قادت المصادفة إلى اكتشاف لوحة فسيفساء تعود للفترة البيزنطية القرن السادس الميلادي وذلك خلال حفريات وأعمال مشروع الصرف الصحي في بلدة كفرنبودة في محافظة حماة.

وأشار عبد القادر فرزات رئيس دائرة آثار حماة إلى أن اللوحة تحمل أشكالا وزخارف هندسية متعددة وهي بطول 375 سم وعرض 120 سم تقريباً وارتفاع نحو 20 سم موضحاً أن دائرة آثار حماة ستواصل أعمال التنقيب والكشف في الموقع الذي تم العثور فيه على اللوحة لكشف المزيد من اللقى والمباني والأشكال الأثرية. من جهته أوضح نادر لدعة رئيس شعبة آثار أفاميا أن اللوحة تتضمن رسوماً على شكل مربعات كل خمسة منها تتوضع فوق بعضها بصورة عمودية والصف الأول منها يتركز بالجهة الشرقية ويظهر بشكل كامل في حين لحق الصف الثاني من المربعات وعددها خمسة تخريب وتشويه جزئي.

ولفت لدعة إلى أنه يتوسط هذه المربعات ضمن اللوحة التي يطغى عليها اللونان الأبيض والرمادي فقط رسم على شكل صليب بقطر 1 ضرب 1 سم وهي محاطة بإطار مؤلف من خطين وبداخله شريط هندسي على شكل مثلثات مشيرا إلى أن ما يميز اللوحة الدقة والإتقان في تصميمها والحجم الصغير للحصى التي تكونها ما يدل على براعة الفنان الذي صنعها قديماً والمستوى الفني السوري الرائد الذي وصل إليه تصميم هكذا لوحات خلال تلك الحقبة التاريخية.

يشار إلى أن محافظة حماة تزخر بأهم اللوحات الفسيفسائية في سورية وتضم أكثر من 50 بالمئة من هذه اللوحات المكتشفة أبرزها لوحة طيبة الإمام التى يعود تاريخها إلى242 ميلادية وتزيد مساحتها على 600 متر مربع ولوحة المريمين العازفات الموجودة في متحف حماة الوطني وهي بطول 25ر4 أمتار وعرض 37ر5 أمتار بالإضافة إلى لوحتي سقراط والوعل في متحف فسيفساء أفاميا وهما غاية في الجمال والروعة وعليهما رسومات وأشكال تعكس موضوعات إنسانية وحياتية متنوعة.