ميزانية تنمية الإنسان
جاءت ميزانية الخير لهذا العام ـ ولله الحمد ـ بأرقامها القياسية وموجوداتها الضخمة لتعبر عن متانة اقتصادنا الوطني وقوته، وأن مما يميز هذه الميزانية اتسامها بالشمولية التي وضعت نصب عينيها احتياجات المواطن الرئيسة، بحيث صارت هي محور المخصصات التي جسدت رؤية القيادة الحكيمة في توزيع الإنفاق بين كافة القطاعات بهدف استدامة مسيرة التنمية الوطنية بصورة متوازنة وبشكل يؤكد نجاح الإدارة الاقتصادية والمالية للبلاد. كما تأتي هذه الميزانية غير المسبوقة في نطاق السياسة المالية المتزنة التي جنبت البلاد ـ ولله الحمد ـ عثرات الأزمة الاقتصادية العالمية ومخاطرها التي زلزلت اقتصادات عديد من دول العالم.
وبالنظر إلى برامج واعتمادات الميزانية الجديدة تدرك أن المملكة مستمرة في نهجها الإصلاحي الذي يغطي كافة المناشط التنموية ويعزز أداء القطاعات الأساسية والخدمية ويحسن المناخ الاستثماري ليكون الإنفاق العام وعاء يسهم في توجيه الموارد إلى حيث يمكن تحقيق أقصى درجات المنفعة في المجالات الصحية والتعليمية والزراعية والخدمية. لقد جاءت هذه الميزانية لتؤكد مجددا أن المواطن هو الرقم الصعب وهو الرقم الأول والهم الأهم في منظور قيادة هذا الوطن الرشيدة التي تحرص على بذل الغالي والنفيس للارتقاء بإنسان هذا الوطن والاهتمام به حيثما كان موقعه على خريطة هذه البلاد المباركة.
وفيما يخص الهيئة العامة للغذاء والدواء فقد جاءت الميزانية باعتماداتها متنامية في صعودها ومحققة لكل التطلعات المأمولة والمنتظرة من هذه الهيئة التي تسعى لتوفر أكبر قدر ممكن من مأمونية وسلامة غذاء الإنسان ودوائه في المملكة العربية السعودية. وتأتي الاعتمادات المالية المخصصة لهيئة الغذاء والدواء لتعبر بحق عن حرص الدولة ـ رعاها الله ـ على صحة المواطن والمقيم على حد سواء. ومن المعروف أن عمل الهيئة في مجمله وقائي يرصد الأخطاء والتجاوزات ويسعى للحيلولة دون وقوعها كلما أمكن ذلك، والدولة حريصة كل الحرص على ذلك انطلاقا من قناعتها بأن الوقاية خير من العلاج.
إن هذه الميزانية المباركة وكل ميزانية خير لتضع على كواهلنا نحن المواطنين والمسؤولين مسؤولية أن نتعاضد ونتشارك في فريق واحد يسهم في قيادة مسيرة التنمية المستدامة والمباركة لهذا الوطن المبارك بما يضمن استمرار الرغد وبحبوحة العيش، وأن نوالي شكر الله تعالى على أن رزقنا من فضله قيادة راشدة استطاعت أن تستثمر ينابيع الخير بما يعود بالنفع العميم على هذا الوطن وقاطنيه بشكل خلق لهذه البلاد مكانتها الدولية الرفيعة في كافة الجوانب السياسية والاقتصادية، وكما قال تعالى: "ولئن شكرتم لأزيدنكم"، فاللهم زد وبارك، والحمد لله رب العالمين.