الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

السبت, 15 نوفمبر 2025 | 24 جُمَادَى الْأُولَى 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين9.58
(-0.21%) -0.02
مجموعة تداول السعودية القابضة190.3
(-0.78%) -1.50
الشركة التعاونية للتأمين132
(-0.38%) -0.50
شركة الخدمات التجارية العربية107.1
(2.98%) 3.10
شركة دراية المالية5.64
(-0.18%) -0.01
شركة اليمامة للحديد والصلب37.74
(1.02%) 0.38
البنك العربي الوطني22.41
(-1.28%) -0.29
شركة موبي الصناعية11.3
(-4.24%) -0.50
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة33.3
(-0.12%) -0.04
شركة إتحاد مصانع الأسلاك22.8
(-2.15%) -0.50
بنك البلاد28.08
(-1.13%) -0.32
شركة أملاك العالمية للتمويل12.65
(-1.09%) -0.14
شركة المنجم للأغذية55
(-1.96%) -1.10
صندوق البلاد للأسهم الصينية12.62
(1.28%) 0.16
الشركة السعودية للصناعات الأساسية56.9
(-1.56%) -0.90
شركة سابك للمغذيات الزراعية119.6
(-0.50%) -0.60
شركة الحمادي القابضة30.42
(-1.30%) -0.40
شركة الوطنية للتأمين14.1
(-1.33%) -0.19
أرامكو السعودية25.86
(-0.39%) -0.10
شركة الأميانت العربية السعودية18.66
(-2.30%) -0.44
البنك الأهلي السعودي38.3
(-1.44%) -0.56
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات31.66
(-0.57%) -0.18

مع تطور الحياة وإعتماد الكثير على الوسائل الحديثة في حياتهم ، انحسرت كثير من الصناعات البدائية التي كانت توفر لهم الأدوات اللازمة لتسيير الحياة رغم بساطتها في ذلك الزمان الجميل ، ولم يعد اليوم لهذه الصناعات البدائية مكان إلى في ذاكرة التراث والمحافظة عليه ليس إلا ، غير أن بعض المناطق في المملكة ما زالت تبقي على هذه الصناعات ، تنتجها بشكل محدود ، ربما من باب المحافظة عليها وتعليمها للأجيال القادمة كإرث يجب المحافظة عليه ، ومن تلك الصناعات والحرف ، صناعة الفخار التي اشتهرت بها منطقة الأحساء منذ آلاف السنين ولا زالت حتى يومنا الحاضر ، إلى جانب العديد من الحرف والصناعات التقليدية الشعبية والتراثية الأخرى .

وتعد صناعة الفخار من الحرف التقليدية التي اهتم بها أبناء الأحساء منذ القدم ولازالوا متمسكين بها حتى وقتنا الحاضر ، لا سيما وأنهم توارثوها أباً عن جد ، إلى جانب توفر المادة الخام الصالحة لهذه الصناعة التي أنتجت منها العديد من الأشياء التي كانت تلبي احتياج ورغبات الناس في ذلك الوقت كأواني طهي الطعام ، وأدوات حفظ المياه كالمصاخن ، والحب ، والزير وغيرها ، كما أنه مازالت هذه الصناعة والحرفة التراثية موجودة في مناطق كثيرة من دول الخليج بشكل عام ، ولكنها تتركز في الأحساء بشكل خاص ، وتحديدًا في قرية القارة والتي تبعد عن مدينة الهفوف حوالي 15كم .

ويوجد هناك أسرة الغراش التي اشتهرت بهذه الحرفة التراثية واقترن اسمها بها ، وتوارثت هذه الأسرة هذه الحرفة بحيث الأب يعلم أبنائه ، الذين لا زالوا يسيرون على خطى الآباء ويقومون بممارسة ومزاولة هذه الحرفة يومياً داخل المصنع المتاخم لجبل القاره من ناحيته الغربية ، ويؤمه الكثير من الزوار والسياح المواطنين والأجانب ، على مدى أيام الأسبوع ، ويتزايدون بشكل كبير يومي الخميس والجمعة ، ويأتون من داخل المملكة ودول الخليج العربي .

ويعد الطين المادة الرئيسية المستخدمة في هذه الصناعة البدائية ، ويختلف بحسب المنطقة التي يجلب منها لإستخدامه في صناعة الفخاريات ، فالطين المستخدم في الأحساء يتم جلبه من الجبل المحاذي للمصنع وله ثلاثة أنواع ؛ الأحمر والأخضر والأصفر ، ويتم خلط هذه الأنواع مع بعضها البعض وبنسب معينة لتكوين العجينة المطلوبة في هذه الصناعة ، كما أن العمل بهذه العجينة الطينية له ثلاث طرق ، تتمثل الأولى في التشكيل عن طريق عمل نماذج مفردة كل قطعة تعمل باليد على حدة ، في حين تتمثل الثانية في استخدام القوالب لكل آنية قالب تصب فيه العجينة وترفع من القالب بعد حرقه بالنار وإخراجه من الفرن ، وتتمثل الثالثة في استخدام الدولاب " العجلة " وذلك بوضع الطين فوق دولاب يدور وتشكل الطينة أثناء الدوران من أعلى باليد ، ومن أسفل بالرجل إلى أن يتم عمل وتصميم الشكل المطلوب .

وفي السابق كان الحرفي أو " الفخاري " يقوم بكل العمل في الورشة ، الذي يشتمل على جلب المادة وإعدادها وتحضيرها ، وصنعها ، وتوليفها ، وحرقها ، كون أن الطلب قليل عليها ، قياساً بقلة الكثافة البشرية في ذلك الوقت ، والآن احتاج الحرفي لمن يساعده حتى يتمكن من تنفيذ أشكال حرفته التي باتت تعتمد على الأشياء الجمالية كالمباخر والحصالات والتنور الذي يستخدم لخبز البر الأسمر وكذلك الخبز الأبيض ، إضافة إلى أن التنور يستخدم أيضاً لصنع وتجهيز وجبة المندي سواء باللحم أو الدجاج ، وبالتالي أصبح العمل بالورشة يقوم به أكثر من شخص ، مثل الصنّاع ، والمولف أو المشطب ، والمساعد .

وتتمثل طريقة إعداد الطين في جلبه من مكان تواجده ، ومن ثم يعمل على ضربه بواسطة عصا " القصار " لتنعيمه مما يساعد على نخله ، وبعد ذلك يكون جاهزًا لعملية الإعداد ، والتي تتم بوضعه في بركة دائرية الشكل نصف قطرها متر ونصف تقريباً ، وبجوارها ثلاث برك أخرى كل واحدة مستطيلة الشكل ، وتتكون نسبة الطين من 35 جفيرًا أو ما يعرف بالزبيل من الطين الأحمر و65 " جفيراً " أو زبيلاً من الطين الأبيض والأخضر ، ويصب عليها الماء ثم يترك لمدة ساعتين ، وبعدها تتم عملية الخلط واستخراج الشوائب بواسطة "المشخال"، ومن ثم يتم وضعه في "المصفاة" على فتحة في البركة كي يتم توزيع ما بها على البرك الثلاث الأخرى ، وتتصل البرك الثلاث بواسطة فتحات مع بعضها ، ويترك الطين حتى يتماسك ، ثم يأخذ الصناع منه ما يريد ، بنسبة حاجته للعمل .

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية