الغباء الاجتماعي

الغباء الاجتماعي

الغباء الاجتماعي (٥/١) بين سندان العادات ، ومطرقة الانفتاح ..! في المجتمعات المحافظة هناك تقديس للعادات والتقاليد المتعارف عليها بين قاطنيها ، وهذا التبجيل لم يأتِ من فراغ ، بل بتدريس الكبير للصغير على كيفية المحافظة عليها وإحترامها تقديراً لمكانتها ، وفي هذه نجد أن هناك إشكالات كثيرة وكبيرة عندما ننظر من زاوية فلسفية ثاقبة ، لكن إذا قمنا بالإتباع دون علم أو معرفة فإننا نراهن على عدم كينونتها ، أي بقائها . كلنا يعلم أن الإنسان بطبيعته محب للتغيير والتجديد ، فالكبت هو الُمنتِج الرئيس لهذه المتغيرات التي من شأنها أن تهدم مجتمع بأكمله فكرياً ، أو تُقَوِّمه . الخطأ الذي يتحتم علينا معرفته هو عدم إضافة المرونة بين أجزائها ( العادات ) ، فالصلابة والقوة تولد الكبت والإنحسار الداخلي ، ولكن يجب أن نعرف أن بعد العسر يسرا . في مجتمعاتنا العربية هناك المزيد من الفروضات والتعاليم خالية الإبداع أو التجديد ، بل أنها تقليدية منزوعة التغيير ، لذلك بعد كل إجتماع عربي رفيع المستوى أو دنيئه ، تكون النتيجة واحدة وهي ( إتفق العرب على ألا يتفقوا ) ..! لا بد لنا من إتباع تعاليم ديننا في ذلك ، فالتجديد والتطوير هي من أساسيات الدين الإسلامي ، وإلا لم يكن عالمياً صالحٌ لكل زمانٍ ومكان . يجب علينا معرفة الآخر ، والإستفادة من تجاربة وإحداثياته التجديدية ، والإبتعاد عن تكرار الأخطاء ، لكي تكون لدينا ثقافة فلسفية تغييرية رائعة ، وإلا فلن نكن ..! هناك المئات من القرارات التي فرضتها علينا تلك العادات والتقاليد منزوعة المرونة ، وكان مصيرها الخسائر المادية لا أكثر ، لذلك يتحتم علينا نزع العاطفة من جذورها عندما نصنع القرارات ، فالواقع المحسوس رئيس الجلسة ، إذا أردنا أن نكون أهلاً للتغيير لا التقليد ..!
إنشرها

أضف تعليق