فقراء في غرفة الأخبار

وزراء الشؤون الاجتماعية العرب ناقشوا الأسبوع الماضي تفعيل ''الاستراتيجية العربية لخفض الفقر''، طبعا لا تعليق لدي على الاجتماع العروبي ولا على الاستراتيجية العروبية أيضا، على الأقل لأن اسم الجامعة العربية يدفعنا إلى خطوط السياسة الحمراء.. لكن المناسبة فرصة لنستعرض أخبار الفقر والفقراء في بلادنا.
الصحف المحلية حفلت خلال الأسبوع بعدة أخبار عن هذه الظاهرة، كان من أبرزها حوار المستشار أحمد الحمدان رئيس مركز المسؤولية الاجتماعية في غرفة جدة في الزميلة ''الشرق الأوسط''، وتساءل فيه عن خطط معالجة الفقر التي أقرت واعتمد لها عشرة مليارات ريال، حيث تساءل عن دور وزارة الشؤون الاجتماعية في هذا الموضوع وعن الخطط المرسومة لذلك، وأن هناك كثيرا من الأسئلة التي تبحث عن إجابات، وقال صراحة: ''الدولة لم تقصر بشأن مكافحة الفقر في ظل اعتماد عشرة مليارات ريال لذلك، غير أن القيادة العليا لن تنزل الميدان لتنفذ، وهو ما يفترض على الجهات التنفيذية العمل عليه والإعداد له''.
جمعية إبصار في جدة من جانبها أصدرت تقريرا نُشر في ''الاقتصادية'' كشفت فيه عن تزايد حالات الفقر في جدة للفئة التي تخدمها وتردي الوضع الاجتماعي والاقتصادي لهم، وحاجتهم إلى السلال الغذائية والمعونات العاجلة والأدوية الطبية .. أين في جدة؟
وزارة الشؤون الاجتماعية من جانبها يبدو أنها أرادت أن تحتفي بالمناسبة الغالية (اجتماع العروبي القاهري) فأعلنت أنها ضمت أكثر من 14 ألف حالة جديدة إلى الضمان الاجتماعي ليتجاوز الرقم خلال عام واحد 100 ألف حالة (أفراد وأسر) .. الخبر جاء في سياق إعلان الوزارة المتكرر والممل عن قيمة المساعدات الشهرية لمستحقي الزكاة.
قبل هذه الأخبار المنوعة، كان الناشط في الشأن الاجتماعي الدكتور عبد الله الخراشي قد صدم حضور أحدية الأديب راشد المبارك بورقة عمل محزنة عن أوضاع الفقراء، صب فيها خبرته في استنطاق الأرقام ومحاكاة الواقع وعرض تجارب لا تحتمل التأويل. أختم بعبارة تردد دائما تقول إن ''الأفكار على قارعة الطريق'' تعبيرا عن كثرة الأفكار التي تحتاج فقط إلى من يستثمرها وليس رؤيتها، وأقول إن ''الفقر على قارعة الطريق'' لا يحتاج إلى كثير من العناء لاكتشافه ولكن إلى علاجه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي