منوعات

مدينة الحج الإلكترونية تطيح بـمقولة «أهل مكة أدرى بشعابها»

مدينة الحج الإلكترونية تطيح بـمقولة «أهل مكة أدرى بشعابها»

وأد عصر المعلوماتية والشرائح الإلكترونية، عصرا بكامله من التيه والضياع، الذي يكتنف مصير الحجيج في مكة المكرمة، وأضحت مكة بكاملها على أعتاب التوثب نحو عصر المعلومات الرقمية، الذي دلف ببصره بعيدا عن مقولة ''أهل مكة أدرى بشعابها''. المقولة التي ارتبطت بالعاصمة المقدسة، أصبحت من الأدبيات في كثير من المواضع، ومن باب التفكه في بعض أحيان، وهو ما يومئ للحجاج في بلدانهم بالوصاية بعدم ترك أيدي بعض، وعدم الذهاب وحيدين كذلك، كي لا يدخلوا في دوائر شعاب مكة المتشابكة. ''أهل مكة أدرى بشعابها'' مثل شاع منذ القدم عند جميع الناس, ومعناه أن مكة المكرمة تسورها الجبال والشعاب من جميع الجهات، ولا يعرفها منذ أزل إلا أهلها، بحكم تمركزها وسط الجبال، وكان العرب من قديم العصور يسكنون حول الكعبة بين شعاب هذه الجبال، وما أكثر هذه الشعاب, والغريب في مكة لا يعرف مساكن العرب بينها, وإذا مشى وحده بين هذه الجبال الكثيرة ضل وانقطع، وهلك من العطش والجوع, أما العربي من أهل مكة فهو لا يضل فيها لمعرفته بشعابها ومسالكها, بل إن بهائمهم من الغنم والجمال إذا ذهبت إلى المرعى في هذه الجبال, تعرف كيف تعود وحدها من دون راع إلى منازلها ومرابضها. المشاريع التنموية الضخمة التي تنفذها المملكة في المشاعر المقدسة كمشروع قطار المشاعر الذي غير الكثير من ملامح الطرق, وممرات المشاة, وجسر الجمرات الذي أصبح منشأة, بأدواره الخمسة, له عدة مداخل ومخارج, حتمت على الحجاج معرفة اللوحات الإرشادية لتخدمهم في توجههم إلى المنشأة, والرمي ومن ثم العودة إلى مخيماتهم, بعيدا عن احتمالات التيه والضياع. وعندما تدخلت التقنيات الحديثة في ترقيم وتسمية الأماكن بكل يسر وسهولة, أضحى الحاج القادم إلى المشاعر المقدسة يستدل على موقع سكناه, فيها مستدلا بالإرشادات الموضحة في تلك اللوحات الإرشادية, الأمر الذي من شأنه سيقضي على أسطورة المثل العربي الشهير ''أهل مكة أدرى بشعابها''، لأنه سيكون بمقدور القادم إلى المشاعر المقدسة معرفة مداخلها ومخارجها بكل بساطة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من منوعات