اختتم قادة الخليج اجتماعهم الحادي والثلاثين في أبو ظبي يوم الثلاثاء الماضي .. وحيث إن ما فوق الثلاثين هو سن النضج الحقيقي .. فإن مجلس التعاون الخليجي قد ظهرت عليه علامات العمل الجدي، وأدرك الزعماء بشكل أكبر أن القوة في تعاونهم.. وأن شعوبهم أغلى من البترول .. وأقوى من الحلفاء .. لذا فإن التركيز في المرحلة القادمة سيكون على بناء الداخل الخليجي في جميع المجالات .. خاصة أن الإمكانات المادية والتقنية والبشرية لهذا البناء قد توافرت لدى دول المجلس إذا اجتمعت في كيان واحد حقيقي .. واستثمرت نجاحاتها جميعاً لصالح شعوبها واقتصادها الموحد .. فاستضافة قطر ـــ على سبيل المثال ـــ كأس العالم 2022م، التي لم تكن مفاجئة نظراً للمهنية العالية التي أديرت بها عملية السعي للفوز بهذا الحدث العالمي الضخم ستكون خيراً لكل دول المنطقة وشركاتها ومصارفها إذا أعطيت الأولوية لها بعد تأهلها بشكل جيد ودمجها في كيانات قوية وقادرة على المنافسة .. وخبرة دولة مثل السعودية في إدارة الأموال وتوجيه الفوائض إلى بناء المرافق العامة ومشاريع البنية التحتية الضخمة ستكون مفيدة لجميع دول المجلس، وبالذات تلك التي ركزت خلال السنوات الماضية على الاستثمار الخارجي فقط، ولم تعط اهتماماً للبنية التحتية الداخلية وبناء الجامعات والمستشفيات والطرق والمطارات كما فعلت السعودية .. وتطوير دولة مثل الإمارات للمرافق الخدمية والسياحية فيها سيفيد دول المجلس الأخرى لإعداد بنية سياحية صحيحة لاستيعاب الأعداد الهائلة من مواطنيها الذين يسافرون إلى أوروبا وأمريكا في كل عام بهدف السياحة لنقص مرافق السياحة في بلدانهم.
وهكذا فإن في كل دولة خليجية نقطة قوة وخبرة يجب أن تستفيد منها الدول الأخرى في ذلك التجمع المتجانس.
وأخيراً: قيادات دول الخليج حريصة على دفع عجلة التقدم والتنمية وإزالة الحواجز بين دول المجلس بشكل سريع .. لكن المشكلة تكمن في فجوة بين تطلعات القادة وتمنيات الشعوب من جهة، وتأخر بعض الأجهزة التنفيذية في تنفيذ القرارات المهمة من جهة أخرى، والشواهد على ذلك كثيرة .. وفي الاجتماع الأخير اتخذت عدة قرارات يتطلع المواطن الخليجي إلى تنفيذها بنفس الاهتمام والحس الوطني الذي عكسه تفاعل الملك عبد الله بن عبد العزيز، من مشفاه في مكان بعيد مع المجتمعين في أبو ظبي عبر رسالته المؤثرة.
"أرامكو" .. وتحري الدقة!!
أشكر مدير العلاقات العامة في شركة أرامكو على نصائحه لي بأن (أتحرى الدقة وأن أتأكد من صحة المعلومات قبل النشر)، وذلك في ختام رده على مقالي حول الجهود المشكورة لشركة أرامكو السعودية وحرصها على تشجيع موظفيها "غير السعوديين" على تسلق أعلى قمم العالم ..!!
وبعد إطلاعي على الإيضاح المنشور من الزميل خالد السليمان في جريدة "عكاظ" يوم الثلاثاء الماضي .. أتساءل: مَن الذي يجب أن يتحرّى الدقة، وأن يتأكد من صحة المعلومات قبل توجيه النصائح للآخرين من غرفة زجاجية في مبنى زجاجي؟!
