمل، خاصة لمن لديهم عوامل الخطورة فحص سكر الدم (في حالة الصيام).
المعدل التراكمي في الدم
ونصح بضرورة قياس معدل السكر التراكمي في الدم، وهو تحليل يعطي صورة أكثر وضوحا لمعدل الارتفاع في نسبة السكر في الدم خلال الأشهر السابقة لإجراء الفحص.
هشاشة العظام
فيما قال الدكتور نصوح السعيدي، استشاري أمراض الروماتيزم والحاصل على البورد الفرنسي: «من المعروف أن مرض هشاشة العظام يعرض المرأة للكسور في العظام، خاصة الحوض والفخذ والفقرات ويمكن الوقاية من هذا المرض عن طريق الغذاء الصحيح الغني بالكالسيوم وبعض العادات الحياتية الأخرى.
ويوصى بفحص النساء بعد سن 65 أو بعد سن 60 لمن لديهم عوامل خطورة أخرى كأخذ دواء الكورتيزون أو توقف الدورة الشهرية المبكر، ويكون الفحص عن طريق جهاز تحديد كثافة العظام LUNER IDXA.
الكشف عن ترقق العظام
مشيرا إلى أن مع تقدم العمر فإن الشخص معرض أكثر للإصابة بهشاشة العظام والكسور، والتشخيص المبكر يساعد الطبيب في إقرار نظام غذائي يساعد على التحكم في كثافة العظام؛ تفاديا للكسور.
الكشف عن أي مشكلات صحية
وأضاف الدكتور نصوح السعيدي: «إن اختبار الكالسيوم يساعد الطبيب في الكشف عن أية مشكلات صحية كامنة تحتاج إلى رعاية ولا تقتصر على العظام فقط، وإنما تتعداها لتشمل القلب والأعصاب والكلى والأسنان».
سرطان الثدي
فيما أوضحت الدكتورة زاهية كمكم، استشارية النساء والولادة، أن سرطان الثدي يعد من أكثر السرطانات انتشارا وفتكا عند النساء، خاصة بعد سن الـ 40، وينصح طبعا بعمل أشعة للثدي mammography، وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذه الأشعة التي تظهر تغيرات أولية لبداية ظهور السرطان، تقلل من فرصة انتشار السرطان أو اكتشافه في مرحلة متأخرة، وتكمن أهميتها في إنقاذ حياة العديد من النساء، كما أثبتت الدراسات.
الأورام السرطانية في الرحم والمبيضين
وأشارت إلى أن السرطان قد يصيب عنق الرحم أو (بطانة) جسم الرحم، وكلاهما يمكن أن يصيبا أي امرأة بالغة غير أن معدلات الإصابة تزداد بشدة بعد عمر الـ 40، كما أن الالتهابات المزمنة بالجهاز التناسلي قد تمهد لمثل تلك الإصابة.
مؤشرات تحذيرية
مؤكدة أن هناك مؤشرات تحذيرية للإصابة، أهمها الإفرازات المهبلية غير العادية، النزف المهبلي غير الدوري، خاصة الذي يعقب الاتصال الجنسي (الجماع). والتشخيص المبكر لمثل تلك الأورام وقبل امتدادها كفيل بعلاج وشفاء كل المصابات بالسرطان المبكر بعنق الرحم، ونحو 75 في المائة من المصابات بسرطان الرحم.
اختبار تشخيصي دقيق
ونصحت الدكتورة زاهية كمكم، بالفحص الدوري، خاصة عند وجود أي مؤشرات تحذيرية وفي بعض الحالات قد يحتاج الطبيب المعالج إلى إجراء فحص مجهري للخلايا المفرزة من بطانة وعنق الرحم، والموجودة في السائل المهبلي الذي يتم التقاطه بمسحة قطنية، وهو اختبار تشخيصي دقيق بنسبة 95 في المائة لسرطان عنق الرحم المبكر، ونحو 40 في المائة لسرطان بطانة الرحم المبكر. ويجمع المختصون على أن إهمال المرأة لأي نزيف غير عادي قد يكلفها الكثير.
#3#
الفحوص الدورية مهمة
أما سرطان المبيض فقالت: «إنه يصيب عشر نساء من بين كل ألف امرأة أمريكية فوق الـ 40، والتشخيص المبكر يكاد يكون الأمل الوحيد في الشفاء، وعلى المرأة الانتباه إلى المؤشرات التحذيرية، التي تشمل أي آلام غير محددة في البطن، النزيف الدموي المهبلي غير المعتاد (خاصة الذي يعقب الحيض)، ومرة أخرى فإن الفحص الدوري بعد الـ 40 هو ضرورة لتوقي هذه المخاطر».
التهابات المسالك البولية والتناسلية
وأضافت استشارية النساء والولادة قائلة: يؤكد الخبراء أن امرأة واحدة من بين ثلاث نساء تعاني الالتهابات لمرة واحدة في حياتها على الأقل، وفي الواقع فإن التركيب التشريحي للمرأة يساعد الميكروبات والجراثيم على الوصول للمثانة البولية وسائر الأجزاء الأخرى. وبعد عمر الـ 40 تزداد احتمالية الإصابة بتلك الالتهابات، خاصة التهاب المثانة البولية، وإهمال تلك الالتهابات قد يؤدي لمضاعفات خطرة.
تعداد كريات الدم ومعدل ترسب الكريات الحمراء
فيما أوضح الدكتور إياد أبو جياب، المتخصص في الطب العام، أن هناك العديد من الفحوص والبرامج الطبية التي تساعد في الوقاية من الأمراض والتنبؤ بها مبكرا، ومنها تعداد كريات الدم ومعدل ترسب الكريات الحمراء يساعد هذا الفحص في نقص الاضطرابات الشائعة وتعد مرجعا مبدئيا لأي تغيرات غير طبيعية مستقبلية، فهو يشمل فحوصا تساعد على كشف أي خلل مثل فقر الدم والعدوى والورم.
فحص الكلى
يساعد في متابعة صحتك الأيضية والعامة والكشف عن أي خلل في الكلى، بما في ذلك من أمراض الكلى المزمنة التي قد تؤدي إلى الفشل الكلوي.
تخطيط القلب الكهربائي
نقص التروية وتضخم القلب وعدم انتظام دقاته مشكلات لا يشعر بها من يعانيها وتخطيط القلب الكهربائي يكشف ذلك مبكرا ليساعد على تفادي أية مضاعفات.
هرمون الغدة الدرقية
يساعد على تشخيص أي فرط أو قصور في نشاط الغدة الدرقية وأمراض الغدة الذاتية المناعة قبل أن تصبح خطرة.
الحد من المضاعفات
ارتفاع حامض اليوريك يؤدي إلى حصى في الكلى أو النقرس أو التهاب المفاصل وعبر الكشف عن المعدلات المرتفعة للحامض في مرحلة مبكرة يستطيع الطبيب أن ينصحك بسبل وقاية للتخفيض من مضاعفاته.
أهمية تطعيمات الإنفلونزا
وأكد الدكتور أبو جياب، أهمية الفحوص الطبية الشاملة حتى بالنسبة للإنسان العادي الذي لا يشتكي من أية أعراض، وأن هناك أمراضا عديدة وخطيرة قد تصيب الشخص دون إنذار مسبق؛ ما يستوجب عمل تلك الفحوص، مشيرا إلى أن أعراضا وأمراضا مثل ضغط الدم وارتفاع نسبة الدهون وتصلب الشرايين والسكري وأورام الثدي والرئة والقولون والتهابات الكبد الفيروسية يمكن تلافيها من خلال إجراء الفحص الطبي الشامل بشكل دوري وعند اكتشافها مبكرا فهذا يساعد على تسهيل علاجها.
توصيات طبية عالمية
وأضاف: «إن التطور الطبي ساعد على تسهيل عملية اكتشاف الأمراض مبكرا جدا، بل قبل وقوعها بسنوات، وذلك يتمثل في أجهزة الأشعة الحديثة شديدة الدقة والتحاليل المخبرية المتطورة سريعة النتائج، كما أن برامج الفحص الطبي يتم تطبيقها وفقا لتوصيات الجمعية الأمريكية للأطباء والفحص الدوري الكندي، وهو يشمل زيارة المريض لمجموعة من الأطباء والاستشاريين في تخصصات الطب العام والأمراض الباطنية وطب العيون وطب الأسنان، إضافة إلى طبيبة النساء والولادة بالنسبة للإناث، كما يتم عمل فحوص تشمل تخطيط القلب وقراءته، قياس التنفس وجهد الرئتين، أشعة الصدر، بجانب عمل فحوص مخبرية وقراءتها من قبل الطبيب العام، وتشمل فحص وظائف الكلى، فحص وظائف الكبد، الكشف عن التهاب الكبد الوبائي الفيروسي بنوعيه B وC، الدهنيات الثلاثية، الكوليسترول، تعداد كريات الدم وصبغة الدم، سرعة ترسب الدم، اختبار الكشف عن مرض السكري، الفحص المجهري للبول والبراز، فحص الدم في البراز، إضافة إلى إمكانية إضافة بعض الفحوص الخاصة في بعض الحالات المرضية الخاصة وفقا لحالته.
مرضى السمنة الأكثر استفادة
وأشار أبو جياب إلى أهمية الفحوص للمصابين بالسمنة، حيث إن المصابين بالسمنة وزيادة الوزن من أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بمرض السكري، حيث وصلت نسبتهم لنحو 80 في المائة من مرضى السكري من النوع الثاني، كما أن قلة النشاط الجسماني المبذول والحياة الخاملة والاقتصار على الأعمال المكتبية تؤدي إلى زيادة التعرض للإصابة، وأيضا العامل الوراثي، كما أن السيدات اللاتي سبقت إصابتهن بسكري الحمل والفتيات المصابات بتكيس المبايض، والتقدم في السن، من الأسباب المهمة للإصابة بالمرض.