دراسة: حملة «لا حج بلا تصريح» نجحت في تنظيم حجاج الداخل
يدشن اليوم الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية في ديوان الإمارة في مكة المكرمة المرحلة الثالثة لمشروع الحملة الإعلامية التوعوية «لا حج بلا تصريح» بعنوان «الحج عبادة وسلوك حضاري»، وتهدف الحملة إلى الالتزام بالتعليمات الخاصة بالحج وعدم الحج إلا بتصريح، وتكثيف الحملات على المتخلفين، والقيام بحملات المراقبة والمتابعة على أصحاب المؤسسات الوهمية التي تقوم بتنظيم خدمات الحج والعمرة دون أن يكون لديها تصريح لمزاولة النشاط من قبل وزارة الحج.
وقامت إمارة مكة المكرمة بمتابعة من الأمير خالد الفيصل بوضع خطط وبرامج العمل اللازمة لإنجاح الحملة الإعلامية والتوعوية، وسيشارك في الحملة جميع الجهات الحكومية والأهلية المعنية بخدمة حجاج بيت الله الحرام، وقد حققت الحملة خلال العاميين الماضيين نجاحا كبيرا، حيث لا تتمثل قيمة الحج بصفته شعيرة فقط، ولكن تكمن قيمته أيضا في الالتزام والسلوك والانضباط، وفي كونه يعكس أخلاقيات المسلم وتعاملاته الحيوية مع من حوله، ومن هنا تبرز الدلالة العميقة للحج، وتتعزز رمزيته العظيمة من خلال الواقع الملموس. ولأن المملكة تبذل الكثير في سبيل إنجاح الحج كل عام، تأتي أهمية وقيمة مشروع الحملة الإعلامية التوعوية التي تحمل «لا حج بلا تصريح»، وذلك في مرحلتها الثالثة التي سيطلق بدايتها اليوم الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، تحت شعار «الحج عبادة وسلوك حضاري»، حيث تأتي بعد نجاح الحملتين الأولى والثانية في العامين الماضيين.
وكانت دراسة أعدها الباحث الدكتور عبد الرحمن محمد ماريه والدكتور محمود كسناوي بتكليف من معهد أبحاث الحج، قد كشفت نتائحها نجاح الخطة الإعلامية في الحد من مشكلة تزايد أعداد حجاج الداخل للحج دون تصريح، حيث تم تكثيف الجهود الأمنية من قبل رجال الجوازات في منافذ الدخول إلى مكة المكرمة، التي بلغ عددها 13 منفذاً، حيث تم إحباط محاولات التسلل والدخول دون تصريح إلى مكة المكرمة من المنافذ الرئيسة وخاصة من الشميسي، وطريق أم الجود، وطريق الليث، وطريق التنعيم، وطريق العمرة. ولقد أسفرت الجهود الأمنية عن منع المخالفين لتعليمات الحج وإعادتهم، إضافة إلى أنه تم القبض على حالات تزوير لتصاريح الحج وعلى حالات تهريب الحجاج إلى مكة المكرمة. ورغم الجهود المكثفة لمنع الحج دون تصريح فإن بعض الحجاج وخاصة المقيمين استطاعوا الدخول إلى مكة المكرمة خاصة يومي 8 و9 ذو الحجة عبر منافذ الشميسي والسيل وخط الليث. كما لوحظ أن أعدادا كبيرة من الساكنين في مكة المكرمة من المقيمين والمواطنين استطاعوا الدخول إلى عرفات مشياً على الأقدام، تاركين سياراتهم عند مدخل عرفات. ولوحظ أن أعداداً كبيرة من المقيمين الساكنين في مكة المكرمة استطاعوا الدخول إلى منى يوم التروية مشياً على الأقدام. ولوحظ أيضاً من خلال الإجابات أن معظم المخالفين من المقيمين والمتخلفين، حيث اتضح أن المواطنين أكثر التزاماً بالتعليمات، وأن معظمهم استجابوا لحملة «لا حج دون تصريح». ولقد اتضح من خلال الإجابات أن ارتفاع أسعار حملات مؤسسات حجاج الداخل تعد من الأسباب الرئيسة في عدم حصول عينة البحث على تصريح لأداء الحج، خاصة وأن التعليمات تنص على الحصول على تصريح الحج عن طريق مؤسسات حجاج الداخل لأداء الحج ضمن حملات المؤسسات، لذا أفاد معظم أفراد العينة خاصة المواطنين بأن ارتفاع أسعار حملات مؤسسات حجاج الداخل يعد العائق الرئيس في عدم الحصول على تصريح الحج، ومن ثم الحج بلا تصريح ومن الملاحظ أن خطة لا حج دون تصريح حققت نجاحاً في بداية موسم الحج إلى يوم 8 ذو الحجة، وأنه من الصعوبة منع الحج بدون تصريح بالنسبة للساكنين في مكة المكرمة دون وضع ضوابط مقننة خاصة بالنسبة للمقيمين الذين يقومون بالحج كل عام دون الالتزام بالتعليمات. ووفقاً للنتائج المبدئية فإن من ضمن التوصيات هو أن يتم إلزام كفلاء المقيمين بعدم السماح لمنسوبيهم المقيمين بالحج دون تصريح، على أن يتم عدم تجديد عقد العمل لمن يؤدي الحج دون أخذ الموافقة من الكفلاء الذين يقومون بدورهم بتنفيذ تعليمات الحج كل خمس سنوات.
#2#
وكانت انطلاقة الحملة في موسم حج هذا العام 1429هـ للتوعية بأهمية الحصول على تصريح لأداء مناسك الحج، وتم وضع ضوابط وعقوبات لمخالفي التعليمات الواردة في التنظيم وللحرص على تنفيذ خطة لا حج بلا تصريح، أكد الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية في المؤتمر الصحافي الذي عقد في مكة المكرمة في بداية انطلاق هذه الحملة قبل عامين، تعليمات وتنظيمات الحج المتعلقة بتوعية المواطنين والمقيمين بعدم السماح بالحج إلا بتصريح رسمي، والتحذير من حملات مؤسسات حجاج الداخل الوهمية.. ولقد جاءت هذه الحملات التوعوية انطلاقاً من حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين وبمتابعة من الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا، بهدف توفير سبل الراحلة كافة للحجاج النظاميين وخدمتهم ومعالجة السلبيات المترتبة على أداء فريضة الحج دون تصريح، التي في مقدمتها افتراش طرق المشاة في المشاعر المقدسة.
ومن المعروف أنه يفد إلى مكة المكرمة في موسم الحج أعداد كبيرة من الحجاج من الداخل والخارج لأداء فريضة الحج، لذا كان لزاماً على المسؤولين في المملكة القيام بعمليات التخطيط والتنظيم لخدمات الحجاج وتجنيد السبل والوسائل الأمنية كافة، للمحافظة على أمن ضيوف الرحمن، والقضاء على ما قد ينجم من ظواهر سلبية أو كوارث إنسانية خاصة أثناء رمي الجمرات وأثناء الطواف والسعي، ومن هذه التنظيمات الحملة الإعلامية التي أعلنتها منذ عامين إمارة منطقة مكة المكرمة بأنه لا حج بلا تصريح لتطبيق نظام الحج كل خمسة سنوات، وذلك للحد من مشكلة الأعداد الكبيرة وغير النظامية التي تقوم بالحج كل عام دون تنظيم ودون الارتباط بحملات مؤسسات حجاج الداخل، الأمر الذي يؤدي إلى استمرار ظاهرة الافتراش في منى، وإلى مضايقة الحجاج النظاميين وعدم الحج بسهولة ويسر.