فريق طبي يستأصل ورما في قاع الجمجمة عن طريق الأنف

تمكن فريق طبي في مستشفى الملك عبد العزيز الجامعي في الرياض أخيرا، من استئصال ورم بالكامل في قاع الجمجمة عن طريق الأنف باستخدام منظار الجيوب الأنفية والملاحة الجراحية دون الحاجة إلى فتح الوجه لمريض في العقد الرابع من عمره، في عملية وصفت بالنادرة. وقال الدكتور خالد القحطاني أستاذ جراحة الأنف والأذن والحنجرة المساعد في كلية الطب في جامعة الملك سعود، استشاري ورئيس وحدة جراحة الرأس والعنق وقاع الجمجمة رئيس الفريق الطبي، إن المريض كان يعاني نزيفا متكررا من الأنف . وبعد إخضاعه إلى الفحوص الطبية اكتشف لديه ورم في الجيب الأنفي الغربالي الأيمن ممتدا إلى قاع الجمجمة (مما أدى إلى فقدان الشم) وضاغطا على العين اليمنى (مما أدى إلى جحوظ في العين اليمنى وشد في العصب البصري الأيمن). وأضاف:" تم أخذ عينة للوصول إلى التشخيص، كانت نتيجتها ورماً حميداً يسمى(Masson’s emangioma). وهو ورم نادر الوجود في منطقة الرأس والرقبة، وبعد استطلاع الأبحاث الطبية وجدت حالة واحدة فقط مشابهة لهذا الورم في كوريا تم استئصالها عن طريق فتح الوجه وعدم استخدام المنظار"، مبينا أن الفريق الطبي عمد إلى استئصال الورم عن طريق الأنف باستخدام منظار الجيوب الأنفية والملاحة الجراحية دون الحاجة إلى فتح الوجه. وحول صعوبات جراحة قاع الجمجمة، أفاد القحطاني بأنها تعد من أضيق المناطق في الجسم وأكثرها خطرا، حيث إن قاع جمجمة الجيوب الأنفية يقع متوسطا بين العينين وتحت المخ ،علما أن الورم كان مالئا الجزء الأيمن منه. وزاد: تقنية منظار الجيوب الأنفية والملاحة الجراحية تعد من التقنيات الحديثة، والمتوافرة في مراكز قليلة في العالم، وتسهل الوصول إلى أورام قاع جمجمة الجيوب الأنفية عن طريق الأنف، دون اللجوء إلى فتح الوجه والذي تصاحبه آلام وتشوهات بعد العملية، إضافة إلى طول فترة نقاهة المريض والممتدة إلى عشرة أيام. وذكر الدكتور خالد القحطاني أن العملية استمرت ثلاث ساعات وبقي المريض ليلة واحدة في المستشفى وتمكن من الخروج من المستشفى بعد يوم واحد من إجراء العملية، لافتا إلى أن نتيجة الأشعة المقطعية التي تم إجراؤها بعد العملية أكدت استئصال الورم بالكامل ولا أثر لوجوده، كما أن حاسة الشم قد عادت له بفضل الله ولوحظ تحسن في جحوظ العين التي أثر فيها الورم. ووصف استشاري ورئيس وحدة جراحة الرأس والعنق وقاع الجمجمة في مستشفى الملك عبد العزيز الجامعي، نجاح هذه العملية بالإنجاز الطبي الذي سجل للمملكة كونها تعد نادرة في العالم، وأنها من العمليات المعقدة التي تحتاج لفريق طبي متخصص وتجهيزات طبية متكاملة.