«السور الأخضر» يوقف التصحر ويزيد الأمطار في الجزيرة العربية

«السور الأخضر» يوقف التصحر ويزيد الأمطار في الجزيرة العربية

اقترح الاتحاد الإفريقي فكرة مشروع لوقف التصحر والحد من التدهور البيئي، بإعادة تشجير 15 مليون هكتار من الأراضي الجافة، بطول سبعة آلاف كيلو متر وعرض 15 كيلو مترا، تمتد من أقصى الغرب عند حدود سواحل المحيط الأطلسي في السنغال، إلى أقصى الشرق عند حدود جيبوتي على ساحل البحر الأحمر.
وتعود فكرة هذا المشروع الطموح الذي أطلق عليه ''السور الأخضر الكبير''، التي أقرها الاتحاد الإفريقي في 2005، إلى الرئيس النيجيري السابق أو لو سيجون أوباسانجو.
وهذه الفكرة أشبه ما تكون بالمعجزة، نظراً لضخامة المشروع وضعف إمكانيات بعض الدول الإفريقية التي وقعت على هذه الاتفاقية، ولقيت دعماً من صندوق البيئة العالمي والاتحاد الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، لكنها في النهاية فكرة ليست مستحيلة.
ويهدف المشروع إلى وقف التصحر الذي زادت حدته منذ السبعينيات الميلادية الماضية، وأدى إلى حدوث مجاعات، امتصاص ثاني أكسيد الكربون والتخفيف من ظاهرة الاحتباس الحراري، تحسين التربة والحفاظ على التنوع البيولوجي، وخلق فرص استثمارية.
ويتساءل البعض حول إمكانية تطبيق هذه الفكرة في الجزيرة العربية للتخفيف من ظاهرة التصحر.
ويؤكد بعض الخبراء أن هذا المشروع يمكن تطبيقه في الجزيرة العربية، نظراً لإمكانيات دول الخليج الكبيرة ولصغر حجم المشروع مقارنة بالمشروع الإفريقي، حيث إننا في حاجة إلى تشجير خط يمتد من شرق منطقة المدينة المنورة عبر الحافة الشمالية لوادي الرمة حتى شمال مياه الخليج بطول تقريبي 900 كيلو متر فقط، وبعرض المشروع الإفريقي نفسه.
وستكون النتائج المرجوة من هذا المشروع أفضل منها في المشروع الإفريقي لعدة أسباب، منها أن شبه الجزيرة العربية تقع بين ثلاثة بحار تحيط بها من ثلاث جهات استراتيجية جعلتها تتمتع بخصائص مناخية وجغرافية تختلف عن دول إفريقيا، ويمكن الاستفادة من هذه البحار في إقامة المشروع، وجود مصدات للرياح التجارية الجافة التي تصل إلينا من صحراء الشام والعراق المحملة بالغبار، وسيزيد من تدفق الرياح الجنوبية والجنوبية الشرقية الرطبة القادمة من بحر العرب، وهذا ينعكس إيجاباً على ارتفاع معدل هطول الأمطار في أغلب فصول السنة على دول شبه الجزيرة العربية، حيث إن اندفاع الرياح الجافة إلى أعماق شبه الجزيرة العربية يشكل عائقا كبيرا لوصول الرطوبة من بحر العرب، فحلت الكثبان الرملية مكان الغابات والمروج الخضراء في هذه البقعة من العالم.
وسيقلل هذا المشروع من درجات الحرارة التي شهدت ارتفاعا ملحوظا في السنوات الأخيرة فوق دول الخليج، خفض نسبة التبخر التي فاقمت مشكلة الجفاف، وأدت إلى تفكك التربة وارتفاع درجة حرارتها، وهذا بدوره سينعكس إيجاباً على رفع منسوب المياه السطحية والجوفية مع مرور الوقت، وبالتالي نشاط الموارد الزراعية وخلق فرص عمل كبيرة، وازدهار قطاع السياحة.