لماذا لا يحب الموظفين وظائفهم ؟

لماذا لا يحب الموظفين وظائفهم ؟

إن الخط الفاصل بين المنظمة الناجحة والمنظمة الفاشلة هو مدى استخدامها بكفاءة وفاعلية لأهم مورد تمتلكه وهو العنصر البشري, وهو الثروة النادرة التي يجب المحافظة عليها من خلال متابعتها وتطويرها بشكل دائم وإستغلالها الاستغلال الأمثل لتحقيق أداء مرتفع, وهو الأمر الذي تسعى إليه كل مؤسسة. أما إذا أهملت مواردها البشرية فإنها تنضب وتندثر مما يكلف المنظمة الكثير وربما يؤدي إلى وصولها إلى حالة الإنكماش, فعدم الاهتمام بدراسة سلوك أفرادها والتأثير فيهم بالشكل الذي يؤدي إلى ولائهم ورضاهم من خلال إشباع حاجاتهم ورغباتهم يؤدي بالتأكيد إلى نفور الموظفين من وظائفهم مما ينعكس سلباً على الأداء في العمل من الناحية الكمية والنوعية . في استطلاع أجرته شركة Right Management الاستشارية في مجال الموارد البشرية في نهاية عام 2009، ونشرته صحيفة «وول ستريت جورنال»، قالت نسبة 60 في المائة من العاملين إنهم يريدون ترك وظائفهم حين تتحسن السوق. ويوضح مايكل هايد نائب الرئيس الأول للحلول العالمية في الشركة :"إن هذه الدراسة البحثية تبعث على القلق، ويمكن أن تكون النتائج مكلفة للغاية بالنسبة للشركات" .(الإقتصادية, العدد 6074). إن العمل مع الموظفين بما يضمن توجيه جهودهم لخدمة أهداف المنظمة وتنسيق جهودهم متنوعة الخبرات والكفاءات والإهتمامات يضمن بقاء المنظمة وإستمرارها في ظل بيئة تتميز بالمنافسة الحادة وعدم الإستقرار, وهو ماتُعنى به إدارة الموارد البشرية التي عرفها Robert Mathis and John Jackson اتجاه النظم التنظيمية لضمان أن يتم استخدام المواهب البشرية بفعالية وكفاءة لتحقيق أهداف المنظمة. إن من أهم وظائف إدارة الموارد البشرية أنها تركز على ضرورة التخطيط السليم للقوى العاملة ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب وليس في أماكن لا تتناسب مع قدراتهم أو كفاءاتهم , والحرص على تطويرهم من خلال التدريب المستمر من أجل رفع أدائهم , واكتشاف مواهب الأفراد والعمل على تنميتها وصقلها ببرامج تدريبية خاصة , والعمل على ضمان ولائهم من خلال المحفزات المختلفة بشتى أنواعها. ولكي تنتقل المنظمات الى مصاف الشركات الناجحة المتميزة , يجب عليها الإستثمار في الموارد البشرية , فمن المُسلم به أنه كلما زاد استثمارالمنظمة في تنمية مهارات موظفيها ورفع مستوى كفائتهم العلمية والعملية يزداد انتمائهم و ولائهم وحبهم للمنظمة التي اكسبتهم هذه المهارات من برامج التدريب المتخصصة , وبالتالي تزداد الإنتاجية والنجاح في المنظمة . * ماجستير إدارة أعمال - جامعة القصيم.
إنشرها

أضف تعليق