أعطني حظاً .. وارمني في البحر!

كانت ليلة الأربعاء الماضي ليلة عصيبة على الكرة السعودية عندما فاجأ الهلال جماهير الكرة السعودية بمستوى باهت وهزيل لم نتعود رؤيته من فريق قوي، ولا سيما أنه ظهر وكأنه فريق من الدرجة الأولى يلعب لأول مرة خارجيا، ما سمح للغرافة القطري بتسجيل أربعة أهداف، قابلة للزيادة، لولا استهتار العراقي يونس محمود، وتجاهل الحكم البديل عن ضربة جزاء واضحة، وسلم الهلال نفسه للظروف والحظ الذي كان حاضراً، فسجل العملاق ياسر القحطاني من كرة عشوائية مستحيلة ارتقى لها ببسالة، وأتبعه عيسى المحياني بهدف عشوائي اَخر وتأهل الهلال بطعم المرارة الكبيرة إلى الدور نصف النهائي.
لا أقول ذلك تشفياً في الهلال، كما سيعتقد بعضهم، ولكن حرصا على مصلحة الكرة السعودية التي تنتظر إعادة الهيبة من ممثليها في تلك البطولة ناديي الهلال والشباب الذي لم يكن أحسن حالاً من الهلال وخسر على أرضه وكان قاب قوسين أو أدنى من الخروج المر من البطولة الكبيرة.
الكرة يا سادة يا كرام لا تعرف المستحيل، وأن تكسب على أرضك بثلاثة وأن تفوز على أرض الخصم بهدفين في مباريات الذهاب والإياب لا يعني التأهل، نتمنى من فرقنا الاستفادة جيداً من الدرس السابق، واحترام الخصم من أساسيات كرة القدم، ولكن قدّر الله وما شاء فعل، وسعدنا بتأهل فريقينا السعوديين مع الأماني بأن يتقابلا في المباراه النهائية، وحظاً أوفر للجميع.
ـــ وضح تأثير غياب الروماني ميريل رادوي على الفريق الهلالي، فبدا الوسط مفككاً، وافتقد الفريق ترابطه الدفاعي والهجومي، خصوصا في غياب اللاعب الصلب خالد عزيز، ولو كانا موجودين لما استطاع فريق الغرافة القطري التلاعب بالدفاعات الهلالية كيفما شاء، وكذلك افتقد الفريق الحارس العملاق محمد الدعيع والذي كان يمثل نصف قوته، ومع أن حسن العتيبي أبدع في مباراة الذهاب إلا أنه كان غائباً في المباراة الأخيرة، فعلا أن العمود الفقري في فريق كرة القدم مكوّن من حارس مرمى متميّز وقلب دفاع متمكّن ومحور للفريق من طراز رادوي ورأس حربة كياسر القحطاني، وأي اختلال في ذلك يُصيب أي فريق بالخلل، فهل نعي ذلك عند التعاقد مع اللاعبين الأجانب؟
ـــ عاد النصر إلى نغمة الفوز بعد ثلاثة تعادلات مقيتة كان الحظ فيها معانداً لفريق النصر وجماهيره حيث تعادل معه التعاون والفيصلي في الثواني الأخيرة من المباراة، صاحب الفوز النصراوي الأخير مستوى رائع من اللاعبين، وعلى رأسهم المبدع عبد الرحمن القحطاني، والذي جاب الملعب طولاً وعرضاً وكان اللاعب الأبرز في المباراة وفي الدوري بشكل عام حتى الاَن، وكذلك الأرجنتيني الكبير لعبا والضئيل حجما بعد أن عادت له الثقة من المدرب الإيطالي والتر زينجا والذي يبدو أن ملامح طريقته بدأت تظهر على الفريق وبدأ اللاعبون بتطبيقها، ولولا سوء التمرير الذي يصاحب أداء اللاعبين لوضحت خطة المدرب، وتنتظر جماهير النصر عودة قائدها المقاتل حسين عبد الغني ووجوده المهم في الفريق في استنهاض الروح القتالية والحماس في صفوف فريقه.
ـــ كان الأمير فيصل بن تركي حازما ـــ كعادته ـــ عندما صرح لوسائل الإعلام بأن لا أحد يفرض شروطه على النصر، والنصر لا يبحث عن الأشخاص، بل هم مَن يبحث عنه، النصر فريق كبير ومئات من متابعيه يتمنون شرف خدمته في أي مكان وأي زمان والخيارات متعددة أمام "كحيلان"، والنصر بمَن حضر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي