وسطاء الزواج وتلافي خطر العنوسة

نحن للأسف الشديد مازلنا نقف حتى الآن مكتوفي الأيدي أمام ظاهرتي الطلاق والعنوسة اللتين تتزايد الإحصائيات الخاصة بهما في مجتمعنا وهو خطر كبير يهدد المجتمع، والظاهرتان متلازمتان، والحديث عن إحداهما لا يقل أهمية عن الأخرى وإن كانت ظاهرة العنوسة أصبحت أكثر خطورة على المجتمع بحسب أكثر الإحصائيات ومنها الرسمية التي تصدر من الجهات ذات العلاقة، حيث أكدت إحدى هذه الإحصائيات أن ظاهرة العنوسة امتدت لتشمل نحو ثلث الفتيات السعوديات في سن الزواج, وأن عدد الفتيات اللاتي لم يتزوجن أو تجاوزن سن الزواج اجتماعيًا ـ وهو 30 عامًا ـ يتزايد ولابد من معالجة لها داخل المجتمع السعودي ولعل وزارة الشؤون الاجتماعية والتي لها اهتمام كبير بهذا الجانب أن تسهم في تفعيل دور الغيورين الذين يقومون بأدوار وسطاء الخير بين الأسر والراغبين في الزواج لتقليل هذه النسبة الكبيرة من العانسات، ولو كان هناك ملتقى فقط للعاملين في هذا المجال كوسطاء خير من الموثوقين في المجتمع الذين يعملون بشكل فردي، على أن تكون لذلك ضوابط وألا يفتح الباب على مصراعيه، ومن وجهة نظري أن تنظيم ملتقيات لذلك مهم جدا، من أجل تلاقح الأفكار في هذه الظواهر المزعجة وأعني بها العنوسة والطلاق، ومثل هؤلاء بإمكانهم المساهمة في التخفيف من واقع العنوسة تحديدا من واقع تجاربهم، وكذلك محاولة رأب الصدع بالنسبة للطلاق، وبعض هؤلاء الوسطاء لديهم مواقع على الإنترنت يدخلها الآلاف من الجنسين، وبعضها قد يكون مسهما في حل مثل هذه المشكلات لكن الغموض يشوب بعضها وهي غير الموثوقة، لذا فإنه عندما يكون الأمر متاحا أمام هؤلاء الوسطاء، فإني أتوقع - بمشيئة الله - أن يسهم ذلك في التقليل من نسبة العنوسة ومن ظاهرة الطلاق، ونأمل - إن شاء الله - أن تكون لذلك ثمار قريبة، كما أني أرى أنه لا يمكن إغفال دور المكاتب الخيرية لمساعدة الشباب الراغبين في الزواج من المشاركة، ولاسيما وأنها تأخذ صفة الرسمية ولها تجربة ثرية، ولها جهود لا يمكن إنكارها، حيث إن لدى بعض هذه المكاتب مستشارين أسريين أسهموا في حل كثير من المشكلات التي تعرض عليهم، لذلك أكرر أهمية الاستفادة من الجميع ولاسيما وسطاء الخير الذين يعملون منذ سنوات في هذا المجال، ولهم جهود كبيرة، وهذا الدور يمكن أن تقوم به - كما ذكرت مسبقا - وزارة الشؤون الاجتماعية كجهة معنية بالقضايا والأمور الاجتماعية، وما أجمل أن يكون هناك المتخصصون والعاملون في الميدان معا، ومتى وجدوا مظلة رسمية فإن عملهم سيكون أكثر نفعا - بإذن الله -فقط نحن بحاجة ماسة لتضافر الجهود والعمل على علاج هذه المشكلة، ولعلي لازلت أتذكر قول طبيبة خذوا شهادتي وأعطوني زوجا، حيث فاتها قطار عمر بسبب رفض والدها زواجها، وهذه القصة من عشرات القصص التي تتحدث عن مشكلات تعترض حياة الكثير من الفتيات والنساء ولك أن تتخيل عزيزي امرأة الآن مقعدة بلا زواج بسبب رفض أخوانها كل من يتقدم لخطبتها مما جعلها تعيش الآن وهي متألمة لعدم زواجها بسبب رفض ولي أمرها، والمطلوب أن يحرص أولياء الأمور على زواج بناتهم أو أخواتهن بدلا من فوات فرصة الزواج والإنجاب، إنها مأساة فهل من مجيب لمثل هذه الحالات المنتشرة في المجتمع نسأل الله أن يفرج هم العوانس ويرزقهن الأزواج الطيبين إنه ولي ذلك والقادر عليه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي