أهلا بحجاج بيت الله الحرام

في هذه الأيام, التي يوشك أن يكتمل فيها عقد قوافل ضيوف الرحمن في البقاع المقدسة, فإن الترحيب بهم لا بد أن يكون بدء الكتابة وغايتها. واستهلالا لهؤلاء ضيوف الرحمن, ونحن من شرفنا الله بخدمتهم والسهر على راحتهم حيث نلتقي كل عام مع هذه الجموع المؤمنة التي جاءت تلبي نداء الخالق لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام.
إن حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز, التي أنجزت الكثير من المشروعات العملاقة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة, من أجل راحة وخدمة ضيوف الرحمن, هي اليوم كما هي دائما في كامل استعدادها للعمل على إنجاز موسم حج هذا العام ليتواصل مع النجاحات السابقة التي شهدتها الأعوام الماضية، فلخدمة ضيوف الرحمن أولويتها في أجندة أعمال الحكومة ومنظومة أهدافها.
ومن موقعي كوزير للحج أنقل لحجاج بيت الله الحرام توصيات قيادتنا لنا بأن نبذل كل جهد، ونقدم كل عون لخدمة الحاج، وتمكينه من أداء فريضته في يسر وسهولة, فلقد حرص سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ حفظه الله ورعاه ـ على تسخير كل إمكانات وطاقات أبنائه لخدمة ضيوف الرحمن, وهو لا يقبل منا في هذا المجال سوى أقصى مستويات الجهد والبذل والعطاء. ومثله سيدي ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز ــ حفظه الله ــ الذي اعتدنا منه في كل موسم المتابعة الدقيقة لكل شؤون الحجاج اطمئنانا عليهم وحرصا على راحتهم وسلامتهم, وكذلك سيدي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير نايف بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ الذي يؤكد في كل لقاء أن خدمة الحجاج مسؤولية نعتز بها, وكان لتوجيهاته لي ولمنسوبي وزارة الحج ورؤساء مؤسسات أرباب الطوائف من مطوفين وأدلاء وزمازمة ووكلاء أثناء التشرف بزيارته, أثرها البارز والمعزز والكبير, وأستعيد هنا ما قال سموه الكريم «قد يظن البعض أن المملكة تستفيد من القادمين للحج والعمرة والزيارة, والواقع يختلف عن هذا، فنحن نقدم خدمات لهؤلاء بدون مقابل، إلا ما يقدم في الخدمات الفعلية في السكن أو في الإعاشة أو في التنقلات»، وأنا أعيد نشر كلماته لأنها تمثل حقيقة ينبغي أن يعرفها الجميع, مؤكدا في الوقت ذاته، أن خدمة الحجاج شرف وواجب ومسؤولية نعتز ونفخر بها حمدا وشكرا للخالق بأن جعلنا جيرة بيته وخصنا بخدمة ضيوفه.
ولا يفوتني في هذا المقام أن أشيد بالجهود المخلصة والعطاء الكبير الذي يبذله أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل، وحرصه على التنسيق بين منظومة قطاعات العمل في الحج للوصول إلى أفضل النتائج وأعظم الإنجازات. وقبل أن أختتم مقالي أهيب بحجاج بيت الله الحرام التقيد بالأنظمة والتعليمات والبرامج التي أعدتها وزارة الحج، المبلغة إلى مختلف البعثات كمواعيد تفويج الحجاج على منشأة الجمرات، وتوثيق عقود الإسكان في المساكن المرخصة من الجهات ذات العلاقة وغيرها، مكررا الترحيب بهم وداعيا الله أن يتم فضله عليهم بالحج المبرور والعودة المظفرة إلى أهلهم وديارهم بعد أداء الفريضة وهم ينعمون بأعظم المشاعر وأغلى الذكريات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي