لا حديث للمجالس هذه الأيام إلا عن نجاح موسم حج هذا العام .. تنظيماً وسهولة ويسرا .. وإن شابته بعض الشوائب مثل استمرار ظاهرة الافتراش وتزييف تصاريح الحج من الداخل، حيث ذكر مصدر رسمي .. أن عدد التصاريح التي ضبطت مزيفة كان كبيراً. وهذا يدل على يقظة رجال الأمن وحرصهم .. لكنه من جانب آخر يدل على خلل في التقنية التي تصدر بها تلك التصاريح .. مما يجعلها قابلة للتزييف .. وربما لو اتبعت تقنية حديثة لتعذر تزييفها.
أعود إلى موسم الحج لأقول إن السبب الرئيسي لنجاحه الذي لقي الإشادة محلياً وإسلامياً وعالمياً، حيث تمت إدارة تلك الحشود الهائلة بكفاءة عالية هو بعد (توفيق الله) توحيد الإدارة تحت إشراف القوي الأمين نايف بن عبد العزيز رئيس لجنة الحج العليا .. ثم التنسيق المحكم بين كافة الأجهزة العاملة في خدمة الحجاج من قبل تلك القيادة القوية وهذا ما ينقصنا في معالجة قضايانا الوطنية، حيث لا تنسيق بين الجهات ذات العلاقة التي تعمل كالجزر المعزولة عن بعضها .. ومن هنا، فإن نجاح موسم الحج لهذا العام بهذا الشكل الذي يدعو للفخر يؤشر إلى إمكانية الأخذ بالإدارة والتنسيق الذي حقق ذلك النجاح كنموذج يحتذى في معالجة كافة قضايانا الوطنية المعلقة مثل مكافحة الفساد المالي والإداري ومعالجة مشكلة الفقر والبطالة وعمل المرأة والغش التجاري والتسول والعمالة الأجنبية النسائية وغيرها من القضايا، بحيث يشكل لكل قضية فريق عمل من مختلف الجهات ذات العلاقة برئاسة مسؤول قوي أمين لا يخشى في الحق لومة لائم .. ويأمر بالتنسيق القوي بحيث تتحدث الجهات الحكومية مع بعضها بإيجابية بدل رمي المسؤولية من جهة إلى أخرى كما هي الحال في مكافحة الغش التجاري الذي يطغى على 80 في المائة من البضائع الرائجة في أسواقنا .. كما أن مثال الفشل في حل مشكلة البطالة وإيجاد فرص حقيقية لعمل المرأة لا يقل عنه في مجال الغش التجاري .. فالحلول جزئية ناقصة .. ومثيرة للجدل والانقسام ولذا فإن ضررها أكبر من نفعها!!
وأخيراً: نجاح موسم الحج أعطانا جميعاً الثقة بأن الإدارة القوية موجودة في بلادنا وقادرة على حل المعضلات .. والمؤمل أن نرى نماذج أخرى من النجاح إذا أوجدت فرق عمل قوية والتنسيق بين كافة الجهات ووضع جدول زمني دقيق تراجع بعده النتائج وتعرض في مختلف وسائل الإعلام ليشارك المواطن برأيه ويقدم الشكر لمن يستحقه عند تحقيق النتائج في الوقت المحدد.
حقوق الوالدين .. يا وزارة التربية!!
شيء جميل أن تقرر وزارة التربية والتعليم تدريس مادة عن حقوق الإنسان .. لكن الأجمل أن تكون هناك مادة عن " حقوق الوالدين " في وقت ضعف فيه احترام الأبناء للوالدين .. حتى إن أحدهم يقول: هل تصدق أن ابني لا يدعوني إلا بلقب "شايب"؟!
إن الشريعة الإسلامية مصدر خصب لإعداد مواد قيمة عن حقوق الوالدين .. وحقوق الإنسان التي نأمل ألا تكون مادتها المقترحة مستمدة من ثقافات غربية بعيدة عنا ولا تصل إلى مستوى ما في الدين الإسلامي من احترام حقيقي لحقوق الإنسان.
