عندما كشف الستار عن إنشاء نظام الرصد الالكتروني للمخالفات المرورية المسمى بـ " ساهر" استبشرت خيراً من هذا النظام الذي سيحاول أن يجعل من قيادة السيارات داخل المملكة العربية السعودية أمر منظم ومقيد بالقواعد المرورية التي تحافظ على الأرواح والممتلكات , ولكن كنت أتوقع أن يأخذ تطبيق النظام فترة طويلة حالة كحال المشاريع التي تعلن على الورق وتأخذ فترة طويلة وهي حبيسة الإدراج وعلى الورق إلى أن تمر عليها بضع سنوات وترى النور ويتم تنفيذها بشكل باهت ومتهالك , ولكن مع ساهر كان الوضع مختلف تماماً فقد رأينا سرعة انجاز وتنفيذ بشكل احترافي في الرصد فتم في فترة قصيرة بدأ النظام حتى من دون فترة توعية أو تجربة مسبقة .. فانتشرت سيارات متنقلة تحمل الكاميرات في شتى شوارع المدن الكبرى بدت من الرياض وبعد ذلك مكة المكرمة وجدة وبعد ذلك المنطقة الشرقية , وكانت هذه السيارات تعمل كصندوق لجمع الأموال فأصبحت تختبئ وراء الأشجار و صناديق النفايات وغيره من الأماكن التي تكون بعيده عن الأعين وذلك لرصد المخالفات من دون توعية ولا حتى اخذ بالاعتبار هامش اختلاف السرعات في عداد السيارة , أي أن أي تجاوز للسرعة المحددة بـ 5 أو 6 كيلو متر يتم رصد مخالفة بمبلغ 300 ريال وإذا كان أكثر من 25 كيلو متر تكون المخالفة 500 قابلة للزيادة إلى الضعف تقريبــاً ولا ادري هل الزيادة إلى الضـعف هو نوع من التوعية أو كسـب المزيد من المال !!
وحقيقة ما اثأر اندهاشي هو استخدام التقنية بشكل احترافي فعند رصد أي مخالفة على شخص معين يتم إبلاغه برسالة في مدة لا تتجاوز 3 أيام وكذلك تم ربط نظام المخالفات بالمعاملات الحكومية الأساسية فلا تستطيع تجديد جواز سفر أو استخراج فيزه أو غيرة إلا بعد سداد ما عليك من مخالفات مرورية , وعلى النقيض تماماً عندما تريد تجديد بطاقة الأحوال المدنية يقال لك راجعنا بعد أسبوعين !!
نحن كمواطنين نحلم ونريد أن نرتقي بتصرفاتنا وجميع أمورنا ولكن ليس بهذه الطريقة فالجميع استسلام إلى تحمل الأعباء المالية المترتبة على ساهر من غير الالتزام بالقواعد المرورية التي هي الهدف المنشود في الأساس من أنشاء نظام ساهر وكذلك نريد استخدام التقنية والاستفادة من السرعة والدقة في التنفيذ كما تم استخدامها في ربط ساهر بالمعاملات الحكومية .
