دورة الخليج .. «اللي ما له أول ما له تالي»

أصابتني الغبطة وأنا أشاهد نجوم ومواهب المنتخب الكويتي وهي تحاصر منتخبنا السعودي في نصف ملعبه.. والنجم المقبل بسرعة الصاروخ فهد العنزي وهو يسرح ويمرح في خطوطنا الخلفية، ولولا توفيق الله ثم سوء حظ النجم الآخر صاحب البنية الجسمانية المثالية صاحب العشرين ربيعا رأس حربة المنتخب الكويتي يوسف ناصر لكان مرمى منتخبنا تلقى عديدا من الأهداف.. ولكن ربنا ستر.
هل يعقل أن حارس مرمى المنتخب الكويتي لم يمسك أو يتصدى لأي كرة من أقدام لاعبي منتخبنا السعودي؟ هل يعقل أن لاعبي المنتخب الكويتي تفوقوا علينا في كل شيء.. المهارات، والتسديد والتمريرات والضغط على حامل الكرة؟ كل ذلك يقودني إلى القول إن الكرة السعودية محلك سر، في حين يتقدم كثيرون عنا حتى تجاوزونا, وما زلنا نصدق كذبة أفضل دوري عربي!
ألم يكن حري بمدربنا العبقري خوزيه بيسيرو أن يكتفي بمعسكر داخلي للاعبين المشاركين في دورة الخليج على ملاعب نادي النصر المشابهة لملاعب اليمن ذات النجيل الصناعي بدلا من المعسكر الترفيهي في دبي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع! لقد رأينا لاعبي المنتخب وتمريراتهم المقطوعة، من جراء عدم تعودهم على أرضية الملعب.
كل ذلك يعود إلى تخبط بيسيرو الذي سيقودنا إلى الهاوية لا محالة لو كانت هذه خططه وتفكيره!
دورة الخليج العربي لكرة القدم وجدت لتستمر, كيف لا وهي من نتاج رائد الفكر العربي الشاعر الفنان الإنسان الذي خرج بعد صمت كبير في برنامج "إرسال" في القناة الرياضية، تحدث وأبدع وألجم الكثير من أعداء النجاح والمتعة والمتنكرين لفضل دورة الخليج ـــ بعد الله ــــ في تطور الرياضة في دول الخليج، فهي التي أوجدت وما زالت توجد النجوم، وهي التي حفزت وتحفز الدول لإقامة المنشآت الرياضية وغيرها، وهي التي أظهرت وتظهر الكفاءات الإدارية والكوادر الصحفية والإعلامية، وما زالت تتسابق القنوات الفضائية للحصول على الحقوق الحصرية للنقل التلفزيوني، وتتنافس كل المحطات الخليجية وغيرها في برامج التغطية والحوارية واستقطاب المحللين الفنيين، ودفع المبالغ الكبيرة في حشد الإمكانات الفنية والبشرية, كل ذلك لم يأت من فراغ بل لأهمية تلك البطولة في كافة الجوانب الرياضية والسياسية وعلاقات شعوب المنطقة, ألا يكفي كل ما سبق ذكره لإسكات كل من يطالب بإلغاء دورة الخليج، بحجة عدم الحاجة إليها والتعالي على أهدافها؟ صحيح "اللي ما له أول ما له تالي".
عادت قضايا المنشطات والمتنشطين إلى الظهور على السطح من جديد بعد الأخبار التي تواترت عن ثبوت تعاطي لاعب الهلال الجديد القديم فيصل الجمعان مواد محظورة في آخر عينة أخذت من اللاعب, السؤال هنا: أين دور إدارات الأندية المحترفة في تثقيف لاعبيها وتبيان المواد التي تنطوي تحت قائمة الممنوعات, أم الاحتراف فقط في الظهور الإعلامي والكلام المنمق؟ من يحفظ حقوق الهلال ويعيد له الأموال التي أنفقها في سبيل انتقاله إليه؟ مجرد تساؤلات لا أكثر.
حفظ فرسان السعودية ماء الوجه للرياضة السعودية من خلال تحقيقهم الميداليات الذهبية هم وبعض زملائهم في ألعاب القوى بعد الوجود المخجل لبعض الفرق التي تلقت هزائم لا تليق بمكانة السعودية كهزيمة منتخب كرة الماء 21/2 وهزيمة فريق كرة اليد 41/19 أمام كوريا الجنوبية على سبيل المثال لا الحصر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي