الغرب .. ونحن من الطاقة المتجددة
يشير التقرير الصادر عن معهد ''ويرلدووتش'' وهو جماعة ضغط بيئية مقرها واشنطن إلى أن القدرة العالمية على إنتاج طاقة من الرياح زادت من بضعة آلاف ميجاوات في عام 1990 إلى أكثر من 40 ألف ميجاوات في عام 2003 ,وهو ما يكفي لتغذية 19 مليون بيت في بلدان متقدمة بالكهرباء. وتبلغ قيمة المبيعات من طاقة الرياح أكثر من تسعة مليارات دولار في العام, ويعمل في مجال توليد الطاقة من الرياح أكثر من مائة ألف فرد في العالم.
وارتفع إنتاج الطاقة الشمسية من بضع مئات ميجاوات في العالم عام 1990 إلى أكثر من ثلاثة آلاف ميجاوات العام الماضي وفقا لما جاء في تقرير ''ويرلدووتش'' توجيه مسار الطاقة المتجددة في القرن 21.
ويشير التقرير إلى أن ''الأسواق العالمية لمصادر الطاقة المتجددة لا تعدو أن تكون في مستهل توسع جذري بدأ من مستويات منخفضة نسبيا''.
يأتي صدور تقرير ''ويرلدووتش'' في مؤتمر ''الطاقة المتجددة 2004'' وهو مؤتمر لمنظمات حكومية تنظمه الحكومة الألمانية في سياق تنفيذ توصيات القمة العالمية بشأن التنمية المستدامة في جوهانسبرج عام 2002.
وقد حضر أكثر من ألف شخص هذا المؤتمر, بينهم وزراء حكوميون من جميع أرجاء العالم, ومسؤولون من وكالات الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى, وممثلون عن جماعات الصناعة وجماعات غير حكومية. وقال كريس فلافين رئيس ''ويرلدووتش'': إن المقصود من المؤتمر أن يكون بمثابة ''خيمة كبيرة'' (تضم جميع الأطراف المعنية).
اعتبر تقرير ''ويرلدووتش'' ألمانيا واليابان نموذجين للنجاح في الأخذ بما يوصف بمصادر الطاقة النظيفة.
جاء في التقرير أنه ''منذ أوائل التسعينيات من القرن العشرين حققت ألمانيا واليابان نجاحات جوهرية في مجال الطاقة المتجددة, وهما يتصدران العالم الآن في استخدام طاقة الريح والطاقة الشمسية على التتابع.. وتثبت ألمانيا واليابان وبلدان أخرى أن التغيير ممكن حقا ويمكن أن يحدث بسرعة''. كما نقل موقع ميدل إيست أونلاين.
وتتفق البلدان في ''التزامات طويلة الأجل بالتقدم بالطاقة المتجددة وبسياسات فعالة ومستمرة وباستغلال دعم يجري تخفيضه على نحو متدرج, وبتأكيد على أهمية خدمات البحث والتطوير الحكومية, وكذا على أهمية اختراق الأسواق''.
وتملك ألمانيا والدنمارك وإسبانيا معا 59 في المائة من إنتاج طاقة الريح في العالم. وما يشكل قوة دفع رئيسة لهذه النسبة قوانين الأسعار الهادفة إلى تأمين أسواق بأسعار عند أدنى حد ممكن لمنتجي الطاقة المتجددة في البلدان الثلاثة.
ويشير تقرير ''ويرلدووتش'' إلى أن معظم إجمالي الزيادة في طاقة الريح والطاقة الشمسية في العقد الماضي تتركز في ستة بلدان فقط. وأظهرت الدراسة أنه ''بخلاف أسواق النفط والفحم لا يتم تميز البلدان الستة وهي الدنمارك وألمانيا والهند واليابان وإسبانيا والولايات المتحدة في مجال مصادر الطاقة المتجددة عن تميز في الجغرافيا ووفرة الموارد''.
لقد أخذت هذه البلدان بسياسات لتشجيع الإنتاج والطلب على السواء.
تشير ''ويرلدووتش'' إلى أن ''الاستثمارات العامة في البحث والتطوير مهمة أيضا, لكن لا يمكن بغير فتح أسواق أن يتقدم التطوير التكنولوجي والتعليم والاقتصاديات المتوازنة باتجاه تحقيق المزيد من الإنجازات في مجال الطاقة المتجددة والتقليل من تكاليفها''.
وفي بعض البلدان أدى عدم تناغم السياسات إلى تقويض جهود تنمية مصادر الطاقة المتجددة. وظهرت المشكلة في بلدان متباينة التكوين مثل الهند والدنمارك والولايات المتحدة.
ورغم التحمس لمصادر الطاقة المتجددة في كثير من المحليات الأمريكية فإن هناك تباينا فسيفسائيا في القواعد والحوافز في شتى أرجاء الولايات الخمسين. وأصبحت الائتمانات الضريبية والإجراءات المماثلة أهدافا تتقلب بتقلب السياسات والميزانيات وهو ما وصفته ''ويرلدووتش'' بـ ''النهج المتردد نحو مصادر الطاقة المتجددة'' الذي حد من نمو صناعات طاقة الريح والطاقة الشمسية في الولايات المتحدة.
ومن العوامل التي تعرقل نمو الطاقة الشمسية وطاقة الريح الاستمرار في دعم مصادر الطاقة المنافسة.
تقدر ''ويرلدووتش'' أن الدعم المقدم للوقود الأحفوري والطاقة النووية من قبل الحكومات في العالم لا يقل عن 250 مليار دولار. وقد أجرت بعض البلدان تخفيضات كبيرة في دعمها الطاقة التقليدية لكن مثل هذا الدعم ما زال ''أكبر بمراحل من الدعم المقدم للطاقة المتجددة''.
وعلى نحو مماثل أنفق البنك الدولي 26.5 مليار دولار في العقد الماضي على مشاريع الوقود الأحفوري في الدول النامية مقابل نحو 1.5 مليار دولار لمشروعات كفاية الطاقة والطاقة المتجددة''.
ولربما كان للطاقة المتجددة مستقبل عظيم في المناطق الشديدة الفقر والمعزولة في العالم. والمناطق النائية في البلدان النامية والتي ما زالت تنتظر حصولها على شبكات توزيع كهرباء تقليدية هي الأماكن المناسبة لتطبيق تكنولوجيا طاقة الرياح والطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء على نطاق محدود إذا توافرت السبل أمام تدبير تكاليف تركيب الإنشاءات الخاصة بهذه الطاقة.
كتبت ''ويرلدووتش'': ''الخلايا الشمسية هي أفضل الخيارات الممكنة لتوفير خدمات الطاقة الحديثة لمئات الملايين من البشر في البلدان النامية''.
وقد نخلص إلى الخروج بالنتائج التالية من هذا التقرير
أهداف المجتمع المدني التي يسعى لتحقيقها في مجال استخدام الطاقة النظيفة:
1.تشجيع ونشر مفهوم الطاقة البديلة بين الأفراد، والتوسع في استخدامها، وتصدير هذا المفهوم لجمعيات المرأة لكونها هي المستهلك الرئيسي للطاقة بين أفراد المجتمع.
2.نشر التوعية بشأن قضايا الطاقة وتغير المناخ في بلادنا.
3.الضغط على الحكومات والمؤسسات المعنية لتعزيز استخدام الطاقة النظيفة، من خلال التأثير في السياسات الوطنية والدولية لصناع القرار في العالم العربي.
4.تنظيم حملات توعية للترويج لأهمية الطاقة البديلة من خلال إقامة المؤتمرات والندوات وورش العمل والملصقات الداعية إلى هذا المفهوم.
5.إدماج أنشطة البحث العلمي في المؤسسات البيئية المدنية، ودعوة هذه المؤسسات للاشتراك في كل ما يخص آلية تنفيذ مشروعات البيئة.
6.خلق بيانات معرفية (Data Bank) عن كل ما يتعلق بالطاقة البديلة في الشرق الأوسط، عن طريق إنشاء بوابة إلكترونية تشمل كافة الأخبار والمفاهيم والقضايا والمعلومات والوثائق عن المؤسسات العاملة في هذا المجال.
7.تفعيل البرامج البيئية والخدمية، والترويج لمفهوم الطاقة البديلة في تلك البرامج.
8.تأسيس نواد بيئية للأطفال والشباب، وعمل برامج للتعريف بمفاهيم الطاقة وقضايا البيئة والمناخ، حيث إن تلك الأجيال هي التي ستتأثر مستقبلاً بهذه المشكلات.
9.تشجيع عمل الدراسات والأبحاث المتخصصة في مجال تأثير استخدام الطاقة التقليدية في التغير المناخي.
10.التحفيز على الاستثمار في مجال المشروعات المستفيدة من الطاقة المتجددة.
ثانياً: مطالب المجتمع المدني من المؤسسات الرسمية المعنية بمجال البيئة ومشكلاتها:
1.طرح سياسات بيئية رسمية بديلة، ووضع تشريع لكيفية تنفيذها مع التأكيد على ضرورة وضع خطة زمنية لكل سياسة مطروحة.
2.إقامة أحزمة خضراء للمناطق المعرضة للتغير المناخي في العالم العربي، وخاصة تلك المعرضة للتصحر.
3.إلزام الهيئات والمؤسسات الرسمية في كل دولة بدفع تكاليف استخداماتها من الطاقة، واتباع سياسات تمنع إهدار الطاقة في تلك المؤسسات.
4.تعميم استخدام الطاقة الشمسية كأحد أشكال الطاقة النظيفة في كافة الهيئات والمؤسسات والمرافق العامة من شوارع وأندية وملاه وما إلى ذلك.