على قدر أهل العزم تأتي العزائم

ـــ تأهل صقورنا الخضر إلى نهائي دورة كأس الخليج المقامة حاليا في اليمن رغم بُعدهم عن الترشيحات من النقاد الرياضيين الذين انتقدوا التشكيلة المكونة من نجوم دوري زين البارزين، ورغم قصر فترة الإعداد والانتقادات التي طالت المعسكر والمدرب بيسيرو من الجميع، وأنا العبد الفقير إلى الله منهم، إلا أن نجومنا كانوا رجالا في الملعب وأثبتوا أنهم لا يقلون لا بالمستوى ولا بالمهارة عن النجوم والأسماء الكبيرة الغائبة أو المغيَّبة عن تلك الدورة، وعوضوا نقص الخبرة الدولية بالحماس والروح والكفاح والعزيمة داخل الملعب.
لقد ملأ هؤلاء الأبطال القلوب فرحا، وأثبتوا للقاصي والداني أن كل من يرتدي القميص الأخضر هو أهل لذلك، بغض النظر عن أية ظروف تواجهه، فمن القائد الموهوب محمد الشلهوب، مرورا بالحارس العملاق عساف القرني والرهيب راشد الرهيب ومشعل السعيد والبطل أسامة المولد والشجاع محمد عيد والمتكامل كامل الموسى والنحلة إبراهيم غالب والسد المنيع عبد اللطيف الغنام والمقاتل أحمد عباس والفنان عبد العزيز الدوسري والبلدوزر ريان بلال والنمر سلطان النمري والرائع مهند عسيري، إلى جميع من يمثل أبطالنا, نقول لكم بيض الله وجيهكم ونحن بشوق لاستقبالكم وأنتم تحملون الكأس الغالية.
ـــ وأخيرا فازت قطر بشرف تنظيم كأس العالم سنة 2022 بعد جهد جبار من القائمين على الملف القطري الذين قدموا عرضا متكاملا مدروسا من جميع الجوانب، ولم يتركوا صغيرة ولا كبيرة إلا وغطوها، وصاحب ذلك جولات تسويقية لكل الدول المشاركة في التصويت، وخاطبوا العالم بلغاتهم ولم يركزوا على نقاط القوة لديهم كما فعل الآخرون، فالجميع يعرف أن قوة دولة قطر تكمن في توفر المال والطموح، ولكن القائمين على الملف القطري ركزوا على نقاط الضعف لديهم وخطتهم للتغلب عليها كما حدث في التغلب على درجات الحرارة العالية، وكيف استعدوا لذلك بالتكييف الصديق للبيئة عن طريق استخدام الطاقة الشمسية في الملاعب الحديثة التي ستنشأ، حيث كان الشيخ محمد بن حمد آل ثاني مبهرا في طريقة تقديم العرض القطري بثلاث لغات، وكان تواجد أمير قطر والشيخة موزة المسند مهما جدا لدعم الملف القطري. لقد أثبت القطريون أنه عندما يتوافر الفكر والرؤية والطموح والحماس إلى جانب المقدرة المالية فلا يوجد مستحيل بعد توفيق الله، وكما قال الشاعر "على قدر أهل العزم تأتي العزائم ... وتأتي على قدر الكرام المكارم".
لقد كان يوما تاريخيا لقطر ولجميع العرب ودول العالم الأقل تحضرا عندما فازت دولة قطر الصغيرة في مساحتها والكبيرة في طموحها بشرف التنظيم، وتغلبت على دول تفوقها مساحة وسكانا، بل أموالا، كأمريكا وإسبانيا والبرتغال وغيرها.. مبروك لقطر ولنا ولكل العرب بهذا الإنجاز الكبير، والفوز بالترشيح هو الخطوة الأولى وستتبعه خطوات أهم لتنفيذ ما جاء في الملف، وكلنا ثقة بأهل قطر في تنفيذه.
ـــ لا أعلم لماذا لم يتم إقامة معسكر إعدادي لمنتخبنا الأولمبي خلال فترة التوقف الحالية، والذي تنتظره مشاركات مهمة بعد أشهر قليلة، في حين أن أغلب الفرق المنافسة خرجت للتو من بطولة قوية وهي بطولة الألعاب الآسيوية التي فازت بها اليابان, لا أعلم ما الحكمة من تواجد مدرب المنتخب الأولمبي في اليمن مع مدرب المنتخب الأول خوزيه بيسيرو؟ أفيدونا أفادكم الله.
ـــ عندما تستمع إلى الأمير تركي بن خالد المبتعد عن الوسط الرياضي يأسرك بالثقافة العالية والرؤية الواضحة وطريقة التفكير المنطقية والهدوء في الطرح, فعلا افتقدك الوسط الرياضي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي