توعية الحجاج والمواطنين بما يساعدهم على أداء فريضة الحج مطلب مُلِح
تحدث عدد من الدعاة وأئمة المساجد عن أهمية الأدوار التي ينبغي أن يقوم بها أئمة المساجد والدعاة في توعية الحجاج، وقالوا إن من مهام إمام المسجد في توعية الحجاج توزيع النشرات المترجمة على الحجاج غير العرب وإلقاء الكلمات المناسبة للحجاج وتوعية الحجاج في الداخل بعدم التسلل للمشاعر المقدسة لأداء الحج من دون تصريح وهم يحتاجون إلى مزيد من التوجيه والإرشاد، خصوصا من أئمة المساجد في الخطب وبعد الصلوات المفروضة، وتقع على الأئمة في المساجد مسؤولية كبيرة تجاه تثقيفهم وإرشادهم.
منبر من منابر التوجيه
#3#
في البداية تحدث الشيخ خالد باجحزر إمام وخطيب جامع السندي أن دور المسجد دور مهم وفاعل من خلال توعية المجتمع من الأفكار الضالة .. كيف لا وهو منبر من منابر التوجيه والإرشاد والخير والسداد, فعلى أئمة المساجد وخطباء الجوامع استشعار تلك المسؤولية العظيمة، ومن دورهم المهم نصح الشباب والحوار معهم وسماع ما لديهم من مشكلات وعقبات، وفي الحج تقوم المساجد بدور كبير في توجيه الحجاج من خلال برنامج التوعية في الحج الذي تشرف عليه الأمانة العامة للتوعية في الحج الذي يشمل جميع مساجد مكة المكرمة، وعلى حسب جنسية الحجاج، وإن كانت المساجد في حاجة إلى المترجمين للحجاج الذين يتحدثون غير العربية حتى يستفيدوا مما يطرح من برامج ومحاضرات في المساجد.
أفضل وضع
يرى الشيخ عبد الرحيم بخيت إمام جامع الشاوي في مكة, أن المساجد في مكة تستعد مع بدء موسم الحج لاستقبال الحجيج وفق برامج خدمة الحجيج وتقديم ما يفيدهم وتهيئة الجامع لأداء رسالته في أفضل وضع ـ بإذن الله, وذلك لشرف الزمان والمكان, والله نسأل العون والتّوفيق.
وأضاف أن أبرز دور للمسجد هو التّركيز على التّوجيه والعبادة وكل ما يهم المصلي من أمور دينه وتعليم كتاب الله ـ عزّ وجل, وأمّا البرامج المساندة فتكون وفق تعاليم الشّرع؛ وحسبما هو مقرر ومرخص به من قبل وزارة الشّؤون الإسلاميّة والأوقاف والدّعوة والإرشاد؛ باعتبارها الجهة المشرفة على المساجد، وتسهم المساجد في نشر الوعي والثّقافة والتّوجيه الحسن, وبيان تكامل الدّين, وأهميّة الرّجوع إلى العلماء فيما يشكل، وأن يؤخذ العلم من مصدره، لا كما يعمد البعض إلى الاقتباس من الشريط أو الكتاب، دون التعلم حسب الأصول المعتبرة، ودون الرجوع إلى العلماء، فمن لم يذق ذل التعلم ساعة تجرع كأس الجهل طول حياته، كما أن من كان شيخه كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه، وهذا يؤكد أن المسجد يقوم حاليًّا ببعض رسالته، والمسؤوليّة أكبر والواجب أعمّ والحرص على الاستزادة من الرّسالة أمر مطلوب, وقد كان في الماضي مركز الدّعوة والتوجيه، والمدرسة الأولى للصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين.
بين الحج والعمرة
#2#
من جانبه, حث الشيخ حامد الأحمري إمام وخطيب مسجد حي العامرة في أبها على ضرورة أن يقوم أئمة المساجد بتوعية المواطنين من خلال الكلمات التي يلقونها في مساجدهم والمواطن بعدم مزاحمة الحجاج على تأدية الحج الإسلام ما دام أنه أداها, لأن تكرار الحج فيه مخالفة لولي الأمر ومضايقة للحجيج.
وأضاف أن بعضا من الناس يريد من المتابعة بين الحج والعمرة الأجر كما قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حديث ابن مسعود ''تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرور جزاء إلا الجنة'' أحمد والترمذي والنسائي بسند صحيح، وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال في حديث طويل: ''والعمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما إذا اجتنبت الكبائر'' متفق عليه، وهذه الأحاديث تدل على هذا الفضل لكن كما يعلم الجميع أنه تفد أعداد كبيرة من الحجيج سنويا لأداء العمرة والدولة وضعت آلية للحج، ومن الضروري أن يقوم أئمة المساجد بدورهم في التوجيه وتثقيف المواطنين حول هذا الأمر وتذكيرهم مع اقتراب موعد الحج, خصوصا الذين يتسللون من دون تصريح, نسأل التوفيق للجميع.
ويؤكد الشيخ ماجد بن عبد الرحمن آل فريان إمام وخطيب جامع فهد المقيل في حي الرحمانية الغربية في الرياض, أن الوزارة تضع برامج في المساجد, ومطلوب من أئمة المساجد استغلالها لتوجيه المواطنين الذين يحجون دون تصريح، وتنبيههم من القيام بهذه الأساليب المخالفة لولي الأمر، وأوصي من عزم على الحج بأن يحرص على النفقة الحلال وصحبة الرفقة الصالحة التي تعينه على مناسك الحج وتبصره بما ينبغي له في تلك المشاعر العظيمة، وأن يحرص على تعلم ما يهمه من مناسك الحج، أو يصحب طلاب العلم ليؤدي فريضته على أتم صفة وأكمل حال, فكم من الجهالات تقع في مناسك الحج، وقال: إن كان من لا يحج في كل خمسة أعوام محروماً، فما عسانا نقول لمن لم يحج حتى الآن حج الفريضة؟ هذا مع تيسر السبل وسهولة السفر وقصر المدة، ألم يكن آباؤنا وأجدادنا يقضون شهراً أو أكثر في سفر الحج ذهاباً وإياباً؟ أما الآن, ولله الحمد والمنة, فبإمكان أحدنا أن يحج بيت الله الحرام في ستة أيام أو سبعة بلا مشقة أو تكلفة، لا سيما وقد كثرت الحملات التجارية المتنوعة في خدماتها وأسعارها، والسفر في حد ذاته لا يكلف كثيراً من المال.
#4#
من جهته, أكد الدكتور سعد بن محمد الموينع إمام وخطيب جامع عمر بن الخطاب في ضاحية لبن, أن أدوار إمام المسجد وخطيب الجامع تتعدد، ومن الأدوار التي يقوم بها الأئمة والخطباء إرشاد النّاس وتوجيههم التوجيه السليم المبني على العلم والفقه، وبعض الخطباء والأئمة من طلبة العلم والفقه في الدين الذين يرجع لهم النّاس في الأمور الشرعية التي تًشكل عليهم يقول الله تعالى ''فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون''، وتقع على عاتق الأئمة والخطباء مسؤولية كبيرة في هذه الأيام المباركة, ولا شك أنّ من واجباتهم في هذه الأيام إعطاء الدروس المتعلقة بأحكام الحج والمناسك وكذلك التأكيد على الحجاج أهمية الالتزام بالأحكام الشرعية لمنسك الحج وكذلك الآداب الشرعية والأخلاق الإسلامية، وكذلك الالتزام بأنظمة الدولة التي وضعت لمصلحة المواطن والمقيم والزائر.
كما أكد مستشار وزير الشؤون الإسلامية لشؤون الحج والعمرة والزيارة ورئيس اللجنة الإعلامية للتوعية الإسلامية في الحج، الشيخ طلال بن أحمد العقيل، حرص الوزير الشيخ صالح آل الشيخ وتوجيهه المتواصل بأهمية التركيز على مفهوم التيسير ورفع الحرج عن الحجاج، موضحا أن دعاة التوعية في الحج حرصاء على الأخذ بهذا المنهج الشرعي الإسلامي المهم لقناعتهم، لما يترتب على التركيز عليه والأخذ به من الخير العظيم الذي ييسر على الحجاج رحلة حجهم ويمكنهم من السير وفق منهج واضح وموحد للخطوات والأعمال وخالٍ من التعقيدات والشبهات والتناقضات التي تعوق حركتهم الطبيعية وتعرقل استقرار الحاج.