قف يا فيفا !!

موقفي مع "فيفا" هذه المرة ليس في تعديل عدد بطولات كما في السابق، لكنها وقفة صادقة في خطأ جسيم، الخطأ هذه المرة من أخطر الأخطاء، وعلى لجنة الإعلام والإحصاء كجهة راصدة، والاتحاد السعودي برمته "صناع قرار ـــ لجان ـــ عاملين.. الخ" أن يهبوا ويسارعوا في تصحيحه، ومراسلة "فيفا"، لكن ليس بالفاكسات؛ حتى لا يطول الأمر، فسبق لي وفي "الاقتصادية" أن أشرت إلى أخطاء "فيفا" في تسمية نائب الرئيس العام لرعاية الشباب، وردت لجنة الإعلام والإحصاء ببيان تعقيبي يشكر فيه جهود الصحيفة، وسرعة تصحيح الخطأ، أما اليوم فالخطأ هو في الترجمة الخاطئة للشهادتين "لا إله إلا الله ـــ محمد رسول الله"، كشعار للمملكة العربية السعودية.
يضع موقع "فيفا" معلومات رئيسة لكل اتحاد، منها اسم الدولة، وشعارها ... الخ. في شعار السعودية، كتب موقع "فيفا": "Allah is the only God and Mohammed is his prophet"، وهذه ترجمة خاطئة تماما للشهادة، وخلط للفظ الجلالة (الله ـــ Allah) بلفظ الرب (God) في الشهادة الأولى، وخلط كلمة رسول بنبي في الثانية.
يقول العلامة بن باز ـــ رحمه الله ـــ في شرح الشهادة: "ومعنى شهادة أن لا إله إلا الله لا معبود حقا إلا الله، وهي تنفي الألوهية بحق عن غير الله سبحانه، وتثبتها بالحق لله وحده، كما قال الله عز وجل في سورة الحج (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ). www.binbaz.org.sa/mat/156 - _ftn1
ويقول العلامة محمد بن عثيمين ـــ رحمه الله: "لا يتم للإنسان التوحيد حتى يشهد أن لا إله إلا الله، فينفي الألوهية عما سوى الله عز وجل ويثبتها لله وحده، وذلك أن النفي المحض تعطيل محض، والإثبات المحض لا يمنع مشاركة الغير في الحكم، فلو قلت مثلا (فلان قائم) فهنا أثبت له القيام، لكنك لم توحده به؛ لأنه من الجائز أن يشاركه غيره في هذا القيام، ولو قلت (لا قائم) فقد نفيت نفيا محضا ولم تثبت القيام لأحد، فإذا قلت: (لا قائم إلا زيد) فحينئذٍ تكون وحدت زيدا بالقيام، حيث نفيت القيام عمن سواه، وهذا هو تحقيق التوحيد في الواقع، أي أن التوحيد لا يكون توحيدا حتى يتضمن نفيا وإثباتا".
ويقول ـــ رحمه الله: "شهادة أن لا إله إلا الله‏"‏، فأن يعترف الإنسان بلسانه وقلبه بأنه لا معبود حق إلا الله عز وجل؛ لأن إلها بمعنى مألوه والتأله التعبد، والمعنى أنه لا معبود حق إلا الله وحده، وهذه الجملة مشتملة على نفي وإثبات، أما النفي فهو ‏"‏لا إله‏"‏ وأما الإثبات ففي ‏"إلا الله‏"‏، والله ‏"لفظ الجلالة‏"‏، بدل من خبر ‏"لا‏"‏ المحذوف، والتقدير ‏"لا إله حقا إلا الله‏"‏، فهو إقرار باللسان بعد أن آمن به القلب بأنه لا معبود حقا إلا الله عز وجل، وهذا يتضمن إخلاص العبادة لله وحده ونفي العبادة عما سواه‏.‏
وسئل ـــ رحمه الله: كيف كانت "لا إله إلا الله" مشتملة على جميع أنواع التوحيد؟.. فأجاب: "هي تشمل جميع أنواع التوحيد كلها، إما بالتضمن، وإما بالالتزام، وذلك أن قول القائل "أشهد أن لا إله إلا الله" يتبادر إلى الذهن أن المراد بها توحيد العبادة ـــ الذي يسمى توحيد الألوهية ـــ وهو متضمن لتوحيد الربوبية؛ لأن كل من عبد الله وحده، فإنه لن يعبده حتى يكون مُقرا له بالربوبية، وكذلك متضمن لتوحيد الأسماء والصفات؛ لأن الإنسان لا يعبد إلا من علم أنه مستحق للعبادة، لما له من الأسماء والصفات، ولهذا قال إبراهيم لأبيه: "(يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً)"، فتوحيد العبادة متضمن لتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات.
ويقول الشيخ صالح الفوزان في شرح كتاب كشف الشبهات: "أي اعلم هذه المسألة العظيمة واجعلها في ذاكرتك واجعلها في اهتمامك دائما وأبدا، وهي أن التوحيد هو إفراد الله بالعبادة وليس هو إفراد الله بالربوبية، فإن هذا أقرّ به المشركون ولم يكونوا موحدين؛ لأنهم لم يفردوا الله بالعبادة، فإقرارهم بتوحيد الربوبية ليس هو التوحيد المطلوب وإنما توحيد الربوبية دليل على توحيد الألوهية ولازم له"، وقال: "كما إنه يجب أن يعلم أن الإقرار بتوحيد الربوبية لا يكفي ولا ينفع إلا إذا كان معه الإقرار بتوحيد الألوهية وتحقيقه قولا وعملا واعتقادا، وأن المشركين الذين بُعث إليهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كانوا مقرين بتوحيد الربوبية ولم ينفعهم إقرارهم به لما كانوا جاحدين لتوحيد الألوهية"، وقال في مقام آخر: "فالله سبحانه وتعالى هو الذي يصلح هذا الكون وينظمه على مقتضى إرادته وحكمته سبحانه وتعالى، أما الإله فمعناه المعبود من أله يأله بمعنى عبد يُعبَد فإله معناه معبود وليس معناه الرب وإنما معناه المعبود والإلهية هي العبادة والوله هو الحب؛ لأنه سبحانه وتعالى يحبه عباده المؤمنون ويخافونه ويرجونه ويتقربون إليه. هذا هو معنى الإله فتبين الفرق بين معنى الرب ومعنى الإله وأنهما ليسا بمعنى واحد، ومن قال إنهما بمعنى واحد فقد غلط، والعلماء يقولون إذا ذكرا جميعا صار الرب له معنى والإله له معنى، وإذا ذكر واحد دخل فيه معنى الرب، أما إذا ذكرا جميعا مثل ما في سورة الناس فإنه يكون للرب معنى وللإله معنى آخر كما في لفظ الفقير والمسكين إذا ذكرا جميعا كما في قوله تعالى (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَكِينِ)، صار للفقير معنى وللمسكين معنى، فالفقير هو الذي لا يجد شيئا وأما المسكين فهو الذي يجد بعض الكفاية فالمسكين أحسن حالا من الفقير"، وذات الأمر يسري على ترجمة نبي ورسول في اللغة العربية والإنجليزية؛ ففي الشهادة، هو رسول، أما في موقع "فيفا"، فهو نبي، وهو مبحث آخر علنا نبحثه في مقام آخر.
إذن الترجمة الصحيحة كما يرى الكثير هي (There is No god but Allah and Mohammad Is His Messenger).

نوافذ
ـــ عبد الرحمن بن مساعد ونواف بن سعد من أنبل الرجال وأوفاهم وأصدقهم، شكرا لهما.
ـــ رئيس الهلال ونائبه، إعطاؤهما الصلاحيات الكاملة للآخرين، ومحاسبتهم، لم تكن شعارات، بل تجربة عايشتها عن قرب.
ـــ بات كالديرون في عرفهم (فقير فنيا، بلا ماض، بلا إنجازات تذكر)!!، تذكرون دوري (شين)!!، نفس الفكرة!!
ـــ عبد الكريم الجاسر قامة إعلامية، وخبرة متمرسة وطاقة هائلة، كل التوفيق له في منصبه الجديد.
ـــ ثمة من يعبث ببرنامج "إرسال" في الإعداد أو في مكان آخر ويوقع صناع القرار في حرج!، حدث ذلك يوم السبت حين (غـٌيب) طرف (آخر) تماما (عمدا)!!، كما حدث سابقا!!
ـــ حتى دموع جيرتس قاسوها بمسطرة المادة!!، خوش نقد!!
ـــ سؤال بسيط جدا، لماذا لم تنقل مباراة الهلال والأهلي على القناة الرياضية!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي