اليوم الوطنـي .. آفاق جديدة من التطور والازدهار

يسعدنا في هذه المناسبة الغالية، أن نستعيد ذكرى توحيد هذا الكيان الشامخ على يد الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - الذي استطاع بحكمته وشجاعته وقوة عزيمته أن يوحد هذه البلاد، وأن يصنع تجربة وحدوية هي الأهم في التاريخ الحديث.
كما نتذكر، في هذه المناسبة الغالية، كفاح أبنائه، الذين حافظوا على ما تحقق من إنجازات، وأضافوا إلى المسيرة الخيرة إنجازات عظيمة صنعت تجربة تنموية حظيت بتقدير العالم ونالت احترامه. كما نتذكر – بكل الإجلال والفخر - ما تحقق من مكتسبات للوطن والمواطن في هذا العهد الزاهر .. عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله - الذي استطاع قيادة مسيرة الخير إلى آفاق جديدة من التطور، وسابقت إنجازاته الزمن، ونجحت في تحقيق طموحات شعبنا وتطلعاته، وأصبحت المملكة، بفضل الله ثم بفضل هذه الإنجازات، تحظى بمكانة مرموقة على جميع الأصعدة الإقليمية والدولية. ففي المجال السياسي، واصلت المملكة دعم مكانتها الإقليمية والدولية، وتعميق أواصر التعاون مع دول العالم بفضل مواقفها الداعمة للحق والمساندة للخير والسلام، كما واصلت المملكة جهودها في دعم التضامن العربي والإسلامي، وتعميق الروابط الأخوية بين الدول العربية والإسلامية، واستثمرت مكانتها الدولية في تحقيق كل ما فيه الخير للعرب والمسلمين.وعلى الصعيد الاقتصادي، نجح هذا العهد الزاهر في تثبيت دعائم اقتصاد شامخ من خلال تنويع القاعدة الاقتصادية، وبناء المدن الاقتصادية، وتحسين المستوى المعيشي للمواطنين وتوفير فرص العمل لهم. وعلى صعيد التعليم العالي، تحققت إنجازات عديدة انطلقت من اقتناع عميق بدور التعليم العالي في إعداد الكوادر البشرية المواكبة لأحدث مستجدات العصر، والواعية لدورها في نهضة الوطن، والمساهمة في مسيرة التنمية الشاملة.
ونستطيع أن نستعرض هنا عدداً كبيراً من المؤشرات التي تعبر عما يحظى به التعليم العالي من دعم وهي:
* تخصيص الميزانية العامة 137.6 مليار ريال للتعليم والتعليم العالي والتدريب، وهو ما يؤكد الدعم الكبير الذي تحظى به هذه القطاعات باعتبارها قطاعات مسؤولة عن بناء الإنسان السعودي المزود بالعلم والمعرفة، والقادر – بمشيئة الله – على المساهمة الفاعلة في مسيرة التنمية، ومواكبة مستجدات العلوم والتقنية، والوفاء بالاحتياجات المتجددة والمتطورة لسوق العمل. كما يساعد هذا الدعم الكبير مؤسسات التعليم العالي على تحقيق رسالتها وأداء دورها الحيوي وتحقيق نقلة نوعية في التعليم الجامعي.
* إنشاء الجامعات الجديدة، التي تؤكد حرص هذا العهد الزاهر على إتاحة التعليم العالي في ربوع الوطن كافة، حيث ارتفع عدد الجامعات الحكومية إلى 24 جامعة في الوقت الحالي فضلاً عن جامعات وكليات أهلية كثيرة أنشئت في السنوات الأخيرة، مما أسهم في زيادة القدرة الاستيعابية للجامعات، والوفاء بالطلب المتزايد على التعليم العالي.
* إطلاق برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، الذي يشمل مراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في تخصصات حيوية في جامعات مرموقة في عدد من دول العالم، كما صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - على تمديد فترة برنامج الابتعاث الخارجي لمدة خمسة أعوام، وهو ما يسهم في توفير كفاءات وطنية تخرجت في أرقى الجامعات، وفي تخصصات تتوافق مع احتياجات سوق العمل ومتطلبات برامج التنمية، وتسهم في نهضة الوطن وتطوره.
* إنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية لتكون منارة للمعرفة، وبيئة راقية للعلم، وجسراً للتواصل بين الشعوب، وصرحاً علمياً شامخاً للعلوم والتقنية يستقطب الطلبة والدارسين والباحثين من مختلف دول العالم، ويسهم في توطين التقنيات المتقدمة، التي صارت ضرورة من ضرورات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
* الارتقاء الكمي والنوعي بالتعليم العالي من خلال رفع كفاءته الداخلية والخارجية، وزيادة الاهتمام بقضايا الجودة النوعية، وتعزيز ربط البرامج التعليمية بمتطلبات التنمية، والتوسع في التخصصات العلمية التي تحتاجها مسيرة التنمية.
* إطلاق مشروعات ومبادرات مهمة مثل برامج مراكز التميز البحثي، وبرامج تنمية الإبداع والتميز لدى أعضاء هيئة التدريس، وتطوير برامج وخدمات الإرشاد الطلابي، وتطوير الأقسام الأكاديمية، وتطوير الجمعيات العلمية، وبرامج الاعتماد الأكاديمي المؤسسي والبرامجي.
* الترخيص بتأسيس شركة وادي الرياض وشركة وادي جدة وشركة وادي الظهران للتقنية، لتعزيز دور الجامعات في الإسهام الفاعل في تطوير اقتصاد المعرفة عبر الشراكة بين المؤسسات التعليمية والبحثية ومجتمع الأعمال ومن خلال الاستثمار في المشاريع المشتركة التي تصقل الخبرات والتطبيق العملي لطلاب الجامعة وأساتذتها، وهو ما يعكس إدراكاً كبيراً لأهمية الاقتصاد المعرفي، ويوفر البيئة المثالية للابتكار، ويسهم في بناء الدورة الكاملة لإيجاد المنتج المعرفي وتطوير التقنية واستثمارها، ويؤكد أن الدور الذي تقوم به الجامعات الحديثة لا ينحصر في تقديم التعليم المتطور ولكن في تفعيل البحوث العلمية التي تجريها الجامعات وربطها بالاحتياجات الاستراتيجية للمملكة.
وفي الختام، أؤكد أن ذكرى اليوم الوطني ستظل رمزاً للعطاء والبناء والإنجازات المستمرة، وأدعو الله أن يديم على بلدنا الغالي أمنه وعزه واستقراره في ظل القيادة الحكيمة لحكومتنا الرشيدة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي