قمة سرت: المملكة تدعو لقيام نظام عربي فاعل

قمة سرت: المملكة تدعو لقيام نظام عربي فاعل
قمة سرت: المملكة تدعو لقيام نظام عربي فاعل
قمة سرت: المملكة تدعو لقيام نظام عربي فاعل

نقل الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية رئيس وفد السعودية في القمة العربية الاستثنائية، تحيات وتمنيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود إلى المشاركين في القمة العربية الاستثنائية التي عقدت أمس في مدينة ''سرت'' الليبية، مؤكداً أهمية تدارس السبل الكفيلة بتطوير منظومة العمل العربي المشترك.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها سموه أمام القمة العربية الاستثنائية، مؤكدا أن مجرد السعي للنهوض بفكرة العمل العربي المشترك وطرق كل سبل ممكنة خدمة للمصالح العربية بما في ذلك مقترحات الأمين العام في هذا الشأن يدلل على إدراك وتحسس أمتنا العربية لأبعاد المخاطر والتحديات التي تواجه أمتنا العربية، وهذا أدى إلى أن يكون هذا الأمر بنداً دائماً في جدول أعمال لقاءاتنا العربية على مختلف مستوياتها.

وقال إن احترام الالتزامات وأداء الواجبات والتعهدات العربية المشتركة طبقاً لميثاق جامعة الدول العربية وقراراتها يعتبر مقدمة ضرورية لا يمكن تجاهلها أو التقليل من شأنها إذا ما أريد لمسيرتنا العربية أن تبلغ أهدافها وتحقق غاياتها.

وأمامنا في هذا الاجتماع نتاج جهد مخلص لمبادرتين مهمتين تقدمت بهما الجماهيرية العظمى واليمن الشقيق تضمنتا رؤى وتوصيات بشأن سبل النهوض بالعمل العربي المشترك.

وصاحب هذا الجهد رعاية كريمة من قبل لجنة خماسية عليا تولت الإشراف عليه والتأكد من أنه يستجيب لمتطلبات المرحلة الراهنة بكل ما يكتنفها من مستجدات وتحديات، هذا بالنسبة للأفكار والمشاريع المرتبطة بتفعيل العمل العربي المشترك.

#3#

مقترح سياسة الجوار

وأضاف الأمير سعود إننا نتطلع بطبيعة الحال إلى أن نصل بعلاقاتنا مع دول الجوار إلى الحد الذي يحقق الغايات التي نتوخاها على أقل تقدي، غير أنني أحسَب أنكم تشاركونني الرأي أن مقترح سياسة الجوار لن تحقق غايتها المنشودة إلا بعد أن نوفر لهذا النوع من العلاقة المميزة متطلبات نجاحها والتي من أهمها معالجة المعوقات والإشكالات التي تعترض قيام نظام عربي فاعل وقادر على التعامل مع دول الجوار ككتلة متجانسة وموحدة.

وبناءً عليه فإن بلادي ترى أن من المصلحة التركيز مرحلياً على سبل النهوض والارتقاء بالعمل العربي ليكون بالفعل والممارسة عملاً مشتركاً وفاعلاً ومؤثراً على الصعيدين العربي والدولي .. صحيح أن غياب الدور العربي الفاعل والمؤثر قد خلق فراغاً استراتيجياً يتم استغلاله من قبل عديد من الدول المجاورة غير أنني أرى أن إصلاح هذا النظام يستدعي منا بالدرجة الأولى تفعيل التعاون العربي من خلال تقوية مؤسسة جامعة الدول العربية.

وهذا الأمر لا يحتاج منا إلى تعديلات جوهرية في الميثاق بقدر ما يحتاج إلى الالتزام الجاد والعملي بما سبق الإجماع عليه من إصلاحات ومقررات وضمان أعلى درجات المصداقية والجدية في تنفيذ القرارات، ويستدعي ذلك أيضا تمكين الأعضاء الراغبين من الالتزام بتطوير العمل العربي المشترك دون عرقلة وإعاقة من الأطراف غير الملتزمة، بحيث لا يبقى العمل العربي المشترك حبيساً لتوافقات الحد الأدنى.

ومن هذا المنطلق فإننا ندعو إلى الرجوع إلى مضامين وثيقة العهد والوفاق التي اتفقنا عليها في قمة تونس ووضع ما تبنيناه من رؤى وأفكار موضع التطبيق العملي مع إمكانية تطويرها أو تعديلها على النحو الذي يكفل زيادة فعالية نظامنا العربي ويجعلها أكثر تأهيلاً لبلورة سياسة جوار عربي تكتسب عندها العلاقات مع دول الجوار البعد الاستراتيجي المنشود.

وقد بدأنا نجني ثمار توصيات وثيقة العهد والوفاق حيث نجد أن الجامعة العربية أصبحت تكتسب فعالية وقوة في محيطها الإقليمي العربي عبر المؤسسات المستحدثة مثل مجلس الأمن والسلم والبرلمان العربي وغيرها من المؤسسات.

#2#

خطر انفصال السودان

وأشار إلى أن خطر الانفصال لا يمكن أن يحقق معه أي مصلحة للسودان ومصلحة الطرفين في نظرنا أن نساعد السودان على تخطي هذه المخاطر بأن يكون الاستفتاء نزيها لا تمارس فيه ضغوط قد تؤدي ــ لا سمح الله ــ إلى نتائج لا تحمد عقباها، ولذلك نأمل أن يكون هناك موقف عربي ــ إفريقي مشتركاً يشكل بداية لعهد جديد من التضامن العربي ــ الإفريقي. وفقنا الله إلى كل ما يحقق لأمتنا الخير والرفاه والتقدم.

وكان القادة العرب قد قرروا خلال اجتماعهم في سرت أمس تقديم دعم فوري للسودان بمبلغ مليار دولار أمريكي لدعم جهود التنمية فيه.

وذكر مصدر في جامعة الدول العربية أن القادة قرروا كذلك تقديم دعم شهري للصومال بمبلغ عشرة ملايين دولار أمريكي لتمكين الحكومة من تشغيل مؤسسات الدولة وتعزيز الأمن والاستقرار.

واشنطن وباريس يشيدان

أشادت واشنطن بقرار الجامعة العربية القاضي بإمهال الولايات المتحدة شهرا إضافيا لمحاولة إنقاذ مفاوضات السلام بين الفلسطينيين و الإسرائيليين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي في بيان له، ''نثمن إعلان الجامعة العربية دعم جهودنا الرامية إلى توفير الظروف التي تتيح إجراء مفاوضات مباشرة للمضي قدما '' مؤكدا مواصلة العمل مع الأطراف ومع الشركاء الدوليين لدفع المفاوضات إلى الأمام من أجل التوصل إلى حل الدولتين وتشجيع الطرفين على اتخاذ تدابير بناءة لهذه الغاية''.

كما أشادت فرنسا بموقف الجامعة العربية التي تركت ''الباب مفتوحا'' بقرارها إمهال الولايات المتحدة شهرا إضافيا لمحاولة إنقاذ المفاوضات، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في بيان ''نرحب بترك (الجامعة العربية) الباب مفتوحا على الرغم من إقرارها بالمأزق الحالي، أمام الجهود الرامية إلى السماح باستئناف المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين''.

وافتتح العقيد معمر القذافي القمة موضحا أنها مخصصة ''لبحث مسألة الهيكلية الجديدة للعمل العربي المشترك''، وتطرق إلى اجتماع اللجنة الخماسية على مستوى القمة في حزيران (يونيو) الماضي والتي توصلت بشأن منظومة العمل العربي المشترك إلى ''صيغة معروضة علينا الآن لمناقشتها، وهذا هو موضوع اجتماعنا الآن''.

ثم أعطى القذافى الكلمة للأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي استعرض ''ما شهدته مسيرة تطوير العمل العربي المشترك منذ عام 2001'' موضحا أن ''التطوير كان هيكليا حتى الآن أكثر منه موضوعيا''.

وأضاف موسى أن اجتماع القمة ''يتضمن موضوعين مهمين هما النزاع العربي الإسرائيلي وموضوع السودان''.

عباس: التعنت الإسرائيلي

أما الرئيس الفلسطيني محمود عباس فقد استعرض أمام القمة الموقف الفلسطيني من المفاوضات مع إسرائيل في ظل استمرار الاستيطان.

وقال عباس ـ قبل تحول الجلسة العلنية إلى مغلقة ـ إنه أطلع لجنة المتابعة العربية خلال اجتماعها أمس على سير المفاوضات مع إسرائيل وما انتابها من عثرات جراء المماطلة والتعنت من جانب إسرائيل، مضيفا أنه طرح ما جرى بين الفلسطينيين والجانبين الإسرائيلي والأمريكي بشأن استعادة المفاوضات المباشرة للوصول إلى حلول حول مختلف قضايا المرحلة النهائية.

مبارك: توحيد الصف العربي

أكد الرئيس المصري حسنى مبارك على ضرورة توحيد الصف العربى لمواجهة عديد من التحديات المتشابكة على الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية، وذلك من أجل الحديث بصوت واحد دفاعا عن القضايا والمصالح والهوية العربية.

وأعرب مبارك في مداخلة له أمام القمة عن اقتناعه بأن تطوير منظومة العمل العربي المشترك يجب أن ينطلق من تعزيز التعاون العربي مع المجتمع الدولي بجميع منظوماته وتجمعاته ودوائره الإقليمية.

الأكثر قراءة